الارتفاع الشديد فى درجة الحرارة حولنا من بلد «مسروقة» إلى بلد «مسلوقة» ولهواة الكلمات المتقاطعة «غرام» من حرفين «حب» و«حرامى» من حرفين «لص» وبعد النكسة ظهرت أغنية «الطشت قاللى» وقبل انتخابات مجلس الشورى ظهر «أبوالليف» وبين «الطشت» و«الليف» أخذنا صابونة كبيرة وظهر الكثير من «رغاوى» الكلام.. والغريب أن السينما التى فشلت فى التعبير عن الانتصارات الحقيقية فى أكتوبر تتجه منذ سنوات إلى إنتاج أفلام انتصارات وهمية على إسرائيل يادوب البطل يلبس «نضارة» سودة ويحط «جل» أزرق وكولونيا عصير بصل ويسافر إسرائيل يدمر المفاعل ويفك حصار غزة ويحرر القدس ويشترى هدايا لأقاربه وأصدقائه ثم يعود ليخلع «النضارة» فى آخر الفيلم ويديها للمخرج.. والانتصارات الوهمية على إسرائيل فى الأفلام ليست فى صالح الوطن ولكن فى صالح المنتج فالشعوب تحقق الانتصارات أولاً ثم تنتج عنها الأفلام وليس العكس والانتصار على إسرائيل يبدأ فى المعمل والمكتبة والفصل وليس فى قاعة السينما.. انتقلنا والحمد لله من «الأرض مقابل السلام» إلى «الأرض مقابل الأفلام».. فى الستينيات كان فراش المدرسة يطير فى الحوش طيارة ورق ملونة عليها علم إسرائيل ويطلب منا أن نقذفها بالطوب ومن يوقعها يأخذ منه بريزة (10 قروش) وعندما نجحت فى إسقاطها أعطانى «شلن» فقط (5 قروش) وقال لى أصل دى طيارة دون طيار ثم حدثت النكسة وظهرت أغنية «الطشت قاللى» ثم توفيت المطربة الجميلة «عايدة الشاعر» دون أن تخبرنا ماذا قال لها الطشت وإن كنت أعتقد أنه أخبرها بأن العلم والعمل أفضل من أحلام وأفلام اليقظة.. واليوم هو الخميس باحلم بيك يا حبيبى عريس فالحرب تبدأ بالكراريس قبل المتاريس.. والنصر لا يتحقق بتزوير الانتخابات وشراء لاعبين جدد.. تغيرت الساعة وعادت البيوت إلى أرقامها القديمة وأصبحنا نلبس «صيفى» ونتواعد «شتوى» وأنا أفكر أن أكتب مقالات «أكشن» أتزوج فيها «عرفى» وأعذب بعض الضباط وأرجع الأرض المسروقة على الطريق الصحراوى وأحاكم نواب العلاج وأهزم إسرائيل ثم أعطى «النضارة» للمخرج. [email protected]