يعد الحكيم مؤسس أدب المسرحين المصرى والعربى، فالمسرح قبله لم يكن يعرف النص المقروء، وكل ما كان يكتب له كان للتمثيل، وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف 1933 حدثاً مهماً، وكانت بداية لنشوء تيار مسرحى عرف بالمسرح الذهنى، ورغم إنتاجه الغزير فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات، التى يمكن تمثيلها على خشبة المسرح، فمعظم مسرحياته من النوع الذى كتب ليقرأ، فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التى يمكن إسقاطها على الواقع لتسهم فى تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع، وسمى تيارها المسرح الذهنى لصعوبة تجسيدها فى عمل مسرحى، وكان الحكيم أول مؤلف استلهم فى أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصرى، عبر عصوره المختلفة الفرعونية والقبطية والإسلامية. وشهدت الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى، كما يقول عبدالرحمن أبوعوف فى كتابه (توفيق الحكيم بين عودة الروح وعودة الوعى)، صدور الأعمال الأولى الأساسية لإبداع الحكيم الروائى والمسرحى، فقد صدرت خلال 1933 رواية عودة الروح، ومسرحية أهل الكهف، ومسرحية شهر زاد 1934، وعمل حوارى درامى ملحمى لسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 1936، ومسرحية براكسا، أو مشكلة الحكم 1939، ورواية يوميات نائب فى الأرياف 1937، وعصفور من الشرق 1938، وكتاب فكرى نقدى مهم هو تحت شمس الفكر 1938، وأول كتبه الحوارية الساخرة حمار الحكيم 1940، وشكل وأسس هذا الإبداع الروائى والمسرحى الجديد مرحلة مهمة وجديرة بالمناقشة لتطوير الشكل الروائى المصرى العربى، وبدأ وبإجماع النقاد والدارسين العرب والأجانب تأسيس أدب المسرح العربى على يدى الحكيم بإبداعه لأهل الكهف وشهر زاد، فعند ظهور أهل الكهف 1933 كان النص يكتب للتمثيل أساسا، وحتى مسرحيات «شوقى» نشرت بعد تمثيلها، وكان المسرح المصرى يقوم على الترجمة والتمصير، والاقتباس. ويرى الناقد الدكتور فؤاد دوارة فى كتابه مسرح توفيق الحكيم أنه يعد رائداً ل«المسرحية السياسية»، وكانت أول مسرحية سياسية كتبها وسخر فيها من الاحتلال الإنجليزى بأسلوب رمزى، وهى مسرحية الضيف الثقيل 1919، ومن خلال 4 مسرحيات ناقش نظم الحكم المعاصرة ونقدها جميعاً، فرفض فى نهر الجنون (1935) الأساس الذى تقوم عليه الديمقراطية، وهو خضوع الأقلية، ولو كانت حكيمة لإرادة الأغلبية، حتى ولو كنت حمقاء جاهلة، وأيد هذا النص الرفض فى مسرحية (براكسا) 1939، كما صور سذاجة الشعب وسهول خداعه، وعجزه عن اختيار الحاكم الصالح، كما هاجم النظام الملكى فى القسم الثانى من براكسا، ودعا فيها إلى نظام حكم مثالى، يقوم على التوازن بين حرية الديمقراطية وقوة الحاكم المستبد وحكمة الفيلسوف المفكر.