مظاهرات دائمة وملصقات منتشرة وانتخابات داخلية وآمال بالمصالحة اتهامهم بالتورط فى أعمال العنف اعتراف رسمى بوجودهم تخوف وزير الداخلية والنخبة من سيطرة الجماعة على البرلمان دليل بقاء قيادة المظاهرات بالجامعات اعتراف حكومى بنشاط وفاعلية الجماعة الحديث عن المصالحة من جانب الرئيس اعتراف بالواقع الجماعة عادت للعمل السرى.. والحديث عن انتهاءها منافى للواقع بعيدا عن وجهات النظر والتحليلات السياسية، والتنبؤات المستقبلية، وتصريحات المسؤولين، وأكاذيب إعلامية، تتحدث "المشهد" عن واقع يعيشه الشارع، يلازمه وقائع ودلائل، ليست لشئ سوى إظهار الواقع للقارئ، والبعد عن أى انحياز سواء سياسيًا أو عاطفيا، نبحث هنا عن الحقيقة لنقدمها كما هى دون تدخل من محلل أو رأى حزبى أو حكومى، كان مصدرنا هو الواقع. عقب عزل الرئيس محمد مرسى، من منصبه فى 3 يوليو 2013، شنت أجهزة الدولة بمختلف قطاعاتها حملة للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين، بدأت بغلق القنوات الفضائية التى تعبر عنهم، واعتقال القادة، يليها القاعدة من الشباب داخل الجماعة، ومصادرة الأموال والمقارات، ثم تصنيفها رسميًا جماعة "إرهابية"، يسجن كل من ينتمى لها وتلازمه تهمة الإرهاب طالما بقي على قيد الحياة، وطوال تلك المدة لم يكن هناك حديث عبر الفضائيات والصحف ووسائل الإعلام المختلفة سوى أن الجماعة "الإرهابية" انتهت، كما حلمهم، الواقع أشار طوال تلك المدة التى تقترب من إتمام عامها الثانى إلى أن قطاعا ليس بالقليل من الشعب المصرى، أصبح رافضا بل ينتابه امتعاض من سماع كل ما هو "إخوانى". استطاع عدد من الجماعة الهرب إلى دول خارجية، ومنع آخرون، بالإضافة إلى المعتقلين، الأمر الذى رآته أغلبية شعبية وسياسية أنه الفصل الأخير فى حلم الإخوان الذى امتد قرابة 80 عامًا.. فى نفس الأثناء ورغم تلك التشديدات الأمنية والإعلامية، والغضب الشعبى، كانت المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول وجماعته، متواجدة، بعيدًا عن الدخول فى أعداد وأرقام المشاركين، كونه أصبح جدال بين مؤيدين ورافضين، لا يحكمه سوى العاطفة، فى الواقع كانت هناك مظاهرات مستمرة ولا زالت مع اختلاف اعدادها واختفائها من وقت لآخر. مع مرور الوقت انتشرت الملصقات والشعارات، المعبرة عن توجه وفكر وموقف الجماعة، يراها الجميع على الأسوار بجميع محافظات الجمهورية، كما خرجت الجماعة بعدد من البيانات تؤكد فيها إجراء انتخابات داخلية تم فيها تصعيد الشباب لمناصب قيادية، لتجديد دماء الجماعة، وسد العجز فى أماكن شاغرة، كما خرجت العديد من التصريحات سواء من مصادر رفيعة المستوى سواء من داخل الجماعة أو من جانب السلطة، رفضت الكشف عن اسمها، تؤكد أن هناك جهود سرية تبذل لإجراء مصالحة بين الطرفين، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أكثر من حوار صحفى. وفى مقتطفات من الواقع.. مع كل حادث أو أحد أعمال العنف يخرج المسؤولون فى الحكومة ومقدمو البرامج السياسية على الفضائيات لينفوا قولهم بانتهاء جماعة الإخوان، ليعاودوا اتهام الإخوان بما يحدث، هم إذا متواجدون، بعيدًا عن صحة الاتهام من عدمه، وبصبغة رسمية وإعلامية يتأكد أنهم لم ينتهوا. كما تخرج العديد من التصريحات من نخبة السياسة فى مصر، أو كما يطلق عليهم، يعبرون عن تخوفاتهم من دخول الإخوان لمجلس النواب المقبل، مطالبين بتوخى الحذر، حيث أن أعضاء الجماعة تعمل على ذلك بعدة أساليب مختلفة، ويؤكد قولهم وزير الداخلية محمد إبراهيم، عندما تحدث فى حضرة رئيس الوزراء، وقال نصًا: "إنه لو أجريت الانتخابات البرلمانية، في الوقت الحالي، سيفوز بها الإخوان والسلفيين"،ليس فى ذلك أى شئ من الغرابة لو لم تسمع تصريحات من النخبة نفسها، تؤكد انتهاء الجماعة، حالة من البلبلة والتخبط، تعيشها النخبة والسلطة فى آن واحد، هى فى الحقيقة تمهد الطريق لعودة الجماعة من جديد. يكشف الواقع أيضا، الرهبة التى تنتاب أجهزة الدولة من مظاهرات الجامعات، وكأنها صداع أصاب رؤسهم بحالة من التخبط، نعم الاتهامات دائمة جاهزة وموجهة لطلاب جماعة الإخوان - هنا يجب التوضيح أيضا من الواقع أن المظاهرات الطلابية تشمل كافة أطياف الشعب المصرى وفئاته المختلفة التى تبحث عن الحرية وتحارب القمع – هذا التوضيح ليس وجهة نظر هو سرد من الواقع لا يجب اقتصاره على فئة بعينها دون الأخرى، هم يعترفون بوجودهم، لا جدال فى ذلك، وأيضا بدون اعترافهم الواقع يؤكد ذلك. مع تأكيد العديد من المصادر داخل الإخوان، أو القريبة منها، أن الجماعة تقوم حاليا بإعادة تقييم المرحلة السابقة، ومراجعة سياستها، وفقا لأسس وأدبيات الجماعة من أجل تغيير الأهداف الموضوعة سابقًا وآدت بهم إلى الوضع الحالى، وهو ما أكده مصدر قريب من الجماعة، قائلا: "بالفعل الجماعة الآن فى مرحلة بناء جديدة وفقا لرؤية واقعية للأوضاع الحالية، ولكن لن تختلف كثيرا عن سابقتها من ناحية الفكر والآدبيات، مجرد تغيير فى التعامل السياسى، أو ما يسمى بالتعامل الواقعى للأحداث". وأوضح المصدر، أن هناك مفاوضات تتم حاليا مع قادة الجماعة، من الدرجة الثالثة ثم الثانية، داخل السجون، من أجل الوصول لصيغة معينة يبدأ من خلالها فتح الباب لوضع عناصر للمصالحة، مضيفًا أن الأمر ليس بالسهولة التى يتوقعها الجميع، الأمر لا يرتبط بالقادة فقط، هناك شباب وأسر فقدوا اصدقائهم وأبناءهم، خلال عام مضى، يحتاجون إلى الوقت للوصول معهم إلى صيغة ترضيهم، وهو ما وصفه بالأمر "بالغ الصعوبة". كما أكد مصدر قريب من مؤسسة الرئاسة، أن هناك جهود مستمرة خلال الفترة الماضية لعقد مصالحة مع الجماعة، مع موجة جديدة من المبادرات، ستخرج عن عدد من الشخصيات العامة، بالإضافة لعدد من أعضاء بالجماعة أو محسوبين عليها. واعترف المصدر، أن فتح باب المصالحة وعودة الإخوان للحياة السياسية مرة أخرى لن يتم فى أقل من عام، وهو ما يستدعيه الواقع، الذى أثبت صعوبة اقصائهم من الحياة. من جانبه آبدى أحمد بان، الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، استغرابه من الحديث عن انتهاء الجماعة فى مصر، مؤكدا أن قول ذلك يخالف الواقع، ويؤكد على عدم متابعة جيدة لما يحدث فى البلاد، ولا يعلم كثيرا عن تاريخ الجماعة، نافيًا أن يكون تم القضاء على الجماعة كما يشيع. وقال بان فى تصريح خاص ل "المشهد" أن الجماعة تمارس نشاطها السياسى رغم التضييقات الأمنية، وحالات الاعتقال المستمرة، مشيرًا إلى وجود مظاهرات بالعديد من المحافظات، بالإضافة إلى المنشورات المنتشرة على الحوائط فى شوارع مصر، مؤكدا أن العديد لا يلاحظ ذلك بسبب التعتيم الإعلامى، بالإضافة إلى أن الجماعة عادت لتعمل فى سرية كسابق عهدها. من العدد المطبوع من العدد المطبوع المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية