تعلمنا منذ الصغر أن للجامعات أعرافاً وتقاليد وأخلاقيات لا تقل فى أهميتها عن النصوص المكتوبة للقوانين، من خلال تلك الأعراف والتقاليد يتم احترام الأقدميات وتواصل الأجيال.. إلى عهد قريب كان للأقدميات داخل الجامعات نفس التقدير والاحترام كما هو الحال فى المؤسسات العسكرية والنظامية، لكن فى ظل الحكومة الذكية الحالية لاحظنا تعمداً واضحاً لإهدار تلك التقاليد داخل الجامعات!، وعلى سبيل المثال لا الحصر تم تعيين رئيس لإحدى الجامعات بالقاهرة الكبرى يعمل بجامعة أخرى! فهل هذا يعنى أن كل العمداء ونواب رئيس الجامعة غير صالحين لشغل هذا المنصب؟!، وفى جامعة أخرى بالقاهرة الكبرى أيضاً تم تعيين رئيس لتلك الجامعة لم يكن عميداً ولا نائباً لرئيس تلك الجامعة!!، فهل لهذا معنى غير أن أصحاب السلطة المختصة يرون أن كل العمداء ونواب رئيس تلك الجامعة غير صالحين لشغل هذا المنصب؟! وفى جامعة بالدلتا تم تعيين اثنين نواباً لرئيس الجامعة أحدهما وكيلاً لإحدى الكليات والآخر رئيساً لأحد الأقسام بكلية أخرى! ومن غير ليه تم استبعاد جميع العمداء من شغل تلك المناصب؟! فهل هذا منطقى حتى ولو كان قانونياً؟.. وإذا كان العمداء من وجهة نظر المسؤولين لا يصلحون لشغل تلك المناصب العليا، فلماذا وعلى أى أساس تم تعيينهم عمداء؟ وما مبررات استمرارهم فى العمل؟ ولماذا لم تتم محاسبة من عينوهم؟.. وكيف يمكن للنفس البشرية أن تتعامل مع مرؤوس الأمس رئيسا اليوم؟! وكيف يمكن للجامعات أن تتطور وتنافس فى ظل مناخ الصراعات الوظيفية على المناصب القيادية؟ ومتى ستضع الحكومة معايير لتعيين القيادات الأكاديمية فى الجامعات ضماناً للشفافية التى لا يكلون الحديث عنها؟! وكفانا أصفاراً فى مونديال الجامعات. أ.د. محمد نبيه الغريب أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة طنطا [email protected] المحرر: كنت أتمنى أن تذكر لنا الأسماء.. فكفانا تستراً على المحسوبيات!!
