- عروس يصر على اصطحاب عروسه للتصوير داخل نفق قضى به 21 يوما !! - استحمام الزوجات من "الغندرة أمام سيد البيت" إلى الزمن الإسرائيلي وأزمنة النزوح على أبواب انتهاء التهدئة الثالثة!!! (5) غزة، القرارة - 13/08/2014 سويعات قليلة على انتهاء التهدئة الثالثة، كالعادة نحن في قلق وترقب شديدين، مع كل انتهاء تهدئة ينشف ريقنا وتتوتر اعصابنا، النقاش مستمر بين الجميع من ظهر اليوم. عصرا ، أهالي المنطقة الشرقية القريبة من الحدود نزحوا غربا، طائرات ال اف 16 بدأت تحلق في السماء وصوت هديرها بدأ يقترب أكثر، هم يهددونا ويخيفونا ، نحن لا نخاف كثيرا!! الأخبار عن مؤتمر صحفي للوفد الفلسطيني الساعة التاسعة والنصف مساء، المحللون يبشرونا بفشل التهدئة ، شكرا لكم ايها المحللون الأفذاذ؟ بماذا تبشرونا؟! أنباء عن تأجيل المؤتمر الصحفي للوفد الفلسطيني الى وقت غير محدد، كل تأخيرة فيها خيرة، يقول المثل الفلسطيني! الدنيا ظلمة والعتمة شديدة والقمر تأخر عن الظهور، هل القمر حزين؟ فجأة الكهرباء وصلت دون سابق انذار ، شكرا للقدر ولشركة الكهرباء، الجوالات وشواحن الكهرباء وماتور المياه والكمبيوترات تم تهيئتها للشحن والعمل، هدأ البيت وكل فرد من أفراد الأسرة اهتم بكمبيوتره أو بمتابعة التلفاز أو جواله. هل هناك تمديد للتهدئة أم أننا على موعد مع تجدد للعدوان، لا أحد يحب الحرب ولكننا أيضا لا نقبل المذلة، لن ننام الا ولدينا اجابة حول التهدئة! اللهم اهدي وفدنا ليريح بالنا، نحن في انتظاركم، نحن في انتظار سماع أخباركم، لا تتأخروا كثيرا علينا، نرجوكم أوقفوا الحرب!!! ملاحظة : بشرونا بهدنة 120 ساعة مش 72 ساعة ، والله لنكيف ، بس الطيران ال اف16 في الجو وأخبار عن خمسة خروقات للتهدئة!!! العرس الفلسطيني زمن الحرب (6) غزة - 13/08/2014 يؤجل الفلسطينيون حفلات زواجهم وأفراحهم لفصل الصيف، الصيف واسع والدنيا فيه براح، يخطط الأهل للفرح في الصيف حتى تجتمع الأسرة ويعم الفرح ويتمتع الجميع. يعود الأهل والأحباب من اجازاتهم من الخارج إن حنت عليهم دول العالم وساعدتهم على عبور المعابر وعدم الارجاع القصري من المطارات. في الصيف ايضا، يكون طلاب المدارس والجامعات قد انتهوا من دراستهم وامتحاناتهم وقد تفرغوا للفرجة والفرح إن وجدوا لذلك سبيلا، نحن نحب الحياة كما أكد على ذلك شاعر روحنا، ونعرف الطريق الى الفرح ونستطيع أن نفرح ان استطعنا أن نكمشه في غفلة من الزمن ومن الظلم! في زمن الحرب كل الخطط تفشل وكل التحضيرات والتجهيزات تبوء بالخيبة، قد يفشل مخططك بسبب استشهاد العريس واضطرار العروس التي لم تفرح بعد أن تنزوي في ثياب الحداد. وقد تصاب العروس في بدنها أو عقلها بسبب الضغط النفسي للحرب على أعصابها الرقيقة، أو بسبب شظية صغيرة جدا من احدى دبابات العدو أو بارجاته تحولها الى مقعدة ما بقي لها من حياة في هذا العمر القصير،أو تفقد العروس مصاغها تحت ركام بيتها المقصوف حديثا بصاروخ واحد فقط من صواريخ ال اف 16. من يشتري مصاغا لك يا زهرة ، والدك الفقير أم عريسك العاطل عن العمل؟ أو قد ينهدم جدران بيتك على طقم العرس وغرفة النوم الذي اشتريته بالتقسيط، وحفظته في الغرفة بعيدا عن أعين الحساد ونطنطة الأطفال المبهورين . حرمت نفسك من أن تنام حتى ولو ليلة وحيدة عليه برا بقسمك الذي أقسمته لعروستك. كان النزوح عن البيوت سببا كافيا لتوقف كل أفراحنا وضيع كثيرا من أحلامنا، أين سنحمم العريس؟ واين سنحني العروس؟ الحرب هي السبب الأساسي للخبطة كل مخططاتنا وأفراحنا ، الحرب لا تعرف الا زيادة الأحزان والأتراح، وبالرغم من ذلك لم يجد الشاب عمر النازح في احدى مدارس الأونروا في مخيم الشاطئ للاجئين بدا ومناصا من دعوة كل أحبابه وأصدقائه النازحين، في مدارس الايواء والمساجد والدواوين والمستشفيات والشوارع، لحضور حفل قرانه على عروسه هبة النازحة من قرية بيت لاهيا الى احدى مدارس الاونروا . ابداع فلسطيني وثقة بالحياة! ويوسف الفلسطيني عزم عروسة ليتصور معها في أعز وأحب الأماكن على قلبه، التقطا الصور سويا في احد الأنفاق التي حُجز بداخلها واحد وعشرين يوما! انه الفلسطيني الجديد الذي لا يترك للفرح مكانا الا اغتنمه، انه الفلسطيني الذي يعشق الحياة ويقدرها؟؟؟ إنها رسالة الفلسطيني للعالم!!! قالها شاعرنا محمود درويش : طوبى لشيء لم يصل!!! هذا هو العرس الذي لا ينتهي. في ساحة لا تنتهي. في ليلة لا تنتهي. هذا هو العرس الفلسطينيّ. لا يصل الحبيب إلى الحبيب. إلاّ شهيدا أو شريدا. أوقفوا الحرب!!! اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل النظافة والاستحمام زمن الحرب (7) غزة - 14/08/2014 في أواخر الستينات وقبل دخول الكهرباء الى بيوت الزينكو والكرميد والأسبست التي كنا نسكنها في مخيماتنا الضيقة ولكن الحنونة، كان يوم الجمعة وما زال يوما مقدسا عند الفلسطيني عامة وأبناء المخيم خاصة. فهو بالإضافة الى أنه يوم صلاة الجمعة والتقرب الى الله، ولبس الملابس النظيفة لمقابلة الله في بيته بما يليق بجلاله، فهو يوم الحمام الأسبوعي للعائلة. العائلة لا بد أن تستحم وتغسل ملابسها في يوم واحد، لا يوجد بذخ لا في المياه التي تنقلها النساء والفتيات من حنفيات المياه العامة بعد أن تحجز دورا لجرارها الفخارية، يطول هذا الدور والطابور وقد يصل الى ساعات في فصل الصيف. وقد ينتج عنه عراك وشجار وصراخ تكون ضحاياه تكسير احدى الجرار أو قد يصل الأمر الى شد الشعر وقليلا أو كثيرا من السباب ينتهي بتدخل الجيران الطيبين وحل المشكلة في نفس اليوم. أهل المخيم بسيطون وطيبون، ليس بحاجة لا الى عطوة عشائرية ولا الى وجوه وضمانات كما أنهم لا يحبون ولا يثقون بمن يدعوهم الى الهدنة والتهدئة، يثقون بالحلول السريعة والناجزة!!! تحمل النساء جرار المياه فوق قطعة من قماش "حواية" على رؤوسهن، بينما تحمل الفتيات "العسلية" وهي أصغر من الجرة فوق رؤوسهن، ترشح المياه من الجرار والعسليات على شعر النساء والصبايا وتتجمع على جباههن وتتساقط رويدا رويدا على صدورهن تبلل ملابسهن الرقيقة. ويساعد الأولاد بنقل المياه بواسطة الأباريق او المشربيات متعددة الألوان، ويتم تخزين المياه في "مزيرة" داخل البيت أو في "زير" لتبريد المياه قبل شربها. كان الكاز الذي يستخدم لإشعال البوابير عزيزا وغاليا وليس من الحكمة أو الاقتصاد استخدامه في تسخين المياه للغسيل، قد تضطر لذلك بعض الزوجات الشابات أحيانا ان لزم أن يستحم الزوج في الصباح الباكر ليلحق صلاة الفجر أو ليذهب الى عمله باكرا!!! في الصيف تكفي حرارة الشمس لتدفئة المياه للاستحمام ، وان لم تكف، فإشعال قليل من الأوراق أو بعض قطع الخيش البالية "الشرايط" كفيلة بتسخين المياه في السخان الزينكو الذي يكفي لتحميم كل الأسرة وغسل ملابسها بعد أن يضاف اليه الماء البارد لتقليل حرارة وسخونة مياهه. يوضع الماء في "لجن" الحديد ويتناوب الأولاد واحدا واحدا ثم تتلوهم البنات، ولا مانع أحيانا أن يكون الحمام جماعي لكل الأولاد والبنات، يطرطشون المياه والصابون على أعين بعضهم ويتصايحون ويضحكون ويتباكون، حياة بسيطة ولكنها جميلة وهنية! يتم تجميع الملابس، الهدوش والخرق، التي خلعها "قلعها" الأبناء في "لجن" الحمام وما تبقى به من مياه مخلوطة بالصابون، تبدأ حفلة تنظيف هذه التي تسمى ملابس بفركها باليدين وبقطع الصابون الثقيلة، تجتمع على اللجن الأم وبناتها الكبار قبل أن يستحممن، من أجل انجاز هذه المهمة الأسبوعية، لذلك فان أغلب أمهاتنا يعانين من ألم في مفاصل اليدين بسبب تلك المهمات الشاقة! تُختم حفلة الاستحمام والغسيل بأن تستحم الأم بما تبقى لها من الماء، تخرج من الحمام تتغندر أمام سيد البيت، وشعرها مبلول لتسرحه بمشط العظم متلاصق الأسنان بعد أن تدهن شعرها بقليل من الكاز لتنظيف الشعر مما علق به أو اختفى بداخله من القمل والسيبان. كان يوم الجمعة كذلك، هو يوم اجتماع الأسرة لتناول طعام الغداء الشهي والدسم ، في هذا اليوم لا مكان لأكل طبيخ البصارة أو فتة العدس أو المجدرة، إنه يوم الدسم والمقلوبة أو صنية الفتة والرقاق أو المفتول مع دجاجة عتقية بلدية أو بطة سمينة لمن يربون الدواجن والبط في بيوتهم، أو قليل من العظم مع اللحم قبل أن نتعرف على الدجاج الأبيض "الاسرائيلي" أو عتاقي الدجاج الأحمر رخيصة الثمن، قبل البدء في تناول الطعام، تقسم الوالدة أو الجدة ما قسمه الله من اللحوم، وتناول كل واحد قطعته في يده! فيضعها أمامه ليمعن النظر فيها ويتفحصها جيدا واضعا خطة دقيقة ومحكمة من أجل التمتع بتفسيخها وأكلها، طبعا يكون نصيب الأسد لرجل البيت السيد لأنه هو الذي يتعب ويشقى على العيال وأمهم!. يبدأ كل فرد بالتهام الفت أو الرز أو المفتول من أمامه خوفا من ضياع نصيبه تاركا حصته من الهبر لختام المعركة السعيدة، ليأكلها نتفة نتفة، وليمضغها بتلذذ وعلى أقل من مهله، ليغيظ من استعجل من أخوته ولم يصبر على التهام نصيبه الأسبوعي أو الشهري من اللحمة المقدسة. المصيبة أن الأوامر قد تصدر له فجأة بإعطاء أخيه الصغير نتفة من لحمته بعد أن التهم هذا الصغير حصته، ليس من الغرابة أن تنتهي هذه الحفلة في هذا اليوم المبارك بكأس من الشاي الساخن مع المرمرية أو النعناع خاصة ان كانت الدنيا شتاء، أو بطيخة كبيرة أو صينية من الصبر أو العنب إن كان الفصل هو الصيف، في الزمن الاسرائيلي انقلبت جمعتنا الى يوم السبت، حيث يرجع "عمال اسرائيل" الذين يبيتون في أماكن عملهم طيلة الأسبوع وكذلك فهو يوم الاجازة لجميع عمال اسرائيل، يرجع العمال مشتاقين لزوجاتهم ولطعامهن الشهي!!! في ذاك الزمن الاسرائيلي امتلأت موائدنا يوم السبت بالدجاج الأبيض السمين ولحمه المتفل قليل الطعم والنكهة، ذهب الزمن الجميل وانصرف الزمن الإسرائيلي، دهمتنا فجأة ودون سؤال زمن الانتفاضات، ثم كان زمن الحروب، حرب كل سنتين أو أقل، وهذا هو زمن الحرب والنزوح والايواء، تشردنا من بيوتنا، نزح المحظوظون منا الى مدارس الأونروا، والآخرين لم يجدوا غير الشوارع والمشافي ودواوين الأجاويد وبعض الأهل والأصدقاء ملجأ ومأوى لهم ولعائلاتهم. في هذا الزمن الجديد، حاولت الأم الفلسطينية أن تتدبر حمام أبنائها ونظافة ملابسهم القليلة، ليس مهما أن تستحم هي، ولا داعي ومن غير الممكن ان يستيقظ الرجل باكرا ليستحم ويلحق صلاة الفجر، فهو ينام في مكان بعيد عنها وعن الأطفال!!! خمسين أو سبعين فردا في كل فصل "مأوى"، أطفال ونساء وأولاد وبنات، أما الرجال والشباب فمكانهم ساحة المدرسة الضيقة!!! المياه قليلة ومن غير الممكن تدفئتها أو تسخينها. رغم ذلك، فهذه الأم التي أشادت بها منظمة اليونسيف للأمومة والطفولة بسبب مثابرتها واجتهادها في الحفاظ على تطعيم أطفالها ضد الأمراض المعدية، لتحقق فلسطين بفضلها أعلى معدلات تطعيم الأطفال ليس على مستوى الإقليم فقط بل وعلى مستوى دول العالم أجمع، تحية للأم الفلسطينية، تحية للمرأة الفلسطينية ، تحية لكل الماجدات! اهتمت هذه الأم بتوفير المياه الى أبنائها وحاولت قدر الاستطاعة أن تدفئها وتحمم الأطفال في عرس جماعي داخل الفصول في مدارس الأونروا للإيواء النازحين، حممتهم في حمامات المساجد والمستشفيات، ذهبت للبيوت القريبة من مأواهم وسخنت قليل من المياه عند الجيران! ذهبت مهرولة في ساعات التهدئة القليلة لتستحم في بيتها وتبدل ملابسها في غفلة من رصاص القناص الاسرائيلي أو شظايا دباباته وصواريخه، استخدمت كل الوسائل والحجج لتحافظ على نظافتها ونظافة أبنائها لتحميهم من الأمراض والأوجاع والأوساخ. طوبى لنسائك يا فلسطين، حافظوا على الأمومة والطفولة، أوقفوا العدوان!!! أوقفوا الحرب!!!