من قتل أشقائى على الحدود؟ من الذى غدر بهم؟.. هل هم الذين طالتهم عمليات الثأر فى جبل الحرام «الحلال سابقاً»؟ أم أن المجرمين الحقيقيين هربوا من حيث أتوا؟.. ماذا فعلنا بالمعلومات التى كانت بين أيدى أجهزة الاستخبارات قبل الجريمة؟ وإلى من سلمها اللواء موافى؟! عشرات من الأسئلة تعصف برؤوسنا، ولن تهدأ العاصفة إلا إذا حصلنا على إجابة صحيحة عليها. إن بين الضلوع ناراً متأججة، وفى القلب حزن بمرارة الحنظل، وفى النفس مذلة، ورقابنا تم كسرها، وأعناقنا قاربت من موضع نعالنا. المصيبة كبيرة وتداعياتها أكبر، كيف أحتمل مشاهد أشلاء أشقائى المتناثرة على الأرض، ونعوشهم على أكتاف الشرطة العسكرية، وأب يتشبث بكفن من رحل ولن يعود، وأم مكلومة تطبع قبلة على جبين لا يجيب صاحبه، ودمعة مهزومة هربت من بين جفنى مقاتل مقهور، ومدرعة محطمة يقف إلى جوار حطامها جند من العدو؟ أين الوعود وكيف العهود بحماية أرواح المصريين وصون كرامتهم فى الداخل والخارج؟، لا روح بقيت ولا كرامة حفظت، وبدت الصورة على حقيقتها، شعب يسفك دمه، ورئيس غائب عن لحظة الوداع، وإعلام رسمى معتوه، يولول ويندب، يصف لنا أحزان الرئيس غير الموجود. والآن بعدما خرجت العقارب والثعابين من جبل الحرام «الحلال سابقا»، وغيرها جاءنا عبر الأنفاق الملعونة، بعد أن خطط وتدرب، وتم حشوه بالغل والحقد والضلال، الآن، ليس غدا أو بعد ساعة، ما حقيقة المعلومات التى كانت فى حوزة جهاز المخابرات؟ وإلى من تم تسليمها؟ هل إلى الرئيس، أم إلى المجلس العسكرى؟ وماذا فعل بها من تسلمها، أم أنه لم يكن لدينا معلومات ولا يحزنون، وأن الأمر كله مجرد ما أعلنته إسرائيل، وتعاملنا معه بنفس عقلية وزير السياحة، الذى اعتبره مجرد محاولة لتغيير وجهة السائحين إلى تل أبيب. من حق مصر كلها أن تعلم التفاصيل، من حق الدماء التى سالت، والأشلاء التى تناثرت أن يتم التحقيق مع من قصر وتراخى وتساهل و«ضربها طناش»، من حقنا ألا يرضينا إقصاء قيادة أو تغيير محافظ، لم تعد المسكنات تجدى مع شعب قدم حياته من أجل أن يحيا كريما. أما ما يدور فى كثير من شعاب الجبال ووديان أرض الفيروز من تدريب وبناء لخلايا الشياطين، فنحن واثقون أن جيشنا وأجهزة أمننا قادرون على القضاء عليها وإحراقها فى جحورها، يبقى الأهم من كل ذلك، ألا وهو تنفيذ مشروع إعمار سيناء بأبناء مصر -دون غيرهم- وضرورة مراجعة اتفاقية كامب ديفيد فيما يخص أعداد قواتنا على الحدود. ■ رسالة: اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة: اللواء سيد شفيق، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة: احتلال الشوارع، وعشوائية المرور، وانتشار السلاح والبلطجة، والتشكيلات العصابية، تحتاج إلى معركة شرسة، ينفذها رجال قلوبهم من حديد، أعانكم الله عليها، وكل سكان العاصمة أملهم فى انتصار الشرعية كبيييييييييير.