ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في تقرير لها اليوم أن مساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) للثوار في سوريا هي مجرد بداية لمزيد من التدخل الأمريكي في الأحداث كما يحدث عادة . كشفت مونيتور عن وجود أخباراً مهمة تتوارد مع الوقت حول الشأن السوري بهروب طيار سوري بطائرته الحربية إلى الأدرن، بالإضافة إلى شكوى روسيا من منع شركة التأمين البريطانية لشحنة الأسلحة المعدة لمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استمرار نظامه، غير أن الأكثر أهمية هو الأنباء حول تدفق الأسلحة إلى الثوار داخل البلاد. وأوضحت الصحيفة أن هناك معلومات مستقاه من مصادر لم تفصح عن هويتها بأن ضباط وكالة المخابرات المركزية تساعد على انتقاء واختيار جماعات المعارضة السورية التي تتلقى إمدادات أسلحة من تركيا ودول خليجية ويجري تهريب الأسلحة الخفيفة إلى سوريا بواسطة جماعة الاخوان المسلمين في سوريا وغيرها من الجماعات. وقال مسئول أمريكي رفيع المستوى أن "ضباط وكالة المخابرات المركزية مكثوا في جنوب تركيا لعدة أسابيع في محاولة منهم للمساعدة على إبقاء الأسلحة بعيدا عن متناول أيدي المقاتلين المتحالفين مع تنظيم القاعدة أو غيرها من الجماعات الإرهابية، في حين أن إدارة أوباما أعلنت أنها لا تقدم أي أسلحة إلى الثوار" . و تابعت مونيتورأن الولاياتالمتحدة تتورط أكثر فأكثر في سوريا الآن اكثر من أي وقت مضى وسط عواقب لا يمكن التنبؤ بها، حيث حصل الثوار في سوريا على أسلحة بشكل أفضل خلال الأشهر الأخيرة وظهر ذلك بشكل واضح من خلال قدرتهم على مواجهة الدبابات الحكومية وقتل المئات من جنود القوات السورية. وأوضحت الصحيفة الأمريكية إلى أن الولاياتالمتحدة ترغب في أن يغادر الأسد الحكم في إشارة لتصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي أكدت بشكل لا لبس فيه على هذه النقطة، كما أوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يأملون أيضا في سقوط الأسد لأن ذلك من شأنه أن يزيد من عزلة إيران في مواجهة الولاياتالمتحدة وقوى غربية أخرى بشأن برنامجها النووي. وأضافت مونيتور أن واشنطن تبدي تحفظا حول نوع النظام الذي يمكن أن يحل محل الأسد وتوجهاته نحو أصدقائها في الخليج، و تساءلت هل يعمل ضباط وكالة المخابرات المركزية على إبعاد الأسلحة عن أيدي "الجماعات الارهابية" ؟ ربما. واستدركت الصحيفة "لكن الأسلحة المضادة للدبابات والتي تقدم للثوار عبر جماعة الإخوان المسلمين السورية من شأنه ان تكون في نهاية المطاف في أي مكان بمجرد عبورها الحدود"، موضحة أن "تلك الأسلحة هي من المنقولات مثل النقود في مناطق الحرب والتي تتدفق عادة إلى الأفضل تمويلا وفعالية ويبدو أن بعض من تشكيلات الثوارالأكثر فعالية هي تحت قيادة هذا النوع من الإسلاميين الذي بالتحديد تخشاه الولاياتالمتحدة أكثر من غيرهم" . وتابعت مونيتور أن الحرب الأهلية في سوريا تشوبها بالفعل وبشدة القضايا الطائفية مع العلويين الأقلية التي تحكم البلاد ضد الأغلبية السنية بالإضافة إلى عدد من السكان المسيحيين في البلاد الذين يراقبون الوضع بقلق، مشيرة إلى أن سوريا لديها حدود مشتركة مع العراق ولبنان التي عانت من العنف الطائفي في الماضي القريب فضلا عن إسرائيل. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هناك صيحات مختلفة من السياسيين والناشطين في واشنطن موجهة لإدارة أوباما لايجاد مناطق آمنة في سوريا لإيواء المدنيين ولتوفير المزيد من الأسلحة و لتوسيع منطقة حظر جوي فوق البلاد. وان صوت هؤلاء آخذ في التزايد مع استمرار تعمق الصراع وأنه من الصعب أن نرى تلك الأنواع من الأسلحة تتدفق على المتمردين للوقوف ضد جيش الأسد المسلح تسليحا جيدا، وبالتالي فإن احتمالات أن يتحول الصراع على المدى القصير إلى صراعا أخر أطول.