كما كان متوقعاً، نجح المنتخب الهولندى فى اقتناص بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم، بعد فوزه الصعب على نظيره الأوروجوانى العنيد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فى واحدة من أمتع مباريات كأس العالم الحالية، شهدت متعة كرة القدم بكل سحرها من أهداف جميلة تحمل العديد من المهارات، وطرق لعب مميزة من مدربين أثبتا أحقيتهما فى التأهل إلى الدور نصف النهائى. ورغم نجاح منتخب الطواحين الهولندية فى الفوز والتأهل فإن حالة من الخوف سيطرت على عشاقه بسبب سوء حالة خط دفاعه، الذى تسبب بأخطائه الساذجة فى تهديد مرمى الفريق أكثر من مرة ودخول هدفين أربكا حساباته، خصوصاً أن أوروجواى ليست نداً سهلاً بدليل نجاحها فى تسجيل هدفين، واقترابها من التعادل حتى الدقيقة الأخيرة، وهو ما لن يكون فى مصلحة هولندا فى المباراة النهائية. ■ تفوق هولندا أمام أوروجواى يرجع إلى سياسة «التحكم والصبر»، التى يعتمد عليها المدرب بيرت فان ميرفيك، والتى تعتمد على تناقل الكرة بين أقدام اللاعبين لتحطيم معنويات منافسهم، واستغل الهولنديون تحركات نجم اللقاء الأول «ديرك كاوت»، الذى لعب كجناح أيسر لدرجة أننى تخيلت فى بداية المباراة أن المنتخب الهولندى يركب طائرة بجناح واحد وهو الجناح الأيسر، فكان هو أول من يبدأ الهجمات، وأصبح فى المباراة مصدر التمويل الوحيد لكل من آرين روبن وويسلى شنايدر ليكوّن الثلاثى مثلث رعب خطيراً على مرمى أوروجواى. ونجح الهولنديون فى تغيير أسلوب لعبهم سريعاً، فخدعوا أوسكار تاباريز، مدرب أوروجواى، فبدلاً من الاعتماد على العمق باستغلال مهارات روبن وشنايدر استفادوا من تحركات الأطراف لينجح المنتخب البرتقالى فى تسجيل أهدافه الثلاثة عن طريق أطراف الملعب، مستغلاً «كاوت» الذى كان بمثابة محطة التموين الخاصة لجميع أفراد الفريق. ■ فرض لاعبو أوروجواى رقابة لصيقة على الثنائى روبن وشنايدر لإيقاف خطورة هولندا، إلا أن ذكاء ميرفيك جعلهم فى حيرة، قبل أن يستغل تاباريز نقطة الضعف الأخرى الظاهرة فى الهولنديين وهى مارك فان بوميل محور الارتكاز الدفاعى نتيجة تراجعه للخلف للعب بالقرب من قلبى الدفاع ماتيسسين وفان برونكهورست، مما جعل هجوم أوروجواى يمتاز بالفاعلية، من خلال تحجيم دور روبن وشنايدر، فضلاً عن تألق الهداف الخطير دييجو فورلان، ولكن تفوق هولندا جاء من تنوع الأدوات الهجومية، عن طريق «كاوت» الذى لعب دور البطل فى ظل تعطل روبن وشنايدر، فى حين أنه لا يوجد بديل لفورلان فى غياب زميله الخطير لويس سواريز. ■ أنصح فان ميرفيك، مدرب هولندا، بضرورة علاج مشاكله الدفاعية قبل المباراة النهائية، والمتمثلة فى مارك فان بوميل، الذى يترك فراغاً كبيراً فى وسط الملعب، نتيجة تراجعه للخلف، كما أتمنى أن يدرك ميرفيك أن مفتاحه الذى لعب به أمام أوروجواى «كاوت» سيتم تعطيله فى اللقاء المقبل، ليبرز دور الحلول الهجومية البديلة، وأتوقع أن تكون المباراة النهائية هى لقاء العمر لكل من روبن وشنايدر لتحقيق حلم الفوز بكأس العالم للمرة الأولى فى تاريخه، مما يجعل جميع لاعبى الطاحونة البرتقالية يعتبرون مباراة الأحد المقبل، بمثابة آخر لقاء لهم فى التاريخ. احتفل الهولندى أريين روبن بالهدف, الذى سجله فى المباراة التى فاز فيها منتخب بلاده على أوروجواى 3/2 فى الدور قبل النهائى للمونديال. فتح الفوز باب الأمل على مصراعيه أمام «الطاحونة الهولندية» فى إمكانية رفع كأس العالم للمرة الأولى، بعد أن فشل فى ذلك مرتين من قبل, عندما تأهل إلى نهائى البطولة عامى 1974 فى ألمانيا و1978 فى الأرجنتين. وقال روبن صاحب الهدف «البرتقالى» فى المباراة، التى أقيمت فى ديربان «قبل 32 عاما لم أكن موجودا فى هذا العالم، إنه أمر مميز جدا لنا.. نحن فخورون للغاية». وأضاف: «الهدف مهم للغاية، فخر للاعبين على المستوى الفردى، لكن بالنسبة لى الأهم هو أننا لعبنا كفريق.. جميع المباريات الست لعبناها كفريق». وذكر روبن كذلك أن مشاركته فى المونديال كانت محل شك، بسبب إصابة الفخذ الأيسر التى تسببت فى غيابه عن أول مباراتين للفريق. وقال المهاجم الهولندى، 26 عاما، الذى أحرز فى مرمى أوروجواى هدفه الثانى فى البطولة «كنت أعتقد منذ البداية أننى لن ألحق بالمونديال بسبب الإصابة، لكننى تعافيت سريعا والآن أنا هنا، رغم أننى ربما لا أكون فى مستواى الأفضل». وردا على سؤال، حول ما إذا كانت ليلة الفوز على أوروجواى هى الأفضل فى مشواره، أكد المهاجم «قد تكون كذلك لكننى آمل أن يكون اليوم الأفضل فى مسيرتى هو الأحد المقبل»