يناقش مجلس الوزراء فى اجتماعه اليوم أزمة البوتاجاز نفسها فى اجتماع مجلس الوزراء المقرر اليوم، حيث يعرض وزير البترول والتضامن الاجتماعى تقارير حول أسباب الأزمة وطرق حلها، فيما كشف مصدر حكومى أن الهيئة المصرية العامة للبترول طرحت 100 ألف أسطوانة إضافية لمواجهة أى عجز فى الأسطوانات على مستوى الجمهورية. وتواصلت الأزمة فى القاهرة والمحافظات أمس، وارتفع سعر الأنبوبة عن الأيام الماضية القليلة فى السوق السوداء إلى 70 جنيهاً فى مناطق إمبابة وأرض اللواء والجيزة، بينما وصلت فى المستودعات الحكومية إلى 12 جنيهاً. وعلمت «المصرى اليوم» أن وزارة التضامن الاجتماعى، قررت فتح حصص البوتاجاز فى معظم أحياء القاهرةوالجيزة للقضاء على أزمة الأنابيب التى ظهرت خلال الفترة الأخيرة، بينما لجأ المواطنون فى كثير من المحافظات إلى مواجهة المشكلة بالعودة إلى «وابور الجاز» التقليدى. وأوضح مصدر مسؤول بالوزارة أن حملة من قيادات الوزارة تمر يوميا على 15 حياً من أحياء القاهرة الكبرى، للتأكد من انتظام بيع الأسطوانات للمستهلكين وعدم تسريبها إلى السوق السوداء. وأشار إلى أن الإجراءات التى اتخذتها الوزارة شملت التفتيش أيضاً على مفتشى التموين، والتأكد من تواجدهم فى أماكن عملهم وقيامهم بواجبات مسؤولياتهم بالشكل الصحيح. وأكد المصدر أنه تم بالأمس القضاء على 80% من الأزمة فى القاهرة الكبرى، مشيراً إلى أنه جار التنسيق مع المحافظات المختلفة ومديريات التموين بها للتأكد من اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد من يتلاعب بالدعم المخصص لأنابيب البوتاجاز. ولفت المصدر إلى أنه تم تشديد الرقابة على قمائن الطوب ومزارع الدواجن ومصانع حلوى المولد النبوى، للتأكد من عدم استخدامهما لتلك الأسطوانات بالشكل المخالف. وفى منطقة الوراق اصطف المئات من أهالى المنطقة وانضم إليهم بعض ساكنى حى إمبابة، بجوار الشارع الرئيسى لقسم شرطة الوراق، فى انتظار سيارة التموين المحملة بأسطوانات البوتاجاز، بعد فشلهم خلال الثلاثة أسابيع الماضية فى تغيير أسطواناتهم الفارغة. وانقسم الشارع إلى صفين أحدهما مخصص لطوابير السيدات، اللاتى فضلن الجلوس على أسطوانات البوتاجاز، بعد شعورهن بالإرهاق والتعب نتيجة وقوفهن من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، والثانى مخصص لطوابير الرجال، الذين فضلوا ربط أسطواناتهم بالسيارات الموجودة فى الشارع، خوفاً من سرقتها، كما حدث من قبل. تكدس الشارع بالأهالى منذ السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل، فى انتظار سيارتى البوتاجاز اللتين ترسلهما مديرية التموين بالمحافظة، وجذب الأمر تعاطف ساكنى الشارع، حيث قامت إحدى الساكنات، بإمداد الأهالى بمياه الشرب على مدار اليوم. وأكد أغلب الوافدين على الشارع قيامهم بشراء «وابور الجاز» واستبداله بالبوتاجازات، بعدما فشلوا فى تغيير أسطواناتهم الفارغة، لافتين إلى أن هذا الأمر أثر على ارتفاع لتر الجاز، الذى وصل سعره إلى 2.5 جنيه. وقال أيمن عبدالرحمن، «بقالى 3 أسابيع مش عارف أغير أنبوبة البوتاجاز، رغم أننى ذهبت حتى الآن إلى 3 مستودعات فى الكيت كات ونزلة الدائرى والوراق، فكل يوم أخرج من بيتى الساعة السادسة صباحاً واستقل دراجتى البخارية، بحثاً عن مكان جديد، أستطيع خلاله تغيير الأنبوبة». وأضاف: «بعد فشلى فى تغيير أنبوبة البوتاجاز، قامت زوجتى بشراء باجور صغير، حتى تقوم بالطهى عليه، وإطعام أطفالنا الثلاثة.. أى نعم ريحة الأكل وطعمه جاز بس هنعمل إيه هو ده المتاح». أما بدرية حمدى، فانتقدت صمت المسؤولين فى الدولة، عن إيجاد وسائل سريعة لحل أزمة البوتاجاز، قائلة: «أزمة العيش كنا بنحلها بالأرز والمكرونة، أما أنبوية البوتاجاز هنحلها إزاى؟، ينفع يعنى نكون فى 2010، ونشترى باجور عشان نطبخ عليه، مفيش دولة محترمة فى العالم بيحصل فيها كده». وأضافت: «كل يوم بنقف فى الطابور، فى انتظار سيارة التموين، التى تقوم باستبعاد نصف كمية أسطوانات الغاز لتجار السوق السوداء والباعة الجائلين، أمام أعين الشرطة التى ترفض التدخل، فى حين يوزع نصفها الآخر، الذى لا يكفى نصف عدد المتواجدين، لإعادة بيعها للأهالى، ولكن بعشرة أضعاف سعر السيارة، حيث يصل سعر الأنبوبة إلى 50 جنيهاً». وفى الجيزة أعلن اللواء سيد عبدالعزيز، محافظ الجيزة، أن المحافظة قامت بزيادة الحصة اليومية لأسطوانات البوتاجاز بمقدار 6 آلاف أسطوانة، ودفعها للمناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، مشيراً إلى أن حصة المحافظة اليومية تبلغ 23 ألف أسطوانة منزلية. وأوضح المحافظ أنه خلال الأيام الماضية بلغت كمية الإمداد لأسطوانات البوتاجاز التى تم دفعها لحى بولاق الدكرور 6920 أسطوانة محملة على 4 سيارات. كما تم دفع 3700 أسطوانة لحى الوراق و4355 أسطوانة لحى الهرم و5150 أسطوانة لحى العمرانية و3350 أسطوانة لحى شمال الجيزة و2640 أسطوانة لحى جنوبالجيزة و2910 أسطوانات لحى العجوزة. وأشار المحافظ إلى وجود 47 سيارة من سيارات شباب الخريجين، تقوم بصرف 2820 أسطوانة يومياً ويتم أستخدامها لتوصيل الأسطوانات للمنازل. وأكد عبدالله بدوى، مدير مديرية التموين بالجيزة، وجود 4 مكاتب تابعة لشركة بوتاجاسكو لتلقى الطلبات ويتم إمدادها يومياً ب3400 أسطوانة وقال إنه تم تكليف مفتش بالتواجد بمصانع التعبئة لمتابعة تحميل سيارات المستودعات بالمحافظة. وفى الشرقية شهدت المستودعات زحاماً شديداً، أمس، مما تسبب فى نشوب مشاجرات بين المواطنين، ومازالت الأزمة قائمة فى فاقوس والحسينية والزقازيق وقرى منيا القمح وبلبيس وههيا والصالحية، حيث وصل سعر الأسطوانة الكبيرة المخصصة للأغراض التجارية إلى 40 جنيهاً. وفى دمياط قال حسنى عبدالعزيز حسنين، وكيل وزارة التضامن بالمحافظة، إنه تم ضبط 266 انبوبة بوتاجاز صغيرة داخل 15 مزرعة دواجن وقمائن الطوب فى نطاق مراكز المحافظة وتم تحرير محاضر للمخالفين ومصادرة الأنابيب، كما تم تحرير 12 محضراً للبيع بأزيد من التسعيرة لموزعى الأنابيب و3 محاضر لمحطات التعبئة لوجود أنابيب كبيرة وصغيرة ناقصة الوزن وتقدم جهاد عيد، عضو مجلس محلى مركز دمياط، أمس، بطلب إحاطة إلى المهندس محمد خشبة، رئيس المجلس، حول الأزمة، خاصة فى قرى الشعراء والبصارطة وارتفاع سعرها فى بعض المناطق إلى 20 جنيها.