استبعد عدد من الخبراء السياسيين أن تكون محاولة الاغتيال، التى تعرض لها الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، أمس، محاولة خارجية، وقالوا إن الاحتمال الأكبر يتمثل فى تنفيذها من قبل مجموعة من الإيرانيين المعارضين للنظام، وتوقعوا انتهاء إيران من تصنيع أول سلاح نووى لها بحلول عام 2011، وامتلاكها 3 أسلحة نووية كاملة، يمكن حملها على صواريخ باستيلية بحلول عام 2014، مبررين ذلك بما وصفوه ب«الطفرة العلمية» التى استطاعت إيران الوصول إليها خلال ال20 عاماً الأخيرة لبناء صرحها النووى. وقال اللواء دكتور عادل سليمان، المدير التنفيذى للمركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، خلال الندوة التى عقدها المركز أمس، بعنوان «تداعيات حيازة إيران سلاحاً نووياً على المنطقة العربية والأمن الإقليمى»، إن امتلاك إيران لأسلحة نووية لايزال مرهوناً بالقرار السياسى للقيادة الإيرانية، على الرغم من توصل عدد كبير من المحللين السياسيين إلى قدرة إيران على تصنيع أول سلاح نووى لها بحلول عام 2011. وأرجع سليمان رغبة إيران فى امتلاكها السلاح النووى، إلى نظرتها بأنها القوة الخليجية الرئيسية فى المنطقة، وبالتالى فإن من حقها أن تكون لها اليد العليا فى صناعة المستقبل السياسى والأمنى للخليج، بالإضافة إلى أن امتلاكها السلاح النووى سيمثل عامل ردع واستعراضاً لقوتها فى ظل الوجود الأمريكى العسكرى فى العراق ومنطقة الخليج، إلى جانب رغبتها فى أن يكون لها دور رئيسى فى عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط بما يحقق مصالحها فى مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. واستبعد سليمان إقدام إيران، فى حال امتلاكها سلاحاً نووياً خلال السنوات القليلة المقبلة، على استخدامه فى أغراض عسكرية، وقال إنها ستلوح به باعتباره عامل ردع وتهديد فى ظل مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، مستشهداً بالدول التى تمتلك أسلحة نووية، ولم تستخدمها فى حل صراعاتها السياسية والعسكرية مثل الهند وباكستان وإسرائيل. وحذر سليمان من خطورة لجوء إيران إلى التدخل بشكل كبير فى المسائل الداخلية للمنطقة العربية، فى حال امتلاكها الأسلحة النووية، من خلال دعمها لبعض قوى جماعات التطرف السنى، فى الوقت الذى تسعى فيه إلى نشر مبادئ ثورتها القائمة على المذهب الشيعى، الأمر الذى سيؤدى بدوره إلى هز الاستقرار فى المنطقة. فيما أشار الدكتور محمود بركات، رئيس الهيئة العربية للطاقة النووية سابقاً، إلى أن الاهتمام الإيرانى بالمجال النووى لم يكن وليد اللحظة، موضحاً أنه جاء فى منتصف عهد الشاه، عندما قدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمها إلى إيران بهدف إنشاء أول مفاعل نووى لها، لجعلها قوة نووية يمكن استخدامها فى مواجهة الروس، والحد من تدخلاتهم فى المنطقة فى ذلك الوقت، ثم تم بناء مركز للبحوث النووية فى جامعة طهران. من جانبه، رأى الدكتور إبراهيم نوار، مسؤول الشؤون السياسية لبعثة الأممالمتحدة فى العراق سابقاً، أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً سيؤدى إلى ظهور نوع من الصراعات فى المنطقة، وربما يخلق حرباً باردة جديدة بين الدول، مشيراً إلى أن ذلك هو ما ظهر فى الفترة الأخيرة، بعد ضبط بعض شبكات التجسس التى تعمل لصالح إيران فى بعض الدول العربية مثل الكويت والبحرين، بما فيها خلية حزب الله التى تم ضبطها فى مصر. وفيما يخص، ما تردد عن محاولة اغتيال نجاد، استبعد نوار تورط الولاياتالمتحدة أو إسرائيل فى مثل تلك الخطوة، مبرراً ذلك بأن البلدين على يقين بأن الرئيس الإيرانى لا يمثل النظام الإيرانى كله، وأن الكلمة الأولى والأخيرة تكون للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية أية الله على خامنئى.