غادر عالم الفيزياء الإيرانى شهرام أميرى، الذى تتهم إيران وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى. آى. إيه» ب«خطفه»، الولاياتالمتحدة أمس عائداً إلى إيران، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية. ونقلت وكالة الأنباء الطلابية «إيسنا» عن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمنباراست أنه «وبفضل الجهود المبذولة من قبل إيران وتعاون سفارة باكستانبواشنطن، غادر أميرى الأراضى الأمريكية متوجها إلى إيران مرورا ببلد ثالث»، لم يحدده مهمنباراست. من جهته، قال أميرى - الذى لجأ مؤخراً إلى مكاتب شعبة المصالح الإيرانية فى واشنطن، ومقرها سفارة باكستان- إنه سيكشف تفاصيل عن عملية «خطفه» من قبل عملاء استخبارات أمريكيين بعد وصوله إلى إيران، وأضاف أميرى - فى مقابلة قام بها قبيل مغادرته إلى طهران مع قناة «برس. تى. فى» الإيرانية- قائلاً: «قصة خطفى مليئة بالتفاصيل، عندما أصبح فى بلدى العزيز يمكننى أن أتحدث إلى الصحافة بهدوء ورواية المحن التى واجهتها فى الأشهر ال14 الأخيرة تحت إشراف ضباط مسلحين». وتابع: «عندما أصل إلى إيران سأوضح ادعاءات وسائل الإعلام الأجنبية والحكومة الأمريكية التى تناولت سمعتى»، معتبرا أن الولاياتالمتحدة كانت «الخاسر» الأكبر فى هذه القضية، إلا أنه لم يحدد مكان اعتقاله ولا كيفية تمكنه من الذهاب الى مكتب المصالح الايرانية. ولا ترتبط إيرانوالولاياتالمتحدة بأى علاقات دبلوماسية وليس هناك سفر مباشر بين الدولتين، وتمثل باكستان المصالح الإيرانية فى الولاياتالمتحدة. وزعمت إيران أن أميرى -وهو عالم بهيئة الطاقة الذرية الإيرانية- اختطف من قبل الحكومة الأمريكية بينما كان يقوم بأداء العمرة فى المدينةالمنورة بالسعودية فى يونيو2009، وتعرض للتعذيب فيما بعد، لكن الولاياتالمتحدة رفضت بشدة الاتهامات. وتردد أن هناك شرائط فيديو عن أميرى نشرت فى موقع «يوتيوب» الإلكترونى، وأنه يقول فى واحد منها أنه محتجز ضد إرادته، ولكنه يخبر أسرته فى شريط آخر أنه موجود فى الولاياتالمتحدة للدراسة. وثمة تكهنات بأن أميرى هرب للكشف عن معلومات حول الأنشطة النووية الإيرانية. جاء ذلك فيما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن أميرى (32عاماً) جاء إلى الولاياتالمتحدة وعاش فيها بمحض إرادته، وأن له مطلق الحرية فى مغادرتها، مشيرة إلى أنه كان يعتزم السفر الاثنين الماضى، ولكنه لم يتمكن من إنهاء الإجراءات الضرورية التى تمكنه من السفر إلى إيران عبر المرور أو التوقف فى بلد ثالث. وأضافت هيلارى من جهة أخرى أن واشنطن تجدد الطلب بالإفراج عن الأمريكيين ال3 المحتجزين فى إيران منذ العام الماضى والسماح لهم بالعودة إلى عائلاتهم لأسباب إنسانية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة مازالت تفتقر إلى معلومات بشأن شخص أمريكى رابع فُقد فى إيران منذ عام 2007. وفى وقت سابق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى، أمس الأول، أن إدارة الرئيس باراك أوباما أجرت اتصالات مع أميرى خلال وجوده فى الولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن عالم الفيزياء النووية أعرب للحكومة عن رغبته فى مغادرة البلاد. وأثار الغموض الذى يكتنف قضية أميرى تكهنات بشان إمكانية أن تكون لديه معلومات مخابراتية لها قيمة بشأن البرنامج النووى الإيرانى.