مليار و 200 مليون تمحو ستاد زامورا من الذاكرة مؤيدون: نحن فى عصر الاستثمار والنادى فى حاجة لموارد مالية رافضون: طمس لتاريخ ومعالم الزمالك العريق الغندور: "بكرة مصر تأجر الأهرامات" "الوايت نايتس" ترفض طمس تاريخ النادى انقسام فى مجلس الإدارة حول عرض الشركة السعودية "الأوقاف" تحذر من بيع أو تأجير أى أرض بالنادى حالة من الجدل الواسع والمثير تنتاب الوسط الكروى الزملكاوى بشكل خاص والوسط الكروى بشكل عام ، بعد قرار مجلس إدارة الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة النادى بالتفكير جدياً فى الموافقة على العرض الذى تقدمت به إحدى الشركات السعودية بتأجير ملعب حلمى زامورا فى مقر النادى بميت عقبة بمبلغ يصل إلى مليار و 200 مليون جنيه لمدة تقرب من ال 35 عاماَ. وتتجه النية بشكل قوى فى مجلس إدارة الأبيض للموافقة على العرض، وبخاصةً أن المقابل المادي مغرٍ من الناحية المالية، وسيتم الاستفادة منه في إنعاش خزينة النادي على مدار سنوات مقبلة، بالإضافة إلى توفير دعم مالي لبناء فرع نادي الزمالك الجديد بمدينة السادس من أكتوبر، والذي من المتوقع أن يكون طفرة كبيرة من حيث الإنشاء، حيث من المتوقع أن تصل سعة الاستاد لنحو 60 ألف متفرج. ومازالت حالة الترقب الشديد تفرض نفسها على الكيان الابيض بشكل عام خلال الفترة الماضية والقادمة والتى تتعلق بملف بيع ملعب حلمي زامورا، لشركة خليجية، ترغب في هدم الملعب، واستغلال المساحة الموجودة لبناء مول تجاري مقابل ما يزيد عن ملياري جنيه. من هو "زامورا" ؟ المهندس محمد حسن حلمي زامورا أحد رموز القلعة البيضاء، ولد في 13 فبراير 1912، ويعد أحد أهم الشخصيات في تاريخ نادي الزمالك منذ تأسيسه وأحد الرموز التاريخية للقلعة البيضاء، بفضل وفائه وانتمائه الشديد للزمالك، فكان يصر على العمل التطوعي، وصرف مبالغ كبيرة من جيبه الشخصي من أجل تطوير النادي. ومن أشهر أقوال زامورا عن حب الزمالك والانتماء له:"مكانة نادي الزمالك أكبر وأعظم من أي شخص مهما بلغت رفعة منصبه.. مهما بلغ قدر الأشخاص فلن يضيفوا شيئًا لاسم الزمالك بل نادى الزمالك هو من سيضيف إليهم" . صاحب الفضل في حصول النادي على هذه المساحة بعدما كانت ملكًا لوزارة الأوقاف، حيث بذل جهودًا كبيرة مع وزير الأوقاف من أجل الحصول على هذه الأرض، فكان هو صاحب فكرة تأسيس النادي بمقره الحالي بميت عقبة. بدأ "زامورا" مشواره مع الزمالك لاعبًا في صفوف الفريق الأول عام 1934، بينما تحول للعمل الإداري بالنادي عام 1948، كعضو بلجنة الكرة في النادي، ثم عمل سكرتيرًا عامًا قبل أن يتم تعيينه مديرًا عامًا للقلعة البيضاء عام 1966. وتوفي حلمي زامورا عام 1986، حيث تم إطلاق اسمه على ملعب النادي فور وفاته تقديرًا لجهوده مع النادي وخدمته الطويلة للكيان سواء كلاعب أو عضو بمجلس الإدارة أو رئيس للمنظومة البيضاء. النجوم القدامى بين مؤيد ومعارض واختلفت الآراء خلال الأيام الماضية، داخل الزمالك ما بين مؤيد ومعارض، لقرار المجلس الابيض، حيث رأى البعض أن المرحلة الحالية هي فترة احتراف واستثمار، ويحتاج مجلس الإدارة لاستغلال كل متر داخل مقر النادي، في الوقت الذي اعتبر فيه الفريق الآخر أن ملعب حلمي زامورا يعتبر جزءًا من كيان نادي الزمالك، ومن الصعب التفريط فيه بتلك السهولة. في البداية، عبر خالد الغندور لاعب الزمالك السابق عن رفضه التام لبيع ملعب حلمي زامورا، مشددًا على أن هذا الملعب يعتبر من التاريخ الخاص للنادي. وقال: "مش معقولة أي حد يتزنق في قرشين يبيع جزء من نادي الزمالك، وبالمبدأ ده مصر عندما يكون عليها مديونية كبيرة تقرر تأجير الإهرامات". وأضاف: "لابد من البحث عن حلول أخرى لتنشيط خزينة نادي الزمالك وحل الأزمات المالية لأن بيع ملعب حلمي زامورا هو آخر الحلول". وعلى النقيض، أكد جمال عبد الحميد نجم الزمالك السابق, على موافقته على تنفيذ هذا المشروع والذي سيضر دخلا كبيرا على النادي في المستقبل القريب, مشيرا إلى أن الزمالك سيسير على خطى نادي الوحدة الإماراتي الذي أتم مشروع مماثل ويجني من وراءه ما يقرب من 200 مليون درهم كل عام. وأشار عبد الحميد إلى أن نادي الزمالك في أشد الحاجة لجلب موارد مالية للنادي, من أجل تطوير مقر النادي للاعضاء, وكذلك شراء لاعبين جدد للفريق الأول لإعادة النادي لمنصات التتويج مرة أخرى بعد طول غياب. وأكد طارق يحيى نجم الزمالك السابق, والمدير الفني الحالي لفريق المصري البورسعيدي, أنه لا يصح على الاطلاق بيع أو تأجير ملعب حلمي زامورا, مشيرا إلى ضرورة التروي ودراسة الأمر جيدا قبل اتخاذ أي قرار مصيري سيؤثر على النادي مستقبلا. وأوضح يحيى أن بيع ملعب “حلمي زامورا” يعد طمس لتاريخ ومعالم الزمالك العريق, مضيفا أن محمد حسن حلمي زامورا من أهم رموز النادي الأبيض على مر تاريخه. وقال طارق يحيى, إن التاريخ والرموز لا يقدر بمال مهما كانت الاغراءات المادية في العرض المقدم إلى نادي الزمالك لشراء أرض النادي متضمنة استاد حلمي زامورا وملاعب الناشئين, مشيرا إلى إمكانية تنفيذ المشروع على أماكن أخرى داخل النادي. من جانبه، انتابت أحمد عبد الحليم، نجم الزمالك سابقًا، حالة من الحيرة في هذا الأمر، ما بين عاطفته إلى ملعب حلمي زامورا، وبين الجوانب الاستثمارية والمكاسب المادية، التي ستدر على النادي. ورأى: "يعز علينا منشوفش الملعب اللي تربينا فيه وعشنا فيه أحلى الأيام لكن في الوقت ذاته الجوانب الاستثمارية هامة جدًا لأي نادي وتساعد على وضعه في الأمام وحل الكثير من الأمور المالية". ومن جهته, أشار كمال درويش رئيس نادي الزمالك السابق, إلى صعوبة إتمام هذا المشروع الضخم في التوقيت الحالي, مؤكدا أن الأرض المخصصة له ليست ملك النادي, ولكن ملك وزارة الأوقاف. وعن إمكانية بيع ملعب “حلمي زامورا”, أكد درويش على ضرورة وجود ضمانات حقيقية والبدء في بناء إستاد جديد بأرض النادي في مدينة 6 أكتوبر من أجل بيع أراضي مقر الزمالك في ميت عقبة. وأشار درويش إلى أنه لا يعلم طبيعة العرض المقدم لنادي الزمالك من الشركة السعودية التي تسعى لشراء أرض النادي, موضحا أنه لابد من دراسة العرض جيدا قبل اتخاذ أي قرار. واقترح رئيس الزمالك السابق, اطلاق اسم محمد حسن حلمي زامورا على إستاد النادي الجديد في حال تم تشييده بالفعل, مؤكدا على أن المشروع تم عرضه عليه عام 2002, ولكن لم ينفذ في هذا التوقيت. كما قال عزمي مجاهد مدير إدارة الإعلام بالاتحاد المصري لكرة القدم, ونجم الزمالك السابق في الكرة الطائرة, إن نادي الزمالك من أكبر الأندية في مصر وإفريقيا, وأن النادي ملك لاعضاءه وجماهيره. وأوضح مجاهد, أنه لا يمكن أبدا أن يسمح قدامى الزمالك ببيع ملعب حلمي زامورا, مشيرا إلى أن الملعب يعد ضمن تاريخ النادي العريق, ولابد أن تساعد الدولة في تطويره وترميمه بدلا من التفكير في بيع. رفض قاطع من الوايت نايتس كما رفضت رابطة "الوايت نايتس"، فكرة هدم إستاد حلمي زامورا حيث أصدرت بياناً نارياً ترفض من خلاله فكرة الهدم أو الايجار. انقسام المجلس الأبيض ويشهد مجلس الزمالك ،نفسه، انقساما بشأن عرض الشركة السعودية، حيث يرفض البعض مناقشته نظرا لقيمة الملعب التاريخية لنادي الزمالك. ويخشى بعض أعضاء مجلس الزمالك انتقادات أعضاء الجمعية العمومية، وجماهير النادي في حال اتخاذ قرار ببيع الملعب، فيما يفضل البعض مناقشة العرض قبل اتخاذ قرار مسبق بشأنه. دعوة المستشار وفى نفس السياق، قال مرتضى منصور أنه وجه دعوة لرموز نادي الزمالك لمناقشة اعتراضهم حول قرار هدم ملعب حلمي زاموا. وأشار رئيس النادي ، إلى أن رموز النادي تجاهلت دعوته. وتابع "وجهت الدعوة إليهم لكنهم لم يحضروا، لن أسمح لأحد منهم بانتقادي مجدداً عبر شاشات الفضائيات". وختم "المشروع الذي أنوي تنفيذه سيعود بالزمالك على 2 مليار و300 مليون جنيه"، موجها في الوقت ذاته انتقادات حادة لروكسان حلمي حفيدة حلمى زامورا لقيادتها حملة ضد هدم ملعب زامورا. تحذير الأوقاف وقامت وزارة الأوقاف بتحذير مسئولي النادي من بيع أرض النادي، خاصة بعد البيان الذي أصدره رئيس النادي الأسبق ممدوح عباس، الذي أكد، خلاله، أنه قام بشراء أرض النادي من الأوقاف بعد سداد 20 مليون جنيه، وهو الأمر الذي دفع الأوقاف لتحذير النادي، لأنها لم تحصل على المبلغ كاملًا. ونص بيان ممدوح عباس على: "تابعت بمزيج من الإحباط والاستياء الشديد، الأخبار المتواترة عن اعتزام إدارة النادي الحالية هدم ملعب الكابتن حلمي زامورا، واستغلاله لإنشاء مول تجاري، بدلًا منه، فبعد أن وفقني الله وتمكنت بعد كفاح وصراع طويل مع البيروقراطية المصرية، من تملك نادي الزمالك لأرضه وأصبح النادي الوحيد في مصر الذي يمتلك أرضه لتعظيم أصول النادي وليس لبيع هذه الأصول، وملعب حلمي زامورا رمز للقلعة البيضاء و"الرموز لا تباع ولا تشترى، فإننى أوجه نداءً عاجلًا إلى كافة الأجهزة السيادية والمعنية بالدولة، لوقف هذه المهزلة، حتى لا تصبح سنة يسعى الجميع إلى اتباعها." أسباب رفض الأوقاف وكشف أحد المصادر، داخل القلعة البيضاء، عن قيام وزارة الأوقاف بتحذير إدارة الزمالك من بيع أو تأجير أي أرض بالنادي، لأنها ليست ملكًا للزمالك، لكونها ملك الوزارة حتى الآن. وأكد المصدر أن الوزارة أخطرت مسئولي النادي أنها ما زال لديها بعض الأقساط لدى النادي، رغم تأكيدات ممدوح عباس رئيس النادي الأسبق بأنه سدد 20 مليون جنيه للأوقاف؛ لشراء أرض القلعة البيضاء. اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل