على الرغم أنها امرأة من النوع النادر فى دنيانا الآن والتى لا أنساها ولا لحظة آناء الليل ولا النهار.. وأنها بجهدها وصبرها وقناعتها استطاعت أن تبنى ثلاث عمارات شاهقة على أساس متين من الأخلاق والعلم ونظافة القلب واليد.. ولايهم المال ولا الجاه ولا السلطان إلا إذا جاء بالجهد والعمل والشرف، فقد كانت تردد دائما على مسامعى هذه العبارة (أن كل مصيبة فى الفؤاد تجدت.. تجدها من النساء تأتى).. ولا أعرف مصدر هذه العبارة أهى لشاعر انكوى بنار المرأة.. ولاهى مثل شعبى.. وكانت قاموسا للأمثال الشعبية ولاتيمور فى زمانه الذى جمع آلاف الأمثال الشعبية.. ولا حكمة لأحد الفلاسفة المشغولين بأحوال المرأة عبر السنين. أما فى اللغة الفرنسية يقولون (فتش عن المراة –cherchez la famme) إذا حدثت مصيبة كبرى وإذا كانت المرأة هى رمانة ميزان الأسرة أو هى الست التى تبنى وتربى الأسرة كلها وتصنع الأجيال وياويل الويل إذا كانت المراة تربت فى بيئة الجشع وحب المال والطموح لجمع الثروات.. وكان جمالها ودلالها ودهاؤها موجوداً.. واستطاعت أن تسخر غريزة الزوج لخدمة أغراضها، فهى تدفعه الى الهاوية وإلى كل الطرق غير السوية ليحقق لها ما تريد.. وقال أحد الحكماء ما من ثروة إلا ورأها جريمة، وهذا فى الحقيقة كبد الحقيقة لأنه إن لم تكن وارثا إرث أبيك أو جدك فمن أين لك بثروة طائلة وأنت موظف معلوم مرتبك وما يدخل جيبك، أما التهليب والتقليب والرشوة واستغلال موقعك فى العمل للحصول عل إيتاوات على خلق الله.. وتسهيل بعض الخدمات للناس فى مقابل الهدايا الذهبية والساعات الذهبية أو سجادة أصلية.. أوحتى جهاز كهربائى وارد اليابان.. مش برضه هذا حرام وسرقة وأكل سحت.. المهم إرضاء الست التى تربت على ان الفلوس أهم من الشرف والمبادئ وأن العلم للفقراء.. المهم فى هذه الحياة الفلوس والأساور والغوايش التى تملأ الأيدى والرقاب حتى ولو كانت رشوة أتى بها الزوج من أجل هطله وغريزته التى أعمت عينه من الحلال والحرام.. وفتش عن المرأة. والمرأة التى تفعل ذلك ليست بالضرورة أن تكون ذكية أوحتى متعلمة انما المسألة غريزة مدمرة وكيد نساء ومصائب تدبر فى المخادع وبخاصة أن كانت جميلة أو ترى فى نفسها أنها جميلة.. والنموذج الحى الذى أمامى وصوره الشاعر والروائى الانجليزى العظيم شكسبير لمثل هؤلاء النساء فى روايته الرائعة ماكبث هى لادى ماكبث التى أدت بزوجها للتدمير والقتل والغدر من أجل النفوذ والسلطة والمال فكانت نهايته الجنون. والشاعر العظيم حافظ إبراهيم عندما قال إن الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق.. وضع مبدأ أن الأم هى ميزان هذه الحياة وأن صلحت صلحت معها الأسرة كلها. فالمرأة الصالحة يمكن أن تربى زوجها وليس أن تدفعه للشر وطرق الضلال لتحقيق الثروات وهى تعلم أنها عن طريق حرام.. وإن كانت لاتعلم فهذا الأدهى.. لأنها يجب ان تكون أول من يسأله الفلوس هذه حلال أم حرام؟ الطعام الذى يأكله أولادك حلال ولا سحت ونار فى بطونهم؟ ولو كانت هذة المرأة موجودة ولكنها على استحياء..لم نكن سمعنا ورأينا هؤلاء الذين سرقوا مصر كلها.. ونهبوا ثروات البلد.. بلا رادع وكل ليدى ماكبث قالت لهم هل من مزيد، لكن ماذا نفعل وأصبحت قيمة البشر بالقصر الذى يسكن وموديل السيارة ودرجة قرب الشاليةمن البحر.. كل ذلك من أين أتى مش مهم، وقد شاهدت بأم عينى ثروات جمعت من حرام وبذرتها حرام.. وفارت وفارت وولدت عقارات وسيارات وممتلكات وأموال فى البنوك، ثم انتهت فى لمح البصر.. غارت وأخذت معها الحلال أن وجد والناس لاتعتبر ولا يملأ عينيها إلا التراب.. والمثل الانجليزى يقول (like mother- like daughter) وهو يعنى أن البنت لأمها.. وأظفر بذات الدين هكذا قال رسولنا العظيم ( صلى الله عليه وسلم) التى تكون عونا لزوجها على الخير لا الشر وولاتقبل اللقمة الحرام ولا الثروة المشبوهه.. ولا تستغل هطله ومخدعها لتجره للنهب والرشوة والتهليب ووضياع سمعته وهيبته بين الناس.. وقد شاهدنا ورأينا الذين نهبوا مصر وسرقوا قوت هذا الشعب وتلاعبوا بمقدراته كلهم فى السجون.. والبقية تأتى.