قد يكون الضغط الكبير الذى واجهته شركة «Apple» نتيجة العيوب «المتفاوتة» التى ظهرت فى جهاز «iPhone4» التى روجت له بكثافة وخلقت «بنجاح» حالة من الشغف وصلت إلى حد الهوس مثلت عبئاً ثقيلاً جداً يثقل كاهل أى شركة بل يقودها إلى التوقف نهائياً، ولكن من الواضح أن «Apple» استطاعت أن تتجاوز المحنة إلى الآن بثقة تامة فى ضوء خطوات متوقعة. شركة «Apple» أعلنت أنها ستقدم واقيات خارجية «جراب» مجانية ستعمل على حل مشكلة الاستقبال بشكل فعال بل ومنحت المستخدمين أيضاً إمكانية إعادة الهواتف واسترداد أموالهم بالكامل فى حالة استمرار شعورهم بعدم الرضا عن الهواتف فى ظرف شهر واحد، فارضين بهذا مفهوم «هذا أفضل ما لدينا وإذا لم يعجبك اتركه» الذى طالما تواجد فى العقلية الأمريكية، وهو عرض رفضت «Apple» تقديمه فى البداية، ولكن مع تزايد الضغوط رضخت لمطالب المستخدمين مرغمة خصوصاً أن سعر «الجراب» الواحد يبلغ نحو 30 دولاراً أمريكياً تقريباً ما سيقلل بالطبع هامش الربح الذى تحققه الشركة. هذه الخطوة رغم ما تحمله من إيجابية فإن أغلب المستخدمين والخبراء عبروا عن استيائهم من عناد «Apple» ورفضها الاعتذار على لسان مديرها التنفيذى ومؤسسها «ستيف جوبز» الذى أكد أن حدوث الأخطاء أمر وارد فى عالم الهواتف الذكية، بل إن البعض أكد أن هذه الخطوة ليست إلا رشوة مقدمة من «Apple» إلى مستخدميها لتهدئتهم والتأكيد على أنها تعمل بكامل جهدها لحل أى مشكلات حالية أو حتى مستقبلية، «ستيف جوبز» زاد من حدة التوتر بين الشركة من ناحية والمستخدمين والخبراء من ناحية أخرى حين أكد أن جهاز «iPhone4» لا يحتوى أى عيوب مستشهداً بمبيعات الجهاز فى 3 أسابيع والتى فاقت 3 ملايين جهاز. كانت آمال المستخدمين، تعدت بالفعل فكرة «الجراب» المجانى، خاصة من ظهور أنباء تتحدث عن عملية سحب شامل لجميع الأجهزة المعيبة فى الأسواق، وبالرغم من ضعف هذه الأنباء إلا أن مبدأ «الغريق يتعلق بقشة» كان هو المسيطر إلى أن جاء محلل من مؤسسة Bernstein Research ليشير إلى أن فكرة السحب مستبعدة تماماً لتأثيرها السلبى على سمعة Apple ومنتجاتها من ناحية وكذلك للخسارة المادية التى ستدمر الوضعية المالية للشركة حيث قدر تكلفة عملية السحب بنحو 1.5 مليار دولار ما يشكل 3.5% من السيولة المتوفرة فى الشركة. وبعيداً عن تقييم فعالية هذه الخطوة ومدى اقتناعهم بها من الملاحظ أن «Apple» قامت بها وسط كم هائل من الضغوط الذى حولها فى عيون البعض من «جانى» إلى «مجنى عليه»، الضغوط لم تكن من وسائل الإعلام والخبراء المعنيين فقط بل جاء الضغط من مايكروسوفت - أشرس منافسيها - وتحديداً بعد أن وصفت محنة أبل مع «iPhone» كمحنة مايكروسوفت وإخفاقها فى نظام «Vista». الضغط جاء أيضاً وبصورة أقل حدة مع ظهور أغنية «YouTube» للمغنى «جوناثان مان» تتحدث بشكل ساخر ومبسط عن مشكلة الاستقبال فى «iPhone4»، إلى جانب تعرض الشركة لضغوط من جهات سياسية وتحديداً من خلال السيناتور «تشارلز إى شومير» الذى أرسل خطاباً إلى «ستيف جوبز» يطالبه فيه بأن تتحمل الشركة مصروفات إصلاح الأجهزة التى تتضمن عيوب تصنيع بحيث يكون التصليح مجانياً للمستخدم.