شهد هذا الاسبوع استمرارا لحالة التذبذب الشديد الذي طال جميع فئات الأصول الرئيسية بعد أن زادت أزمة الديون التي عانت منها حكومات جانبي المحيط الأطلسي، والتي رافقها أيضاً تباطؤ النشاط الاقتصادي. كان التقرير الأسبوعي ل "ساسكو بنك" افاد بأن السوق تبذل حالياً العديد من المحاولات لتحديد ما إذا كانت بعض الاقتصادات في طريقها للعودة إلى الركود المزدوج، مما سيشكل أنباءً ليست بالمفرحة ستلقي بحملها بشكل عام على كل من سوقي الأسهم والسلع. وحقق الذهب رقماً قياسياً اسميا جديداً فاق 1800 دولار، متوجهاً نحو تحقيق أفضل أداء أسبوعي له منذ يناير 2009، وقد حقق ارتفاعاً على مدى الستة أسابيع الماضية، وخصوصاً مع اندفاع المستثمرين نحوه، في الوقت الذي سبب فيه الإعصار المالي أضراراً واسعة النطاق في عدد من الأسواق الأخرى. وبين التقرير أنه ومع تحقيق الذهب لمستويات مرتفعة جديدة، حيث لم تتمكن الفضة من التكيف مع تلك الانجازات واضطرت هي والبلاتين إلى تقبل حقيقة بقائهما في المؤخرة. ووصل المعدل ما بين الذهب والفضة إلى أعلى مستوى له على مدى ستة أشهر، بينما وصل المعدل ما بين الذهب والبلاتين لفترة وجيزة إلى مستوى متعادل للمرة الثالثة فقط منذ خمسة عشر عاماً. يظهر الرسم البياني أنه في الحالتين التي تم التوصل فيهما إلى تعادل ما بين الذهب والبلاتين، استجاب البلاتين فيهما إلى تفوق بالأداء بنسبة عشرين بالمئة خلال الأشهر التي تلت ذلك. واشار "أول س. هانسن" كبير مستشاري العملاء في ساسكو بنك "لقد سادت الأسواق حالة من الهدوء مع حلول نهاية الأسبوع، بينما كانت السلع التي شكلت نجوم الأداء خلال هذا الأسبوع من أمثال الفرنك السويسري والين والذهب على موعد مع جني الأرباح، ولكن مع التخوف من الإعلان عن بعض المبادرات السياسية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبين التقرير ايضا أن حجم تدفقات الاستثمار الداخلة في صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب خلال الأسابيع القليلة الماضية قد تساوت مع تلك التي حققتها خلال السبعة أشهر الماضية، وواصلت استثمارات المضاربة في الذهب تحقيق ارتفاعات نحو أرقام قياسية سجلت سابقاً. ورفعت مجموعة سي إم إي التي تدير عقود الذهب الآجلة في نيويورك هامش امتلاك عقد 100 أوقية بنسبة 22% ليصل إلى 5,500 دولار، مما يمثل 3.1٪ فقط من قيمة العقد. وبالنظر إلى التقلبات اللحظية الحالية، فمن المتوقع الوصول إلى ارتفاعات أخرى في الهامش، وبالتالي الحد من الاحتمالات الإيجابية على المدى القصير على الأقل. وقد يضطر بعض المتداولين إلى تقليص استثماراتهم، ومع ذلك، تواصل معدلات الطلب الفعلية والأسس تقديم الدعم، وبالنظر إلى خطر حدوث مزيد من التدخل في الفرنك السويسري والين، فإن العديد من المستثمرين يوجهون أنظارهم إلى الذهب باعتباره البديل الوحيد في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على كل الأسواق. وقال أول س. هانسن، كبير مستشاري العملاء "لقد عانت الأصول المنطوية على مخاطر مثل الأسهم والنفط، في حين انتقل المستثمرون الى الذهب والفرنك السويسري، كما هناك اعتقاد سائد بأن أسعار الفرنك السويسري قد تم تقييمها على ارتفاع وبنسبة أربعين بالمئة، حيث تبدو آثار ذلك واضحة للعيان من خلال طوابير الازدحام التي شكلها الهاربون من سويسرا للتسوق في ألمانيا وفرنسا. وذكر التقرير بأن أسعار القمح ارتفعت متأثرة بارتفاع أسعار الذرة، وقد تم تعويض انخفاض الإنتاج وزيادة الطلب على الأعلاف بتوقعات بانخفاض الصادرات، لا تزال إمدادات القمح كافية، وخصوصاً مع زيادة الإنتاج ومعدلات التصدير من روسيا مما يجعل السوق الدولية للعطاءات تتميز بمستوى تنافسي كبير.