لم يجد سائقو التأكسى «الأبيض» وسيلة للحصول على العدالة الاجتماعية والعيشة الكريمة، التى نادت بها ثورة 25 يناير، إلا الاعتصام على رصيف مجلس الوزراء، وقضى المعتصمون ليلتهم الأولى على رصيف الحكومة ليس بأجسادهم فقط، ولكن بسياراتهم كوسيلة ضغط على أجهزة الدولة لتنفيذ مطالبهم، المتمثلة فى تحمل الحكومة قيمة الأقساط المتبقية على السيارات، ورفع مخالفات المرور الموقعة عليهم. المتظاهرون أكدوا أن الثورة قامت لتحقيق أهداف الحياة الكريمة للمصريين، مشيرين إلى أنهم فئة من المجتمع تعانى من ظلم «أوقعنا فيه النظام السابق بشراء سيارات التأكسى، عن طريق دفع الأقساط والتأمين على السيارة، لكن فوجئنا أن التأمين على القرض». وقالوا إنهم طرقوا جميع الأبواب و«وعدنا الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بتخفيض الأقساط، وحل جميع مشاكل سائقى التأكسى الأبيض». وشهد الاعتصام عدة مفارقات، حيث أوقف بعض المشاركين فيه بعض سيارات التاكسى الأبيض المارة فى شارع قصر العينى، محاولين إقناع سائقيها بأن يشاركوا فى الاعتصام، كونهم يعانون من نفس المشاكل، لكن غالبية السائقين رفضوا الانضمام إلى الاعتصام، بدعوى «أننا لسنا أصحاب السيارات ونعمل باليوم» - على حد تعبيرهم. ولم يسلم الاعتصام من التعليقات الساخرة لبعض المارة، وطالبهم أحدهم بفضه قائلا: «سبحان الله أنتم أكتر ناس بتكسبوا»، وحاول بعض السائقين التعدى عليه، ووقعت اشتباكات كلامية بين الطرفين، لكن تدخل بعض السائقين وأكدوا له أنهم يدفعون قسطا شهريا يقدر بألف جنيه، والسيارة تستهلك فى الشهر صيانة ب700 جنيه» ولدينا بيوت وأطفال فى جامعات، فكيف نوفر الاحتياجات اليومية فى ظل تلك المبالغ المحصلة شهريا التى تذهب فى الهواء. وفى تمام الساعة 2 صباحا، طالب بعض القيادات الأمنية المسؤولة عن تأمين مجلس الوزراء، المعتصمين بوضع السيارات فى الشوارع الجانبية، خاصة أن وقوف السيارات «صف ثانى وثالث» يعرض شارع قصر العينى لحالة من التكدس المرورى، وأكد لهم الضباط أن أخذ المطالب لا يجب أن يعطل مصالح الغير ويغلق الشارع.