كان شهبور بختيار آخر رئيس وزراء فى إيران تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوى، وهو مولود فى إيران عام 1914 لأسرة ثرية تنتمى إلى قبائل بختيار المعروفة بولائها للشاه، وأكمل دراسته الأولية والثانوية والجامعية فى لبنان. حصل على درجة الدكتوراه فى العلوم السياسية من السوربون، وتطوع للقتال مع الجيش الفرنسى فى الحرب العالمية الثانية ضد الألمان، وبعد الحرب عاد إلى إيران عام 1946، وانتخب نائبا لرئيس جمعية الصداقة الفرنسية الإيرانية، ثم عضواً قيادياً فى مجموعة الكفاح القومى التابعة للجبهة الوطنية التى شكلها السياسى الإيرانى محمد مصدق، وفى الحكومة القصيرة التى شكلها رئيس الوزراء الإيرانى الأسبق محمد مصدق شغل بختيار منصب وكيل وزارة العمل، وعندما عاد الشاه محمد رضا بهلوى بالقوة إلى إيران فتح بختيار مكتباً خاصاً وعمل بالمحاماة، وفى السنوات اللاحقة اعتقل بختيار بسبب نشاطاته السياسية المعارضة لحكم الشاه، وظل مسجونا 6سنوات وأفرج عنه بعدها، ورقى إلى منصب نائب رئيس الجبهة القومية، حاول الشاه فى يناير 1979 احتواء ثورة الإسلاميين داخل إيران فعين بختيار رئيساً للوزراء، فانتزعت منه عضوية حزب إيران، وأثناء توليه منصبه الجديد حاول أن يقوم ببعض الإصلاحات الداخلية ففكك السافاك (البوليس السرى) وأطلق سراح المعتقلين السياسيين وأعطى ترخيصا للعديد من الصحف المعارضة، لكن كل تلك الجهود توقفت بعد عودة آية الله روح الله الخمينى من منفاه فى فرنسا فى الأول من فبراير 1979، وبالرغم من الشعبية الكبيرة التى كانت للإمام الخمينى فإن بختيار ظل على موقفه المعارض لتلك الثورة التى يعتبرها مناهضة للمفاهيم الليبرالية والعلمانية الغربية التى كان يؤمن بها. ثم انهارت حكومة بختيار بسرعة بسبب الخلافات التى دبت بينه وبين قادة الثورة الإسلامية، تعرض لثلاث محاولات اغتيال نجا فى اثنتين منها إلى أن اغتيل بعدة طعنات فى الصدر بمنزله فى باريس فى مثل هذا اليوم 6 أغسطس1991 برفقة سكرتيره الخاص من قبل ثلاثة أشخاص كما قتل أحد جيرانه ورجل شرطة ذبحا بسكين لتقطيع الخبز، ولم تكتشف وفاته إلا بعد مرور 36 ساعة. واتهم أطراف من الحرس الثورى الإيرانى بالجريمة وفر اثنان من القتلة إلى إيران، واعتقل الثالث «على فاكيلى راد» فى سويسرا وسلم إلى فرنسا، وتمت محاكمته وحكم عليه بالسجن المؤبد فى 1994.