تفجرت مشاعر الفرحة فى إسبانيا بعد إطلاق الحكم صافرة النهاية للمباراة التى فاز فيها الماتادور على نظيره باراجواى 1/صفر مساء أمس الأول، فى دور الثمانية لنهائيات كأس العالم. واحتفلت الدولة بأكملها بحقيقة أن المنتخب الإسبانى تأهل أخيراً إلى المربع الذهبى للمونديال، للمرة الأولى فى التاريخ. واحتلت إسبانيا المركز الرابع فى مونديال 1950 بالبرازيل، ولكن فى ذلك العام لم يكن هناك مربع ذهبى، ولكن مجموعة نهائية من أربعة منتخبات، وخسر الفريق أربع مرات فى دور الثمانية، وسط أجواء مثيرة للجدل. وذكرت محطة «كادينا كوب» الإذاعية: «لقد تخطينا أخيراً لعنة دور الثمانية». وشاهد ما لايقل عن 20 مليون مواطن إسبانى، نحو نصف العدد الإجمالى للسكان، المباراة المتوترة أمام باراجواى عبر شاشات التلفاز، وفضّل أغلبهم متابعة الملحمة الكروية فى تجمعات من البشر فى حفلات فى الأماكن المفتوحة على شرف المونديال. وجاء الهدف الذى طال انتظاره، والذى تكفل هداف كأس العالم ديفيد فيا بتسجيله، قبل سبع دقائق على النهاية، ليفجر مشاعر النشوة فى جميع أنحاء إسبانيا، حيث خرج الآلاف من شرفات المنازل للاحتفال بهذه اللحظة التاريخية. وواكبت صافرة نهاية المباراة أمام باراجواى انطلاق الألعاب النارية وأصوات المفرقعات وأبواق السيارات فى احتفالات استمرت طوال الليل. وقال استيبان صديق رامون: «ما يفرق هذه المرة هو أننا أخيراً بات لدينا فريق يعرف كيف يقاتل، بدلاً من أن يستسلم عندما تتصعب الأمور». فيما أكدت صديقته ماريا انخيليس، أن أفضل لاعبى إسبانيا كان الحارس إيكر كاسياس لتصديه لضربة جزاء، وديفيد فيا لتسجيله هدفاً. وسجل فيا خمسة أهداف من أصل ستة أهداف سجلتها إسبانيا فى مونديال جنوب أفريقيا. تزامنت الفرحة الإسبانية الطاغية مع مشاعر خيبة الأمل بالنسبة لجالية باراجواى فى إسبانيا. وهناك عدد قليل من المطاعم الباراجواية فى مدريد، وأقام كل منهم حفلاً لمشاهدة المباراة المنتظرة فى كأس العالم، وفى أحد هذه المطاعم قال النادل الباراجوانى ألفونسو الذى يعيش فى إسبانيا منذ 12 عاماً: «أولادنا بذلوا قصارى جهدهم، لقد صارعوا على كل كرة، ليس بإمكاننا أن نطلب منهم ما هو أكثر». وأشار المشجع الآخر خوسيه أنطونيو إلى أنه «لو نجح أوسكار كاردوزو فى تسجيل ضربة الجزاء التى تصدى لها كاسياس ببراعة، لكانت المباراة اختلفت تماماً». ولن يضطر رئيس باراجواى فيرناندو لوجو للقفز داخل حمام السباحة ورأسه إلى أسفل، كما وعد حال تأهل منتخب بلاده للدور نصف النهائى. وانتهت المباراة التى جمعت بين باراجواى وإسبانيا أمس السبت، بفوز المنتخب الإسبانى بهدف نظيف، الأمر الذى أصاب باراجواى ورئيسها بحالة من الحزن الشديد. وربما يتعين على «لوجو» الآن إخراج ملابسه من حقيبة السفر التى أعدها للسفر إلى جنوب أفريقيا حال صعود منتخب بلاده. وعاشت باراجواى بالكامل خلال الأيام الماضية حالة من الحماس الشديد بكرة القدم، بسبب النجاحات غير المتوقعة التى حققها منتخبهم فى بطولة كأس العالم. وكان الحماس شديداً لدرجة أن رئيس باراجواى كان يحضر المناسبات الرسمية مرتدياً فانلة المنتخب، وتغير الوضع تماماً، حيث سيطر الحزن والدموع على الكثير من سكان باراجواى البالغ عددهم 6.4 مليون نسمة، وحاول «لوجو» التقليل من حدة الحزن، حيث قال: «لاعبونا أبطال العالم فى قلوب شعب باراجواى فقد فعلوا كل ما فى وسعهم». وعبرت الصحف الرياضية فى إسبانيا بسعادة غامرة عن التأهل التاريخى للمرة الأولى للدور نصف النهائى، وأبرزت صحيفة (ماركا) فى صدر صفحتها الأولى عنوانا «إسبانيا مصرة على أن تصنع التاريخ».