دعا خالد شمعة، السفير المصري بالعاصمة النمساوية فيينا وممثلها الدائم لدى منظمات الأممالمتحدة هناك، صحفيين وإعلاميين مصريين بفيينا، إلى نقل تجربة الحكم من فيينا إلى القاهرة، لافتاً إلى أن للنمسا تجربة عريقة في آلية صنع القرار، والقائمة على توازن بين عدد من القوى الرئيسية في المجتمع النمساوي. وأضاف «شمعة» على هامش حفل الختام الذي أقامه المركز الثقافي المصري بالنمسا، الاثنين، للمشاركين في الدورة التدريبية، والتي نظمها مركز سكيلز للعالم العربي لمجموعة من الإعلاميين المصريين بفيينا بعنوان «الصحافة والديمقراطية»، أنه فيما يتعلق بالإمكانيات الفنية والكوادر البشرية فإن مصر تمتلك إمكانيات بشرية وعمالة تمتلك قدرًا عاليًا من التدريب والتأهيل، لكن المشكلة تكمن في مصر في آلية صنع القرار والنظام العام. كما قال الدكتور محمد علي إبراهيم، مدير المركز الإعلامي للعالم العربي، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إن الدورة الدراسية التي نظمها المركز تأتي تتويجاً لفترة إعداد اشتملت ثمانية أشهر وتكلفت ما يقرب من 68 ألف يورو، أي ما يعادل 544 ألف جنيه مصري، وتم الإعداد لها بدعم من مكتب رئيس مجلس الوزراء وعدد من المؤسسات الإعلامية مثل دائرة الصحافة الاتحادية ونادي الصحافة كونكورديا وعدد آخر من المراكز البحثية ومراكز صنع القرار بالعاصمة النمساوية، لافتاً إلى أن هذا المشروع يعد بداية لسلسلة من البرامج التي سوف ينظمها المركز للإعلاميين العرب بهدف المساهمة في إرساء قواعد الديمقراطية والتنوع الإعلامي في العالم العربي. ونبه إبراهيم إلى أن «سكيلز» دعت عددًا من شباب الصحافة المصرية لرحلة دراسية إلى النمسا بهدف التعرف على المؤسسات وأسلوب عمل وسائل الإعلام في النمسا، والتعرف عن كثب على مسؤوليات وسائل الإعلام في المجتمع الديمقراطي. من جانبه قال يورجن جانجولي، مدير شريك لمجموعة سكيلز، إن الهدف الأساسي من هذه الجولة الدراسية هو إتاحة فرصة لبعض شباب الصحفيين والإعلاميين للتعرف على وسائل الإعلام المختلفة بالنمسا ودورها في المجتمع، معرباً عن أمله أن تكون الجولة الدراسية أتاحت قدرًا كبيرًا من التدريب وتبادل المعلومات وبناء العلاقات الشخصية للمشاركين. وأوضح «جانجولي» أن الجولة شملت زيارة عدد من مراكز صنع القرار في فيينا مثل مجلس الوزراء والبرلمان واتحاد الصناعيين واتحاد الغرف التجارية واتحاد العمال، وشملت زيارة عدد من المزارات التاريخية ووسائل الإعلام المختلفة والتليفزيون النمساوي، وتأتي في الأساس هذه الرحلة إلى دعم الحركة الديمقراطية في مصر، وتحفيز للصحفيين المبدعين ومساندتهم في تطورهم المهني. وشارك في اللقاء كل من إرينا كاوفمان، المستشارة الإعلامية لمجلس الوزراء النمساوي، وإيفا سومان المستشارة الإعلامية لمحافظة فيينا. كما استعرض الدكتور مرسي أبو يوسف، المستشار الثقافي على هامش اللقاء الدور والأنشطة التي يقوم بها المركز المصري بفيينا، فى تقديم الثقافة المصرية للشعب النمساوى وكذلك إشرافه على البعثة التعليمية والاتفاقيات العلمية بين الجامعات. وكشف «أبو سيف» عن أن مشكلة عدم استقبال بعثات للدراسة من مصر للنمسا راجعة في الأساس إلى مصر، فبعد أن قامت الحكومة النمساوية بسحب عدد المنح المخصصة لمصر في 2004 بحجة تحول مصر من دولة فقيرة جداً إلى دولة فقيرة فقط، اشترط عدد من الجامعات النمساوية والتي ترتبط ببروتوكولات تعاون مع جامعات مصرية لكي تقدم منحًا لمصريين أن تقوم الحكومة المصرية بإرسال بعثات للدراسة ضعف ما تمنحه النمسا لمصريين.