سجل مؤشر البورصة السعودية أداء سلبيا في مايو مع استمرارالضغوط الناجمة عن متاعب الأسواق العالمية رغم قوة العوامل المحلية ويرى محللون بارزون أن أداء المؤشر سيظل مرهونا بالأخبار الصادرة من تلك الأسواق ولاسيما منطقة اليورو. وبحسب ما ذكرته رويترز فقد أدى ارتفاع العائد على السندات الإيطالية والاسبانية إلى جانب الأخبار السلبية من اليونان إلى تنامي المخاوف بشأن ديون المنطقة. ويقول المحللون إن المؤشر سيظل مرتبطا بالأسواق العالمية متجاهلا قوة الاقتصاد المحلي والعوامل الأساسية القوية وإنه سيشهد تقلبات بين واحد إلى 2% حتى ظهور أخبار مطمئنة من منطقة اليورو. وأنهى مؤشر أكبر سوق للأسهم في الشرق الاوسط تعاملات أمس متراجعا 0.8 %لينزل دون مستوى المقاومة النفسي المهم الواقع عند 7000 نقطة ويغلق عند 6975.3 نقطة. وكان المؤشر قد سجل في ابريل نيسان أعلى مستوياته في ثلاثة أعوام ونصف العام قرب 8000 نقطة لكنه بعد ذلك خسر نحو 11 بالمئة لتصل مكاسبه منذ بداية العام حتى إغلاق يوم الاربعاء إلى 8.7 بالمئة. وقال عبد الحميد العمري الكاتب والمحلل الاقتصادي "سجل المؤشر (في مايو) أسوأ أداء شهري خلال 24 شهرا مضى ومن المتوقع أن يظل السوق خلال فترة الصيف تحت ضغط الأوضاع المتوترة جدا في منطقة اليورو." وأضاف "كل تلك الأخبار أعطت مؤشرات سلبية لجميع الأسواق وتأثر السوق السعودي على إثرها...السوق السعودي سوق مبتديء ومن الطبيعي أن يتعرض لهذا الضغط وأن يتجاهل الأوضاع الاقتصادية القوية للمملكة." وتنامت المخاوف بشأن قطاع البنوك المتعثر في أسبانيا والارتفاع الكبير في تكلفة الاقتراض من أن تضطر البلاد إلى طلب حزمة إنقاذ دولية وإعادة رسملة بنوكها. وقال هشام تفاحة رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية "الآن زادت الاحتمالية أكثر من قبل بظهور أزمة في اسبانيا إلى جانب أزمة اليونان...النظرة لمعظم دول أوروبا سلبية باستثناء ألمانيا ونسبة المخاطرة أصبحت مرتفعة. وأضاف "إذا ظلت الأمور ضبايبة من الآن حتى ثلاثة أشهر ستستمر التقلبات في السوق بين 1 و2 بالمئة. مع تنامي المخاطر يزيد الهلع عند المستثمرين." وستصدر أسبانيا قريبا سندات جديدة لتمويل بنوكها المتعثرة وأقاليمها المثقلة بالديون حتى مع اقتراب تكلفة إقتراضها من سبعة في المئة وهو مستوى من الصعب تحمله دفع دولا أخرى في منطقة اليورو إلى طلب مساعدات دولية. ويرى العمري أن السوق السعودي سيظل تحت ضغط حتى موعد إجراء الانتخابات الحكومية في اليونان التي يتخوف الكثير من توابع احتمالات انسحابها من منطقة اليورو في ظل تفاهم أزمة الديون. وأظهر استطلاع حديث احتمال حصول الأحزاب المؤيدة لخطة الانقاذ اليونانية على الأغلبية وتشكل حكومة ملتزمة بابقاء البلاد في منطقة اليورو. وهدأ الاستطلاع بعض الشيء من مخاوف المستثمرين من احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو في حالة تحقيق اليسار الفوز في الانتخابات المقررة يوم 17 يونيو المقبل. وتتزامن تلك الأخبار السلبية من منطقة اليورو مع فترة الصيف وقرب حلول شهر رمضان والتي عادة ما يشهد فيها المؤشر فتورا في النشاط وتراجعا للسيولة في ظل انشغال المتعاملين بالعطلات الصيفية. من ناحية أخرى اشار تفاحة إلى أن الأسهم الدفاعية لاسيما أسهم الشركات التي تعتمد على الطلب المحلي ستكون المستفيد الأكبر خلال الفترة المقبلة ومن بينها أسهم شركات في قطاعات الاسمنت والتجزئة والأغذية. وتمثل أسهم البتروكيماويات الوبنوك النسبة الأكبر من رسملة السوق السعودي وانخفض مؤشر البنوك 0.5 بالمئة والبتروكيماويات 0.8 بالمئة في تعاملات يوم الاربعاء على خلفية أخبار منطقة اليورو وتراجع أسعار النفط التي خسرت نحو 12 بالمئة في مايو. وعادة ما تتعقب أسهم البتروكيماويات أسعار النفط التي تعتبرها مؤشرا على نشاط الاقتصاد العالمي والطلب على البتروكيماويات. وقال جوليان بروس مدير مبيعات أسهم المؤسسات لدى المجموعة المالية - هيرميس "في ظل الضغوط على اسعار النفط والمخاوف بشان النمو في مناطق أخرى من العالم من المستبعد ان يرتفع المؤشر على المدى القصير لاسيما مع حلول فصل الصيف."