كنت أنوى الكتابة عن أيمن يونس وانتقاده بقسوة لأنه فاجأنى منذ أيام قليلة بإعلان رغبته التليفزيونية فى الاستقالة من اتحاد الكرة، احتجاجا على أوضاع لا يرضى عنها ولا يقبلها، ولأنه ليس باستطاعته المشاركة حتى ولو بالصمت فى مهازل كثيرة يعيشها هذا الاتحاد ويصنعها ويمارسها.. فأيمن يونس بالنسبة لى هو واحد من قليلين جداً داخل هذا الاتحاد أثق فيهم وأحبهم وأحترمهم جداً، ولم أكن أتصور أن تنتقل إليه عدوى الاستقالات التليفزيونية والتهديدات المسرحية بالانسحاب.. أيمن يونس بالنسبة لى ليس كبعض الآخرين القادرين على المتاجرة بكل شىء حتى بكرامتهم وشرفهم ومكانتهم واستقالتهم أو بقائهم.. أيمن يونس الذى أعرفه هو الذى لا يهدد ولا يناور ولا يتلاعب بالكلمات أو المواقف.. وإنما هو عاشق للوضوح وللصرامة.. إما أنه يقبل بما يجرى، فلا داعى للحديث عن الاستقالة أو التلويح بها كذبا، وإما أنه رافض لما يجرى فيستقيل فورا وليس فى نيته أن يرجع عنها كما رجع آخرون مقابل بعض المغانم الشخصية ومكاسب خاصة داخل اتحاد الكرة أو خارجه.. ولكننى الآن لن أكتب عن كل ذلك.. لن أهاجم أيمن يونس ولن أنتقده.. بل على العكس.. سأتضامن وأتعاطف معه فى مأزقه الخاص بعد انفجار الأزمة الكبرى بين اتحاد الكرة ونادى الزمالك.. فقبل المؤتمر الصحفى لرئيس الزمالك كان أيمن يونس متعاطفا مع الزمالك، ويرى أنه صاحب حق وأنه تعرض لظلم واضح وفادح وفاضح بعد قرار الاتحاد اعتماد فوز حرس الحدود على الزمالك.. وطالب أيمن يونس الزمالك بعدم السكوت والإصرار على أن ينال جميع حقوقه الضائعة أو المسروقة.. وبعد أربع وعشرين ساعة.. كان المؤتمر الصحفى لاتحاد الكرة.. وفيه تحدث أيمن يونس وأبدى استياءه من تصريحات مفاجئة لرئيس الزمالك اتهم فيها أعضاء اتحاد الكرة بأنهم ليسوا أكثر من فئران.. وكان من الواضح أن أيمن يونس أحس بالغدر والإهانة من تصريحات رئيس الزمالك التى أهان فيها كل من فى الجبلاية دون تمييز أو تحديد أو استثناء.. ومن المؤكد أن أيمن يونس لم يكن مشجعا متعصبا للزمالك يجرى وراء أوهام وأكاذيب حين تحدث عن حقوق للزمالك أضاعها عدم عدالة اتحاد كرة القدم وحياده بين كل الأندية.. ولم يكن أيضاً يناقض نفسه وهو يهاجم الزمالك ورئيسه، مؤكداً أن هذا ليس هو الأسلوب الأمثل للبحث عن الحقوق واستعادتها أو للتحاور مع الآخرين أياً كانت درجة الغضب أو حساسية الموقف.. وهذا بالضبط هو المأزق الذى أقصده ويعيشه الآن أيمن يونس، ولابد أن يخرج منه رابحا ونحن كلنا وراءه.. فأيمن هو الوحيد المؤهل الآن ليفتح حواراً عاقلاً وحكيماً وصادقاً بين الاتحاد والزمالك.. هو الذى يستطيع مواجهة كثير من زملائه فى اتحاد الكرة وأن يلزمهم باحترام أنفسهم واحترام مصلحة الكرة المصرية ومؤسساتها أكثر من مصالحهم الشخصية.. وهو أيضاً الذى يستطيع مع الصديق الحكيم والرائع رؤوف جاسر أن يكبح جماح ممدوح عباس الذى فى لحظة انفلات كاد يسىء إلى الزمالك نفسه.. ولا أقصد إهانته لأعضاء الجبلاية.. وإنما أقصد الوقار اللازم لمقعد ومكانة وصورة رئيس الزمالك.. وضرورة احترام مؤسسة فى حجم الزمالك لجميع تعاقداتها والتزاماتها دون أن يعنى هذا الالتزام التنازل أو التفريط فى أى حق من حقوق الزمالك. [email protected]