فقدت أسرة يابانية ابنها البالغ من العمر 16 عاماً، بعدما أقدم على الانتحار دون مقدمات مسبقة أو تهديد كما هو معتاد، الأمر الذى جعل الأسرة تنقب عن السبب الذى دفع ابنها إلى الانتحار رغم ما هو معروف عنه بهدوء الطبع. كان الأب يعلم أن ابنه مولع بالكمبيوتر، ويقضى ساعات متواصلة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، وعندما فتش الأب على دليل يقوده لأسباب انتحار ابنه على على «اللاب توب» الخاص به فاكتشف أنه كان دائم التردد على مواقع تروج وتقنع المترددين بفكرة الانتحار! وتقدم نصائح ومعلومات عن كيفية الانتحار، ففهم أن ابنه لاشك استعان بهذه المواقع واقتنع بمحتواها، فقرر التخلص من حياته، وقام بشنق نفسه فى غرفة نومه، وعلى الفور قامت أسرة الشاب اليابانى المنتحر باتخاذ إجراءات قانونية ضد تلك المواقع. الدكتور عمرو مجدى، إخصائى نفسى، يقول: «يجب على الآباء أن ينتبهوا جيدا لتصرفات أبنائهم على الانترنت، وألا يستهينوا بتهديدات الأطفال أو المراهقين بالانتحار، فالإحباط أو اليأس قد يجعلهم فريسة سهلة لمثل هذه المواقع الخطيرة خاصة التى تروج لأساليب انتحار مبتكرة وتدعى أنها بلا ألم، لذلك الحوار والتحدث مع الأبناء هو خط الدفاع الأول لمثل تلك المخاطر». ومن خلال البحث على الإنترنت لوحظ أن هناك عشرات المواقع الشبيهة التى تحرض على الانتحار بأساليب مختلفة، كما انتشرت على موقع «اليوتيوب» مجموعة من الفيديوهات مجهولة المصدر معظمها باللغة الإنجليزية توضح طرق وصفتها «بغير المؤلمة» للراغبين فى التخلص من حياتهم وحقق أحد تلك الفيديوهات أكثر من 100 ألف مشاهدة منذ بثه العام الماضى. ويوضح الفيديو بعض الأساليب المبتكرة للانتحار مثل تعاطى أنواع معينة بكميات محددة من الأدوية أو خليط منها بنسب محسوبة تسبب الوفاة دون ألم، وتشرح فيديوهات أخرى طرق استعمال المشانق بطريقة صحيحة حتى لا يكون هناك مجال لفشل محاولات الانتحار. وعلى موقع «فيس بوك» وجد الكثير من الجروبات تحت عناوين «الانتحار الصامت»، «الانتحار السريع»، وفيها يجتمع الراغبون فى التخلص من حياتهم ويتبادلون الرأى حول أسهل طريقة للانتحار، وأحيانا يتفقون على التقابل للانتحار الجماعى. وشهدت اليابان هذا النوع من الانتحار حيث اتفقت فتاة مع شاب تقابلت معه على «فيس بوك» ثم اتفقا على اللقاء للتخلص من حياتهما سويا كما كتبت فى خطاب تركته بجوار جثتها عندما تم العثور عليهما فى شقته. ومن خلال البحث أيضاً وجد أن هناك العديد من الأشخاص الذين يكتبون مقالات مطولة عن أفضل الطرق للانتحار، كما أنهم يتلقون رسائل من قراء المقال ويجيبون عليها.