قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، إن لقاء الرئيس حسنى مبارك أمس، الأربعاء، مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أتاح الفرصة لإجراء مشاورات، وصفها بأنها «فى غاية الأهمية» حول عدد كبير من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وأضاف أبوالغيط، فى تصريحات للصحفيين، أن المشاورات تركزت حول موضوعين أساسيين، أولهما العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، التى وصفها بأنها «جيدة للغاية»، وما تتسم به من تعاون وتفهم إزاء المجالات المختلفة بما فى ذلك التعاون فى المجال التجارى، فضلا عن التنسيق السياسى المستمر بين البلدين إزاء جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف أن الموضوع الثانى، الذى حظى باهتمام خلال المناقشات، هو تطورات الوضع الإقليمى فى الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه تم التأكيد فى هذا الخصوص على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتأمين رفع الحصار عن قطاع غزة، وأهمية تحريك عملية السلام فى مجملها. وأشار أبوالغيط إلى أن الحديث دار خلال اللقاء حول اجتماع وزارى يعقد فى موسكو تحضره أطراف عملية السلام، وأن الرئيس مبارك أعرب عن ترحيبه بفكرة عقد هذا الاجتماع. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إنه تم التركيز خلال المشاورات، التى أجراها فى القاهرة، على التنفيذ الملموس والفعلى لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، التى تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف للقاهرة خلال العام الماضى، وتهدف إلى تطوير وتعميق التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، إضافة إلى تعاون البلدين على الساحة الدولية. وأضاف: «لقد أولينا اهتماما خاصا للوضع الحالى فى منطقة الشرق الأوسط، وأكدنا أهمية إيجاد الظروف الملائمة لبدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى التى تستند على أسس الشرعية الدولية والمرجعيات الدولية». وردا على سؤال حول إمكانية استمرار عملية السلام فى ضوء عدم وجود نوايا حقيقية لدى إسرائيل لإنجاح المفاوضات، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف: «الأمل موجود طالما هناك جهود يتم بذلها للتوصل لحل قضية السلام، وأؤكد أن روسيا ستستمر فى بذل الجهود بأقصى ما تستطيع». وعما إذا كانت هناك اختلافات فى المواقف المصرية والروسية بشأن التعامل مع قضية السلام فى الشرق الأوسط، قال لافروف: «ليست هناك اختلافات فى المواقف، وتجمعنا مواقف موحدة تجاه عملية السلام، ومقتنعون بأن الأساس فى جهود السلام هو قرارات الشرعية الدولية التى تشمل قرارات مؤتمر مدريد، وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وخارطة الطريق والمبادرة السلام العربية». وردا على سؤال بشأن الموقف المصرى والروسى حيال الإجراءات الواجب اتخاذها لرفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة تشغيل المعابر، أعرب لافروف عن اعتقاده بأهمية إعادة العمل باتفاقية 2005 لتشغيل المعابر، واصفا هذه الخطوة بأنها مهمة وضرورية وعاجلة. وأوضح وزير الخارجية الروسى أنه بحث هذه القضية فى لقاءاته فى القاهرة وإسرئيل، مؤكدا أهمية الاتفاق على برنامج لرفع الحصار عن قطاع غزة وكذلك الاتفاق على آليات تمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع، فيما أعرب أبوالغيط عن اعتقاده بأن رفع الحصار عن قطاع غزة هو ضرورة قصوى وملحة، منوها بأن هذا الأمر هو المطلب المصرى على الدوام. وأكد وزير الخارجية أن مصر ترى أن العودة لاتفاق 2005 لتشغيل المعابر هى وسيلة منطقية للغاية، ويمكن أن تمثل أحد أساليب الحل، لكنه أوضح فى الوقت نفسه، أن اتفاق 2005 يتطلب تواجد السلطة الوطنية الفلسطينية على المعابر، وأنه بسبب ذلك فإن المصالحة الفلسطينية أمر ضرورى، وإذا تعثرت فهناك آليات مختلفة ومتعددة نستطيع أن نبحثها. وأعلن أبوالغيط مشاركته اليوم، الخميس، فى اجتماع بباريس يضم وزراء خارجية فرنسا وإسبانيا والنرويج ومبعوث الرباعية الدولية تونى بلير، ومفوضة الاتحاد الأوروبى للشؤون الأمنية والخارجية كاثرين آشتون، لبحث التوصل الى صياغة يمكن أن تعجل برفع الحصار.