عقد الدكتور مجدى قاسم، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، اجتماعا أمس مع أكثر من 100 عالم وأستاذ جامعى مصرى بمقر السفارة المصرية فى واشنطن، لبحث وضع استراتيجية تقييم للعملية التعليمية، واعتماد المدارس والكليات المصرية لتفى بالمعايير المطلوبة لتصحيح منظومة التعليم والارتقاء بمستوى التعليم فى مصر.فيما يلتقى وفد من الهيئة لاحقا، العلماء المصريين فى كندا. وتناول اللقاء، الذى نظمته الدكتورة مها محمود، رئيس المكتب الثقافى والتعليمى بواشنطن، العديد من القضايا التى تواجه العملية التعليمية فى مصر، وسبل مشاركة هؤلاء العلماء فى أنشطة الهيئة سواء بالزيارات أو باعتماد التقارير فى التعليم العالى والمدارس. وأقر قاسم بوجود كم هائل من المعوقات التنظيمية التى يمكن إزالتها مثل: التخطيط للمناهج، وآلية التقييم، والمعامل، وتوفير بعض الإمكانيات. وقال رئيس «هيئة الجودة»، خلال اللقاء، إنه يجرى العمل على إعادة الحرفية والمهنية إلى قطاع التعليم وإعادة هيكلة المؤسسات التعليمية، موضحا أن قدرة المؤسسات تتحمل ثلث المسؤولية عن النهوض بالتعليم، بينما تتحمل الفعالية التعليمية الثلثين الآخرين. وكشف عن أن رئيس الوزراء خصص نحو مليار جنيه لإعداد الجامعات والكليات لاعتماد الجودة، مؤكدا أن استقلالية هذه الهيئة التى أنشئت فقط منذ عامين تكسبها الاحترام اللازم للقيام بمهمتها بشكل موضوعى وفعال. وأشار إلى أن عملية التقييم التى أجريت للمدارس فى مصر، أظهرت أن 33.9% فقط منها تستوفى معايير الجودة التى وضعتها الهيئة. وأوضح قاسم وعدد من مساعديه الذين يرافقونه، أن هذا هو أول لقاء بالعلماء المصريين فى الخارج للاستفادة من خبراتهم فى هذا المجال، مشيرا إلى أن هذا النشاط هو أحد الآمال التى تعول عليها مصر للاستفادة من طاقات هؤلاء العلماء الذين يقدرون بالآلاف من أجل الارتقاء بمستوى التعليم وأداء الهيئة نفسه وتقديم الممارسات التطبيقية الجديدة المستخدمة فى الولاياتالمتحدة من أجل تطوير المناهج والمقررات. وذكر أن هذا من شأنه أن يؤدى إلى نقلة نوعية فى مستوى أداء المؤسسات التعليمية بمصر، موضحا أنه ستتم الاستفادة من الخبرات المتراكمة لديها لتفعيل تطبيق الأبحاث فى الصناعة، بما يؤدى إلى إحداث طفرة هائلة فى القيمة المضافة فى الصناعات التكنولوجية وربط مناهج التعليم باحتياجات المجتمع. وأشار إلى أن تقييم المؤسسات التعليمية سواء المدارس أو الجامعات هو إجراء إجبارى وأنه تم حتى الآن تقييم كليتين اثنتين و1000 مدرسة. وطالب العلماء بضرورة وضع آلية لإدارة التغيير، وانتهاج الشفافية لاختيار القيادات لضمان الكفاءة والفعالية، وأن تكون هناك مساندة سياسية قوية لهذه العملية، وتدريب المؤسسات على إجراء تقييم ذاتى لأدائها، واختيار البرامج الكمبيوترية المناسبة للاعتماد فى مصر، موضحا أن الهيئة بصدد عمل توأمة مع هيئات عالمية للاعتماد والجودة وإخضاع أدائها للتقييم من قبل هذه الهيئات حيث إنها لن تكون فوق المساءلة أو التقييم. وغادر وفد الهيئة برئاسة قاسم متوجها إلى كندا لعقد لقاءات مماثلة مع العلماء المصريين هناك، فى تقليد قال رئيس الهيئة إنه سيتكرر مع علماء مصر فى مختلف أنحاء العالم لتشكيل مجموعات عمل من التخصصات المطلوبة للمشاركة فى هذه العملية.