خاص ب جود نيوز فيينا من : ياسر صديق قال الصحفي "كيرت كوتش" الملقب ب "جوليان اسانج " النمسا .. نسبة الى الصحفي الاسترالى الشهير جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس , الذى نشر العديد من الوثائق مؤخرا .. قال إن الثورة المصرية التهمت ابناءها , هكذا حال معظم الثورات فهي غالبا ما تضل طريقها ثم تتحول الى من صنعوها او شاركوا في صناعتها فتلتهمهم بعد أن يكونوا ضلوا الطريق. " كوتش" أشار إلى أنه تابع بشغف ما يحدث في مصر خلال الثمانية عشر يوما الأولى من الثورة المصرية " قائلا كنا نتابع بشغف ما يحدث هناك في مصر مثلنا مثل الملايين حول العالم ، لقد أبهرنا المصريون بثورتهم على نظام مبارك الديكتاتوري، وراينا مايحدث في هذا البلد العربي، لقد كانت أياما عصيبة ، كنا متعاطفين جدا معكم،وأنتم كنتم رائعين". جاء ذلك خلال لقاء سريع مع الصحفي كيرت كوتش الحائز على جائزة أفضل صحفي في النمسا لعام 2011 ، وذلك لكشفه كثير من قصص الفساد ، ويلقبه المقربون والعاملون في مجال الصحافة بجوليان اسانج النمسا ، نسبة الى موئسس موقع ويكيليكس الاسترالي جوليان اسانج اللاجىء في السفارة الاكوادورية في لندن. اللقاء تم اثناء زيارتي لمجلة نيوز واسعة الانتشار في النمسا ، حيث تم ترتيب مقابلة لنا مع الصحفي الأشهر بالنمسا بترتيب من قبل "وكالة سكيلز للعلاقات العامة" التي استاضفت عشرة من الصحافيين المصريين الشبان ضمن دورة تدريبية في العاصمة فيينا تحت عنوان "الصحافة والديمقراطية". يتحدث كيرت كوتش اللغة الألمانية وهي اللغة الأصل ويتعامل بالانجليزية أحيانا ، لكنه تحث الينا باللغة الألمانية ما اضطر الدكتور الدكتور محمد ابراهيم مدير مركز سكيلز الإعلامي للعالم العربي بالقيام بدور المترجم الفوري للوفد المصري الذي ضم 6 من الشباب المصري و4 فتيات . وتزامن وجود الوفد المصري في النمسا مع ردود الافعال تجاه الفيلم المسيء للرسول ، وخصصت مجلة نيوز النمساوية تحقيقا كاملا حول ردود أفعال المسلمين الغاضبين حول العالم . وتصدر صورة محتجون غاضبون وهم يحرقون علم الولاياتالمتحدة بباكستان ، الصفحة الأولى للعد الأخير للمجلة تحت عنوان " باسم الله ...عندما يأتي إلينا العنف؟ ..... وفي سؤال عن مدى رؤيته لردود الافعال القادمة من بعض الدول العربية والاسلامية ، أجاب بديبلوماسية شديدة قائلا "نحن نتعامل مع المواضيع الحساسة مثل موضوع الفيلم المسيئ بشييء من التعقل ولدينا مجموعة من المحامين الماهرين متخصصين في موضوع الاعلام ، نحن نأتي بتحقيقات صحفية لكن لا يمكن نشرها إلا بعد عرضها على القانونيين المتخصصين ليتم معالجتها قبل نشرها إن استدعى الأمر." لكنه قال أيضا إنه مع حرية التعبير وحرية الابداع وأكد أن بلاده في المقام الأول تحترم الخصوصيات إلى أقصى درجة ولا يمكن بأي حال من الأحوال انتهاكها حتى لو كان ذلك سبقا صحفيا. وضرب لنا مثالا أنه راي يوما سياسيا نمساويا بارزا في مطار باريس وبصحبته صديقته وهو رجل متزوج ، وقال إنه لم يستطع أن ينشر الخبر ولو أراد ذلك كان لابد أن يحصل على إذن منه أولا لأن ذلك "من باب الخصوصيات التي نعاملها بقدسية ولا يمكن انتهاكها باي حال من الحوال". جدير بالذكر ان "كيرت كوتش " يعد من أقوى الصحفيين في النمسا خاصة في التحقيقات حتى قيل لنا أن النائب العام يتابع عن كثب ما يكتبه " كوتش" وبمجرد ما ان ينشر تحقيقا عن فساد او جريمة سرعان ما يبدأ بنفسه التحقيق في القضية . واكد كوتش انه لا سلطان عليه في عمله ولا يجرؤ أحد على سؤاله عن مصدر معلوماته وذلك بقوة القانون الذي يتيح للصحفي الاحتفاظ بمصارد معلوماته وعدم الكشف عن عملائه او من ساعدوه في التحقيقات التي يجريها. من جانبه أكد الدكتور محمد ابراهيم ان هذه الدورة الدراسية تاتى برعاية عدد من المؤسسات الكبرى فى النمسا منها دائرة الصحافة الاتحادية ونادي الصحافة كونكورديا واتحاد الصناعيين. مشيرا الى ان هذا المشروع الرائد صحفيا يهدف الى المساهمة في إرساء قواعد الديمقراطية والتنوع الإعلامي في العالم العربي. ويقول دكتور إبراهيم "دعمنا المكتب السياحي المصري في النمسا ورفعنا عدد السياح النمساويين إلي مصر في غضون الثلاثة سنوات الماضية بنسبة 75% وهذا فقط من خلال إجراءات إعلامية هادفة." المثال الحي علي ذلك هو المصادقة المدرسية (النمسا تكتشف مصر) والتي نشرناها في كل مدارس النمسا أدت إلي ارتفاع مستوي المعرفة لدي التلاميذ بحضارة و تاريخ مصر. ومن جانبه ايضا قام السيد يورجن جانجولي، العضو المنتدب بشركة سكيلز بدور هام للغاية في التواصل بين الوفد المصري والمسئولين في النمسا حيث كان دائما ما يؤكد على أن الهدف المرجو من هذه الرحلة الدراسية في فيينا هو تعريف الصحفيين المصريين الشبان بوسائل الاعلام المختلفة ودورها في مجتمع متنوع يدعم الحرية والديموقراطية بالإضافة إلى بناء جسور التواصل بينهم وبين المسئولين النمساويين. الوفد المصري ضم كل من ( سارة مصطفى، هدى عبد القادر، بسنت محمود، إيمان نبيل، وائل عباس، هيثم دبور، محمد ماهر، هيثم الصاوي، إسلام عمر وكاتب المقال ياسر صديق).