قرر الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، إرسال قوافل توعية دينية تضم كبار علماء الأوقاف، بقيادة رئيس القطاع الدينى بالوزارة، إلى جميع محافظات الصعيد للالتقاء بالمواطنين والقيادات الدينية والشعبية والتنفيذية لشرح الرؤية الإسلامية الصحيحة فى الكثير من القضايا المعاصرة، على رأسها العنف الطائفى وخطورته على استقرار المجتمع. وأوضح الوزير أن هذه القوافل تبدأ عملها اليوم الأحد وتستمر حتى 23 فبراير، وتجوب القرى والنجوع فى 10 محافظات هى: قنا، أسيوط، الأقصر، أسوان، المنيا، سوهاج، بنى سويف، الوادى الجديد، البحر الأحمر، الفيوم، وفقاً لبرنامج مكثف يهدف إلى عرض قيم الإسلام ومبادئه الصحيحة التى تدعو إلى التسامح وقبول الآخر ورفض جميع أشكال التعصب والعنف وقتل النفس الإنسانية، وترسيخ مبادئ التعايش الإيجابى بين جميع المصريين. من جهة أخرى، دعا القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى، رئيس مركز السلام الدولى لحقوق الإنسان، المنطمات القبطية داخل وخارج مصر، لحضور «مؤتمر المواجهة» الذى ينظمه المركز ويدعو المسؤولين لحضوره بهدف مواجهة مشاكل الاحتقان الطائفى ووضع الآليات لإنهائها، مشدداً على أن المؤتمر «يتم داخل مصر لحل المشاكل بأيد مصرية»، داعياً أقباط المهجر «الأحباء لوطنهم الأوفياء لمسيحيتهم» إلى المشاركة فيه. وفى سياق متصل، أصدرت مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان، قراراً بدمج قيم الاحترام المتبادل بين الأديان، والمساواة بين جميع المواطنين المصريين على قاعدة المواطنة، فى جميع البرامج والمشروعات الميدانية للوزارة. وقالت فى تصريح خاص ل«المصرى اليوم» إن تراجع القيم الثقافية الوسطية والمعتدلة المميزة تاريخيا للثقافة المصرية أمام التشدد والانغلاق الفكرى والدينى، يعد من أشد الأخطار التى تتعرض لها الأسرة المصرية حالياً، بما يؤثر بالسلب على منظومة العلاقات الأسرية واختياراتها الاجتماعية الحياتية ويعوق التنمية والتغيير الاجتماعى. ومن جانبها قالت الدكتورة فيفيان فؤاد، رئيس لجنة القيم بالوزارة، إن اللجنة درست عدداً من المقترحات العملية الخاصة بمراجعة مناهج التعليم وبرامج الإعلام لتنقيتها من قيم التعصب الدينى والفكرى وخاصة البرامج والمناهج الموجهة للأطفال، وكذلك وضع مواد تعليمية وإعلامية تحمل قيم قبول الآخر واحترام التعددية الدينية والثقافية وقيم المواطنة، وكلفت اللجنة عدداً من أعضائها للقيام بهذه المهمة بشكل عاجل. وأشارت فؤاد إلى أن الهدف الرئيسى هو المشاركة فى تأسيس رؤية وخطط لمواجهة كل الظواهر التى تهدد وحدة الوطن وتماسكه والتى تهدد القيم الأصلية للأسرة المصرية، ودعم القيم الإيجابية الدافعة للتقدم والتنمية فى المجتمع والأسرة المصرية، مشيرة إلى أنه تم عقد اجتماع فى 11 يناير الجارى لدراسة الأحداث المؤسفة التى وقعت فى نجع حمادى، وما تعكسه من تراجع لقيم الوحدة الوطنية لصالح قيم التشدد والتعصب الفكرى وعدم قبول التعددية الحضارية والثقافية المميزة للمجتمع المصرى.
