أكد السفير سليمان عواد، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فى تصريحات للصحفيين، الليلة قبل الماضية، فى واشنطن أن مصر على استعداد لاستضافة الجولة الثانية من المفاوضات بين عباس ونتنياهو، اعتباراً من الآن وحتى 26 سبتمبر الحالى، وهو موعد انتهاء فترة تجميد بناء المستوطنات التى أعلنتها الحكومة الإسرائيلية، والتى استمرت 10 شهور. وقال عواد إن الرئيس مبارك والرئيس الأمريكى باراك أوباما تبادلا وجهات النظر حول التطورات الجارية فى الشرق الأوسط، وتنسيق المواقف لضمان أن تصل المفاوضات إلى نهاية ناجحة ودون مزيد من العقبات، كما أبلغ الرئيس مبارك الرئيس الأمريكى استعداد مصر المشاركة فى استضافة الجولات المقبلة من المفاوضات بين الطرفين. وتوقعت مصادر مطلعة أن تستضيف مصر الجولة الثانية إذا حققت الجولة الأولى كسر الجمود بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن المصادر قالت إنها لا يمكنها حالياً تأكيد ما إذا كانت مصر ستستضيف الجولة المقبلة من المفاوضات، مشيرةً إلى أن هناك الكثير من الأمور التى مازالت بحاجة لإنجازها أولاً، فى أعقاب حفل العشاء الذى أقامه أوباما، فى البيت الأبيض مساء الأربعاء الماضى، وجمع بين قادة مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل. وقال عواد إن الرئيس مبارك قدم رسالة واضحة للرئيس أوباما تؤكد أن مصر تساند التوصل إلى حل سلمى سريع للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام، وأن مصر تأمل أن تنجح هذه الجولة من المفاوضات، لأن عملية السلام مرت خلال الفترة الماضية بلحظات هبوط وصعود. وأشار عواد إلى أن مبارك قال لأوباما إنه إذا كنا تركنا كل من السادات وبيجين بمفردهما لما كانا قد توصلا إلى اتفاق للسلام، وإننا جئنا إلى الولاياتالمتحدة ليس لالتقاط الصور التذكارية ولكن لكى تشارك الولاياتالمتحدة بقوة فى العملية السلمية لمواصلة التزامها ومشاركتها من أجل تقريب المواقف وحل الخلافات. وأشار إلى أن الرئيس مبارك على علاقة طيبة مع نتنياهو منذ ولايته الأولى فى رئاسة الوزراء فى التسعينيات، وأشار إلى أن لقاء اليوم هو اللقاء السادس منذ تولى نتنياهو الحكم فى إسرائيل، وأضاف عواد أننا نعتقد أن نتنياهو على علم بالمنعطف الأخير الذى تمر به منطقة الشرق الأوسط ولا أحد يريد أن تضيع هذه الفرصة لأن فشل المفاوضات يمكن أن يؤدى إلى موجة جديدة من الإرهاب. وحذر عواد من أنه إذا لم يتم تمديد تجميد الاستيطان، فإن «كل الرهانات ستنتهى» فيما يتعلق بالمفاوضات، وقال عواد إن الكثيرين يأملون فى مد مهلة الاستيطان بعد 26 سبتمبر المقبل، وأضاف: إننى لا أريد أن أطلق على هذه الرغبة كلمة شروط للاستمرار فى المفاوضات. مشيرا إلى أنه حتى الأمريكيين يقولون إن الاستيطان يعد عقبة فى طريق السلام، حيث إن المستوطنات تلتهم الأراضى التى ستقام عليها الدولة الفلسطينية المرتقبة. ورفض عواد فى سؤال «المصرى اليوم» تحديد المساحة الكلية للمستوطنات الإسرائيلية مؤكدا أنها تفاصيل لا داعى للخوض فيها، وقال إن قرار تمديد تجميد المستوطنات هو اختبار لنتنياهو وأنه الوحيد الذى يتحمل المسؤولية إذا انهارت المحادثات. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك انتقادات عربية لواشنطن لعدم قيامها بجهد كبير لدفع السلام، قال عواد إنه كانت هناك تطلعات كبيرة فى العالمين العربى والإسلامى بعد الخطاب الذى ألقاه أوباما بجامعة القاهرة والذى أثار موجة من التفاؤل، واعتقد الجميع أنه ستكون هناك صفحة جديدة فى العلاقات مع الولاياتالمتحدة، ولكن الذى حدث أن مشاعر الإحباط هى التى ظهرت على السطح سواء فيما يتعلق بعملية السلام أو فيما يتعلق بالمخاوف التى ظهرت من التجمعات الإسلامية فى الغرب وما يطلق عليه صراع الحضارات، وقال إننا لن نتوقف عن الأمل والتفاؤل إلى أن يتحقق السلام فى منطقة الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق التنمية لشعوب المنطقة. كان الرئيس المصرى أجرى لقاءات مكثفة فى واشنطن شملت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» والرئيس الأمريكى باراك أوباما علاوة على العديد من المسؤولين الأمريكيين بهدف تذليل العقبات لإطلاق محادثات السلام المباشرة. وخلال المؤتمر الصحفى المشترك فى البيت الأبيض كان مبارك أكد فى كلمته التى ألقاها باللغة العربية إن «مصر ستظل إلى جانب الشعب الفلسطينى إلى أن تقوم دولته الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أن التوصل إلى السلام العادل يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات مهمة، مشيرا إلى أن الاستيطان على الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولى، وخاطب مبارك الإسرائيليين قائلا «اغتنموا الفرصة الحالية ولا تدعوها تفلت من بين أيديكم».