يجتاح الشغب الجماهيري ملاعب ومدرجات بطولة كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشر "يورو 2012" والمقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا وتستمر فعالياتها حتى الأول من يوليو المقبل موعد إقامة المباراة النهائية وإعلان الفائز باللقب، ولم يقتصر الشغب على الملاعب بل ازدادا خارجها بصورة كبيرة في ظل وجود المتعصبين من جماهير المنتخبات ال 16 المتنافسة على اللقب الأغلى بعد كأس العالم، حيث اشتبكت الجماهير في أكثر من موقف، مما أدَّى إلى وجود إصابات كثيرة وألقت الشرطة القبض على أعداد كبيرة من المشجعين. وتحظى هذه البطولة باهتمام رسمي وشعبي وجماهيري وإعلامي بدرجة كبيرة جداً، حيث تؤكد التقديرات أن نسب المشاهدة لمباريات أمم أوروبا من المنتظر أن تتخطى ما يزيد عن 20 مليار مشجع في جميع أنحاء العالم، وستكون المباراة النهائية هي الأعلى في نسب المشاهدة يأتي في المرتبة الثانية حفل ومباراة الافتتاح ومباريات نصف النهائي ثم دور الثمانية ويليها المباريات القوية في الدور الأول خاصة التي ستجمع الفرق الكبيرة مثل أسبانيا وايطاليا وألمانياوهولندا والبرتغال. ورغم الاهتمام العالمي الكبير بهذه البطولة إلا أن أعمال الشغب منتشرة في البطولة حيث أعلنت وزارة الداخلية البولندية أن قوات الشرطة ألقت القبض على 184 مشجعاً أغلبهم من مشجعي بولندا، عقب اشتباكات وقعت في العاصمة وارسو قبل وبعد مباراة بولندا وروسيا في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى لنهائيات كأس الأمم الأوروبية، وقالت الشرطة إن الكثير من هؤلاء الأشخاص ألقي القبض عليهم خلال مسيرة نظمها المشجعون الروس الزائرون إلى إستاد وارسو، بينما أثار مشاغبو كرة القدم البولنديون المشاكل في شوارع العاصمة، وأشارت إلى أنه أصيب نحو 20 شخصًا خلال الاشتباكات، من بينهم 10 رجال شرطة وسبعة بولنديين واثنان من الروس وأحد المشجعين الألمان. من جانبه، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الاتحادين الألماني والبرتغالي عقب مباراة منتخبي البلدين بالمجموعة الثانية والتي انتهت بفوز ألمانيا 1 / 0، وقال يويفا: "تم توجيه الاتهام للاتحاد الألماني لكرة القدم بعد إلقاء المشجعين مقذوفات على ارض الملعب (الشماريخ) بينما يواجه الاتحاد البرتغالي الإجراءات التأديبية بسبب تأخر انطلاق الشوط الثاني". وألقى الجمهور الألماني ما بدا أنها لفافات ورقية على لاعبي البرتغال في عدة مناسبات في الشوط الأول، فيما حذرت السلطات المشجعين ثلاث مرات من أن تكرار هذا التصرف قد يؤدي إلى إيقاف المباراة. كما أعلن "يويفا" أنه سيتخذ إجراءات تأديبية بحق الاتحاد الكرواتي لكرة القدم على خلفية إشعال وإطلاق ألعاب نارية "الشماريخ" من قبل الجمهور صوب أرض الملعب، واقتحام عدد منهم له خلال مباراة منتخب كرواتيا أمام نظيره الأيرلندي في منافسات المجموعة الثالثة من "يورو 2012"، كما سيتم التحقيق في واقعة اقتحام أحد المشجعين للمعلب في الدقائق الأخيرة من المباراة متوجها صوب مدرب كرواتيا سلافن بيليتش لمنحه قبلة وكذلك أشعل جمهور كرواتيا الشماريخ والألعاب النارية للاحتفال بفوز فريقهم 3 / 1 على ايرلندا. وتتخذ لجنة الانضباط بالاتحاد الأوروبي "يويفا" إجراءات مغلظة ضد الاتحاد الروسي لكرة القدم بسبب السلوك العدائي للجماهير الروسية بعد فوز منتخبها على التشيك 4 / 1، حيث ألقت الجماهير الروسية ألعابا نارية بجانب رفع لافتات مسيئة أثناء المباراة، وبعد المباراة هاجم نحو 30 مشجعا روسيا سكاري المشرفين على تنظيم المباراة مما أدي لوقوع إصابات في الجانبين. أما ياسيك تشيخوتسكي وزير الداخلية البولندي فقال إنه يتمنى أن تصدر المحاكم أحكاما قاسية ضد المشجعين المتعصبين الذين اشتبكوا في شجار في شوارع وارسو قبل مباريات منتخب بولندا وروسيا. وأضاف: "حين يتعلق الأمر بالمتعصبين أتمنى أن يتحلى الادعاء وبصفة خاصة المحاكم بالصرامة وسيشعر هؤلاء الأشخاص فعلا بتوابع سلوكهم". وأوضح أن المعتقلين الروس سيواجهون محاكمات سريعة ويرجح أن يتم طردهم من بولندا ومنعهم من العودة إلى منطقة الحدود الأوروبية المشتركة لخمس سنوات. يذكر أن البطولة يتنافس فيها 16 منتخباً تم تقسيمها على أربع مجموعات حيث ضمت الأولي: بولندا - اليونان - روسيا – التشيك، والثانية: هولندا – الدانمارك – ألمانيا- البرتغال، والثالثة: أسبانيا - إيطاليا – أيرلندا – كرواتيا، والرابعة: أوكرانيا - فرنسا - إنجلترا- السويد، واستضافت بولندا مجموعتين ومثلهما يلعبان في أوكرانيا.