«ليس هناك مستحيل».. هذا هو الشعار الذى رفعه الأطفال اليتامى ذوى الإعاقة، خلال مؤتمر نظمه، أمس، المجلس العربى للطفولة والتنمية بالتعاون مع جامعة الدول العربية. حمل المؤتمر عنوان «واجب المجتمع تجاه الطفل المعاق»، وعقد بهدف بحث الواقع الذى يعيش فيه الأطفال المعاقون ودمجهم فى المجتمع. وقال الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسى، إن الاستثمار فى الصحة النفسية للطفل هو «استثمار فى ثروة الوطن، ويكون عائده الاستراتيجى قوياً وفعالاً»، معتبراً أن بيل جيتس، صاحب شركة مايكروسوفت، يصل لمرتبة القديسين، لأنه تبرع بكل ثروته لصالح الأطفال. وأضاف عكاشة، فى كلمته بالمؤتمر، أن 20% من أطفال ومراهقى العالم يعانون من مشاكل نفسية، وبينهم 3 - 4% على الأقل يحتاجون إلى علاج نفسى متخصص، مشيراً إلى أن أطفال العالم غير سعداء لافتقادهم» الجودة فى حياتهم، على الرغم من توافر الرفاهية، ولذلك يهربون إلى عالم الإدمان والجريمة والبطالة. وأشار إلى أن معدل الذكاء المتوسط يتفاوت ما بين 110 و120 درجة، موضحا أن الرئيس الأمريكى الأسبق جون كيندى كان زعيما على الرغم من أن نسبة ذكائه 108 درجات، بينما كانت نسبة ذكاء الرئيس رونالد ريجان 112 درجة، لافتاً إلى أن الأطفال الذين لديهم عجز معرفى تصل نسبة ذكائهم مما بين 55 و70 درجة، ومن الممكن أن يعالجوا ويتعملوا ويصبحوا حكاماً فى بلادهم. وذكر أن دراسة أجريت على 175 طفلاً يعانون من الاكتئاب، أظهرت أن 71% منهم يعبرون عنه فى صورة «مغص»، و22% فى صورة «غثيان»، بينما 24% فى صورة «قىء»، و30% «صداع»، و61% «عدم قدرة على النوم»، كما أوضحت الدراسة أن 74% من الأطفال يعبرون عن اكتئابهم فى صورة «قلق»، و61% على شكل «فقدان الثقة»، و39% «ارتباط مبالغ بالأم»، و68% «انعزال اجتماعى». وأكد عكاشة أن البكاء لا يكون بالعين فقط وإنما بجميع أجزاء الجسم. وشدد العالم النفسى على أن المجتمعات العربية تظلم المرأة، وتقول إنهن ناقصات عقل، على الرغم من أن الأبحاث أثبتت أن النساء أذكى من الرجال، وأن لديهن منطقا وعقلانية أعلى من الرجل، موضحاً أن العجز المعرفى للرجال يصل إلى 1.5% أما عند النساء فهو 1%. وقال إن شدة درجات الضغط عند مشاهدة كرة القدم، تتوازى مع درجة الضغط الخارجى لمنظر صاروخ قد يهاجم منزلك. من جانبه، قال الدكتور حسن الببلاوى، المشرف العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية، إن الطفل من ذوى الإعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع، منوهاً بأنه قادر على الإنجاز والمشاركة وفق قدراته وإمكانياته إذا منح له الثقة فى التعبير، موضحاً أن عملية الدمج ليست مجرد وضع الأطفال المعاقين مع غيرهم الأسوياء فى قاعات الدراسة، وإنما تتحقق بحركة مجتمعية مكتملة الأبعاد يعد فيها الطفل من ذوى الإعاقة للاندماج وتهيئته للمشاركة الفعلية. وأوضحت الدكتورة سهيرة عبدالفتاح، مقررة المؤتمر، أن هناك تزايداً فى أعداد ذوى الاعاقات، فى الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن 10% من سكان العالم، أى 650 مليون شخص، مصابون بإعاقات، لافتة إلى أنه بحسب البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، يعيش 80% منهم فى دول نامية، وأن 90% منهم غير ملتحقين بالدراسة.