هل يمكن تصور كتابة مقال عن مشروع بحجم السد العالى دون أن يتضمن اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سواء على سبيل الإشادة ، أو حتى على سبيل التهجم والنباح على الزعيم وعلى المشروع؟ أنا لا أتصور ذلك أبداً ولكن وزير- لا مؤاخذة - الرى كان له رأى أخر بإعتباره موظفا يقدم وصلة نفاق للحفاظ على موقع لا يستحقه -بالقطع- على رأس مؤسسة عريقة مثل مؤسسة الرى المصرية الدكتور حسام المغازى وزير الموارد المائية والرى وضع اسمه على مقال عن السد العالى بمناسبة ذكرى وضع حجر اساسه الذى يوافق 9 يناير 1960 وذكرى الاحتفال بتشغيله كاملا فى 15 يناير 1971 المقال نشرته الأهرام فى عددها الصادر يوم 20 يناير الحالى وحمل عنواناً يقول " السد العالى شباب فى الخامسة والخمسين" وقد قرأت المقال الذى كان أشبه بموضوع تعبير لطالب فى المرحلة الإعدادية عن السد العالى عدة مرات، فى محاولة لإثبات أن الخطأ لدى فى القراءة، فمقال طويل عريض عن السد العالى يقارب الألف كلمة ولا يوجد به اسم جمال عبد الناصر مرة واحدة على سبيل الخطأ أمر يصعب ابتلاعه أو تفهمه ومن المعروف أن مشروع السد العالى يقترن دائماً مع اسم جمال عبد الناصر سواء مع من يمتدحون المشروع ويسهبون فى وصف مزاياه كما فعل الوزير، أو مع من يهاجمون المشروع ويحملونه نكبة حرمان مصر من صينية السردين البلدى المعتبرة! وربما اعتمد الوزير الهمام على مساعدين لم يكملوا تعليمهم وورطوه بوضع اسمه على مقال - لم يقرأه - تجاهل بشكل نفاقى مستفز اسم صاحب المشروع الذى قاتل العالم كله لإنشائه. وربما كان الخطأ فى الوزير نفسه وأن مساعديه كتبوا له المقال كما ينبغى ووضعوا اسم صاحب المشروع ضمن المقال ، وفى هذه الحالة يكون الوزير هو الذى أمسك بقلمه ووضع خطا تحت اسم الزعيم جمال عبد الناصر طالباً حذفه من المقالة اتقاء لشرور تصور أنها ستأتيه لو حملت مقالة اسمه وتضمنت إشادة بالزعيم جمال عبد الناصر. وربما كان الوزير يتقدم للرئيس زلفة ونفاقاً على حساب تجاهل جمال عبد الناصر ، لأنه ظن أن المقال لو حمل اسم زعيم بحجم عبد الناصر قد يُغضب الرئيس و"الحكاية موش ناقصة" خاصة ان فشل الوزير فى ملف سد النهضة يقترب به من نهايته. وربما أراد الوزير ان يثبت نظرية الموظف المصرى المنافق على مر الزمان ، فيقدم أكروبات كألعاب السيرك وفقرات المهرجين من أجل الحفاظ على وظيفته. وفى كل الحالات يثبت الوزير أنه لا يستحق أن يكون وزيراً لمؤسسة الرى العريقة التى تعتبر السد العالى درة مشروعاتها على مر التاريخ. ولا أعتقد ان الرئيس الحالى يضيره أن ينسب السد العالى لأبيه الشرعى جمال عبد الناصر، ولا الزعيم فى حاجة لأن يذكره نكرة سيمضى مثل عشرات الوزراء الذين جاءوا ورحلوا دون أن يذكرهم او يتذكرهم أحد. وحتى لو كان ذكر جمال عبد الناصر يضير أناسا فى السلطة بكل مستوياتها أو فى الإعلام بكل قنواته وصحفه فإن ذلك لن يمسح اسم جمال عبد الناصر المحفور فوق كل قطعة حجر أو حبة رمل فى بناء السد العالى، ولن يمنع مياه النيل ان تحمل اسم عبد الناصر فى قلب كل قطرة ماء تنساب خلف السد العالى، ولن تمنع كل كيلو وات من الكهرباء أن يحمل اسم عبد الناصر وهو ينساب عبر خطوط الكهرباء لبيوت المصريين. لن يستطيع المغازى أو مليون مغازى مثله أن يبخس جمال عبد الناصر حقه فى مشروعه العالمى ، حتى وهو يباهى بهذا المشروع العالمين فى مقاله . وسيبقى السد العالى يدافع عن نفسه وعن بانيه حتى يرينا المنافقون شيئاً أخر حقيقياً وذا قيمة يلمسها الناس بأيديهم وليس على شاشات الإعلام. وسيبقى جمال عبد الناصر حياً فى قلوب الملايين ممن احبهم وعشقوه من أبناء هذا الوطن وكفانا الله شرور المنافقين ناصر وخروشوف لدى افتتاح المرحلة الأولى من السد العالي ناصر وخروشوف لدى افتتاح المرحلة الأولى من السد العالي