ألقت خسارة المنتخب الجزائرى أمام نظيره الأمريكى بهدف نظيف، فى ختام مباريات الدور الأول لكأس العالم ووداعه المبكر للبطولة بنقطة وحيدة، ودون تسجيل أى هدف، بظلالها على تصرفات لاعبى المنتخب الجزائرى والجماهير بعد المباراة سواء فى فرنسا أو جنوب أفريقيا. ففى باريس، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على خمسة أشخاص جزائريين مساء أمس الأول، بتهمة الشغب وإتلاف ممتلكات عامة وشخصية عقب خسارة منتخب بلادهم. وذكرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية أن الشرطة قامت باحتجاز ما يقرب من 100 شخص، عقب أحداث الشغب التى قامت بها الجماهير الجزائرية فى باريس، قبل أن تتم تصفيتهم إلى خمسة أشخاص فقط، تم تحويلهم إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، فيما وصفته الصحيفة ب«أعمال البلطجة». وسيطرت حالة من الاستياء على الشارع الفرنسى بعد أن أشعل مشجعو الجزائر النيران فى 20 سيارة، وحطموا عدداً من واجهات المحال التجارية بالدائرة الثالثة عشرة بوسط باريس عقب خروج الجزائر من المونديال، أثناء متابعتهم المباراة على شاشة عملاقة فى استاد «شارليتى» بالعاصمة الفرنسية. وقام ما يتراوح بين 250 و300 شخص بأعمال عنف بمهاجمة سيارة تابعة لقوات الأمن بأنواع مختلفة من المقذوفات، ووصف أحد رجال الأمن أعمال العنف التى اندلعت بعد المباراة بأنها كانت محدودة لكنها كانت خطيرة، واستخدمت قوات مكافحة الشغب الفرنسية القنابل المسيلة للدموع لتفريق الجزائريين. يذكر أن بلدية باريس قامت بتجهيز شاشة عملاقة فى استاد «شارليتى» بالتعاون مع الفيفا لإتاحة الفرصة للباريسيين لمشاهدة مباريات مونديال جنوب أفريقيا. من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مهاجم المنتخب الجزائرى، رفيق صايفى، اعتدى على صحفية جزائرية تدعى أسماء حليمى تعمل فى صحيفة «كومبتيسيون» فى المكان المخصص للتصريحات «ميكسيد زون» عقب المباراة، قبل أن تتقدم الصحفية بشكوى رسمية للاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا»، وقام صايفى بضرب الصحفية على خدها الأيمن قبل أن ترد هى بصفعة مماثلة. وأكدت الصحفية أنها لا تعرف سبب تصرفه معها، وقالت «حليمى» التى تم الاستماع إليها من قبل المسؤولين فى الاتحاد الدولى: «كتبت مقالاً عنه منذ مدة، ربما لم يكن راضياً عنه». وفى الجزائر سادت مشاعر مختلطة بعد الخروج المبكر من المونديال، وكتبت صحيفة «الخبر» فى صفحتها الأولى: «الخضر يغادرون المونديال بشرف وبحارس كبير»، فى حين أبدت صحيفة «ليبرتيه» اليومية استياءها وكتبت: «الخضر يغادرون من الباب الضيق»، مشيرة إلى أن «الجزائر ودعت المونديال دون أن تسجل أى هدف». ووصفت صحيفة «لوبيتور» مشوار المنتخب الجزائرى فى مونديال جنوب أفريقيا بقولها: «أداء الأبطال والنتيجة صفر»، أما صحيفة «المجاهد» الحكومية فكتبت: «الجزائر تغادر المونديال بشرف»، وأكدت صحيفة «الوطن» أن «الخضر ضيعوا الإنجاز» فى إشارة إلى إمكانية تأهل الفريق إلى الدور الثانى من المونديال، ولكنها قدمت لهم الشكر. وجاء عنوان «وقت الجزائر» بصفحتها الأولى: «الجزائر تغادر المونديال برأس مرفوع»، أما «الفجر» فكتبت: «الخضر يودعون المونديال ويكسبون المستقبل»، فيما أشارت صحيفة «الهداف» واتفقت معها «الشروق» إلى أن رابح سعدان، المدير الفنى للجزائر، سيستقيل من منصبه. وفى الأردن، اعتبرت صحيفة «الغد» الأردنية أن المركز الأخير فى المجموعة الثالثة لا يليق بسمعة منتخب «الخضر»، وقالت الصحيفة، إن الجمهور الأردنى كان يعول كثيراً على المنتخب الجزائرى «محاربى الصحراء» لبث الفرح والسعادة فى نفوس جماهير كرة القدم العربية، خصوصاً أن الخصم هو منتخب الولاياتالمتحدة، وكانت علامات الحزن والأسى قد ظهرت على وجوه الكبار والصغار من الأردنيين المتابعين لمباراة منتخبى الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كانت الجماهير تمنى النفس بتأهل المنتخب الجزائرى للدور الثانى، خصوصاً بعد خسارة منتخب سلوفينيا أمام المنتخب الإنجليزى. يأتى ذلك فى الوقت الذى توفى فيه مشجع جزائرى يبلغ من العمر «52 عاماً» بولاية سطيف قبل نهاية الشوط الثانى من المباراة نقلت صحيفة «الخبر» عن شهود عيان قولهم إن الرجل أصابته حالة من التوتر الشديد، خاصة بعد المحاولات الأخيرة للتهديف من طرف الأمريكان، فأحس بضيق فى صدره ثم أغمى عليه، لكن وقبل أن يصل إلى المستشفى فارق الحياة.