لم أتحمس يوماً للاحتفال بعيد الحب العالمى الذى يوافق منتصف شهر فبراير أو ما يسمى «فالنتين» بتعبير الخواجات! وقد تتعجب من ذلك وتسألنى فى دهشة: إزاى حضرتك يا كاتب الحب تقول «أنا ماليش دعوة بهذا العيد»؟؟ وتزداد غرابة موقفك: لأنك يا أستاذ أشهر كاتب فى هذا المجال اشتهر بقصصه الرائعة وكان له كلمة مشهورة اسمها «تصبحوا على حب» بدلاً من الكلمة المتداولة «تصبحوا على خير»!! وإجابتى لاتهامك تتلخص فى عدة نقاط أولاً أنه دخيل على تقاليد بلادى فلم تعرفه أرض الكنانة إلا مؤخراً، وهناك عيد مصرى للحب أطلقه عملاق الصحافة المصرية والعربية مصطفى أمين رحمه الله، وموعده فى شهر نوفمبر من كل عام، لكن طبقة الباشوات وأولاد الذوات عندنا رفضوه وفضلوا المستورد، وهى عقدة منتشرة بدول العالم الثالث تقليد الخواجات فى لهوهم وعبثهم فقط أما جوانبهم الإيجابية مثل نظامهم الديمقراطى وتداول السلطة وإتقان العمل وسيادة القانون على الكبير والصغير ابتداءً من رئيس الدولة وحتى أصغر موظف فلا أحد من المحتفلين بها عندنا يعمل بها أو حتى يفكر فيها. ومن أخطر عيوب صاحبنا «فالنتين» أن عيد الحب بالمفهوم الأجنبى ضيق جداً يقتصر على الغرام وحده! وهذا يسىء لتلك العاطفة النبيلة التى تشمل صاحب هذا الكون وكل مخلوقاته من الإنسان والذباب والحيوان والجماد. وجبل «أحد» كان يتشاءم منه الصحابة فهو المكان الذى تعرضوا فيه للهزيمة على يد المشركين، لكن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رفض تلك العقلية قائلاً: «أحد جبل نحبه ويحبنا». وإذا جئنا إلى العلاقة الغرامية على الطريقة الإسلامية فإن إسلامنا الجميل لم يحث فقط على حسن معاملة الزوج لزوجته، بل قال إن المعاشرة الزوجية بالإضافة إلى متعتها الحلوة فى الدنيا لها ثواب دينى عند رب العالمين، وأراهن أن هذا الأمر شكل لحضرتك مفاجأة كبرى! والصحابة أنفسهم تعجبوا من ذلك، وسألوا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام طيب إزاى؟؟ وكان رد نبى الإسلام منطقياً جداً حيث قال ما معناه إنه إذا كانت تلك المعاشرة فى الحرام تعنى زنى فالمؤكد أن أصحابها لن يفلتوا من عقاب السماء! فلماذا لا تكافئ من يبتغون الحلال وحده؟! وهل من المعقول أن يعاقب المخطئ بينما صاحب الخير الذى يمتع شريك عمره تتجاهله السماء ولا تقول له شكراً! وهكذا يتأكد لك أن الحب على الطريقة الإسلامية يكسب! فهو قد أحدث ثورة اجتماعية كبرى! وقبل إسلامنا الجميل كان من المستحيل على واحد متدين أن يفكر فى معاشرة امرأة ولو فى الحلال! وجاء الإسلام بعقلية جديدة يعبر عنها الحديث النبوى الشريف الذى يقول: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.
