يوميات جحيم غزة وجنتها غدا أول ايام عيد الاضحى!!!(40) غزة 27/07/2014 غدا أول ايام عيد الاضحى!!! أبلغنا الشيخ بارك الله فيه بعد صلاة العشاء أن تركيا المسلمة قد أعلنت أن غدا هو أول أيام العيد،ثم دعا شيخنا و أمن ثلاثا أن يبارك و ينصر تركيا قيادة و شعبا،هل أصبحت إسطنبول أكثر قدسية من مكة و مدينة الرسول و القدس ؟!هل إنتقلت الفتوى من الازهر والزيتونة الي بلاد الترك؟!ما هذا الخبل ؟ المهم أن غدا أول أيام عيد الاضحى،حيث ضحى ابناؤك يا إبراهيم بألف و 63 رقبة من رقاب أبوهم اسماعيل،و في الايام القادمة سيقدمون ضحايا جددا من بين الستة الاف مصابا من أبنائهم،فهل رضي الرب عن أبنائك يا إبراهيم،هل قبل الأضحيات التي نُحرت على بابه،هل قبل دمها و شعرها و أظلافها؟ غدا هو أول أيام عيد الأضحى،لا سلامات فيك أيه العيد...ولا زيارات...لن نقدم الحلوى و الكعك،سنشرب القهوة المرة، سنزور شهدائنا و نُعيد على جرحانا و نعزي نازحينا و نواسيهم،لنا الله ايها العيد غير السعيد!!!! خانيونس ، المعسكر(41) 28/07/2014 العيد في زمن الحرب فجرا،صباح العيد الحزين،لم نستحم ولم نلبس جديدا ولم نعطر اجسادنا اللزجة برائحة العرق والتراب باي من العطور،صلينا الفجر وكبرنا وحمدنا الله. سمعت تكبيرات النازحين في مراكز الايواء في المدارس والدواووين والشوارع وهي تئن ألما وحزنا على فراق الأحبة والديار،لم يرق تكبيرنا المنخفض للشيخ المتحمس وطالبنا أن نرفع أصواتنا شكرا لله على الانتصار!! عنون خطبته ب "لوحة الانتصار وعبق الدم والشهادة"،وبشرنا بالنصر بالرغم من أن المعركة لم تنته بعد.وهنأنا بقصف بيوتنا واستشهاد ابناءنا ومعاناتنا لان ذلك كله في ميزان حسناتنا! زرنا جرحانا في مستشفى ناصر وتمنين لهم الشفاء والصبر على الألم والجراح ،شاركنا أهلنا في إيواء النازحين في مدرسة الوكالة من جيراني الأعزاء ،سمعنا شكوهم من نقص المياه وسوء الحال،تمنينا لهم ولأنفسنا سرعة العودة بالطبع ليس لفلسطين بل لبيوتنا في القرارة والشرقية. عيد وبأي شكل ونصر وحزن وألم جئت يا عيد!سنفرح فرحا قليلا لنغيظ الأعداء فقط لكي لا يشمتوا فينا كثيرا! الزحمة زمن الحرب (42) 29/07/2014 غزة - خانيونس المعسكر الحرب زحمة، تخرب الحرب كل البنية التحتية وتخلق ازمات وكل ازمة تولد ازمة جديدة،الزحمة تولد زحمة. نزحت مع اسرتي صباح يوم الجمعة الموافق 18/07/2014 من القرارة شرق خانيونس الى المخيم غرب خانيونس،المخيم يشكو من الزحمة والاكتظاظ بطبيعته. زحمة في مدارس اللاجئين التابعة للأنروا والتي تستخدم كمراكز ايواء للنازحين،زحمة في مراكز الايواء والتي تزدحم ب 75 الف نازحا في 18 مدرسة هي كلمدارس الوكالة في مخيم خانيونس، الوضع في باقي مدن قطاع غزة لا يختلف كثيراان لم يكن أسوأ. زحمة في الغرف الدراسية حيث يعيش في كل غرفة 50 طفلا وامرأة، والرجال يقتلون أوقاتهم في الساحات والطرقات والمساجد، دمرت الطائرات الاسرائيليةمحطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة مما أدىالى اشتعال النيران فيء خزانات الوقود لليوم الثالث على التوالي. نقصت ساعات امداد المنازل بالكهرباء من 6 ساعات الي ساعتين فقط يوميا،النازحون والمقيمون يزدحمون حول المياه حيث يعاني الجميع من نقص شديد في مياه الشرب ومياه الاستخدام المنزلي،شحت المياه وتفاقمت أزمتها ولم نعد نجد مياه للشرب الا بصعوبة قصوى. ارتفع ثمن كوب مياه الشرب من 20 الى 50 شيكل ومن الصعوبة الحصول عليه،طفحت برك المجاري وتوقفت ماكينات الصرف الصحي عن العمل،الزحمة والاكتظاظ السكاني أديا الى انتشار الالتهابات التنفسية والنزلات المعوية بين الاطفال والكبار،زحمة في عيادات الوكالة الصحية التي تعاني من شح في الادوية وزحمة امام الصيدليات لشراء الادوية. الاوضاع الصحية تدهورت واصبحت فوق طاقة ومقدرة الجميع،زحمة امام المخابز والوقوف بالطابور بالساعات للحصول على ربطة خبز،زحمة أمام بائعي الفول والحمص والفلافل، منذ 3 أيام وانا احاول ان احصل على طبق من الفول ولكن لم اتمكن بسبب الزحمة. الزحمة والنقص في الاساسيات والقصف المتواصل ضيقن اخلاقنا واصبحنا ننرفز لأتفه الاسباب،زحمة في البيوت، 7 عائلات من أكثر 50 فردا تتكدس كالفسيخ فوق بعضها في بيت الاهل. سجلت اليوم انا واخوتي النازحين الثلاثة وعائلاتنا في مركز ايواء مدرسة الخالدية للاجئين في مخيم خانيونس خوفا من القادم، القضايا الخاصة تشكل أكثر حرجا وألما على النفس ، من الصعب البوح به، مثلا، كيف ستقضي حاجاتك الانسانية وتدخل المرحاض بدون ماء، اضطررت بالأمس اناذهب لمنزل اختي على بعد 500 متر من اجل ذلك!!أما الاستحمام من هذا العرق والقرف فيمثل ألما آخرا وامنية من الصعب تحقيقها، زحمة في السوق أمام الحاجات الاساسية،زحمة أمام قسم الطوارئ في المستشفيات لانتظار الجرحى والشهداء،زحمة في بنوك الدم للتبرع بالدماء للجرحى،زحمة في ثلاجات الموتى التي تتكدس بالشهداء. عندما تصل الكهرباء نزدحم حول شواحن الجولات وشواحن الكهرباء،الجوالات لا تعمل ساعات طويلة يوميا بسبب قصف محطات الارسال ، أما استخدام الانترنت فهو أمر يحتاج الى التنقل من منطقة الى أخرى. الآن الساعة العاشرة صباحا، تقصفنا الطائرات الاسرائيلية بالمناشيرالطائرة بالإضافة الى صواريخها القاتلة، تدعي أنها تحرص علينا وتحذرنا منالتواجد بالقرب من أبنائنا، مذيلة منشورها بقائمة بأسماء شهدائنا لتخيفنامن أن يكون هذا هو مصيرنا، هم لا يعرفون أن الشهادة أمنيتنا وطريقنا بالرغم من اننا نحب الحياة ما استطعنا الى ذلك سبيلا. فلتتوقف الحرب!!! فليتوقف العدوان والهمجية الإسرائيلية!!!! -------------- هدنة بطعم الموت (43) غزة مخيم خانيونس، الجمعة 01/08/2014 وصلني ليلا رسالة قصيرة حول هدنة لمدة 72 ساعة،لم أفرح كثيرا، مازلت متوجسا وقلبي منقبضا،سنرتاح قليلا، هي في العرف " وجه على المتخاصمين من أجل حجز الشر"لم نسيتقظ لصلاة الفجر كالعادة، خسرنا صلاة الجماعة في المسجد وصلينا في البيت. صباحا:تحلقنا حول طعام الفطور، فول وفلافل وبيض،حضر أحد أبنائنا الغائبين، لم نفرح كثيرا وزاد خوفا وتوجسا، لم نُظهر ذلك له،الآن زاد خوفنا على أبنائنا العائدين وعلى بيوتنا المعرضة للقصف من طائرات العدو. أصوات الإنفجارات والقصف المدفعي من البر والبحر تسمع من بعيد،أنباء عن إشتباكات في رفح و إختفاء جندي إسرائيلي،اندفعت سيارات الاسعاف من الفجر إلي المناطق الشرقية المنكوبة،يحاول المنقذون جمع اكبر عدد من جثث أبنائنا القتلى \الشهداء،الجثث متحللة ولايمكن التعرف على أصحابها، تصل إلي المستشفيات في أكياس من النيلون بألوان مختلفة، أنباء عن وصول أكثر من 50 جثة متحللة من مختلف مناطق قطاع غزة، تصل سيارات الإسعاف مسرعة إلي المستشفيات فيهرع إليها العشرات من الشباب من أجل الفرجة والمساعدة،هذا يعيق عمل المسعفين والطواقم الطبية. منظر البيوت المهدمة والمدمرة يثير الصدمة والقشعريرة في جسد من استطاع الوصول إلي منطقته المنكوبة، أحياء بالكامل قد دمرت،من الفجر ونحن نعد أسماء من استشهدوا من حينا الصغير،فقد حينا 5 من جيراننا الشهداء. اتفقنا أن نتناول طعام الغداء سويا في بيت الاهل، لحم ورقاق ورز، ثم نغادر بعد صلاة الجمعة ، كل الي بيته، فهل نتمكن من تناول غذائنا سويا؟هل سنصل بيوتنا اليوم، هل ستستمر الهدنة وننعم ب 72 ساعة من الراحة ، الساعة الثانية عشرة ظهرا :تأكدت الأنباء عن خطف جندي إسرائيلي،إسرائيل تبلغ الأممالمتحدة عن إنتهاء التهدئة،أنباء عن مجزرة في شرق رفح وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء، 40 أو 70 أو أكثر من ذلك أو أقل وقصف مستشفى كمال عدوان في رفح. أنباء عن رجوع الوفد الفلسطيني من مصر،يا فرحة ما تمت ، فقط 3 ساعات من الأمل الضعيف براحة من أيام الحرب الطويلة. ترك العديد من الشباب المساجد وقت صلاة الجمعة خوفا على أحبتهم العائدين من الاستهداف بالطائرات الإسرائيلية وليبلغوهم بوقف التهدئة،لم تبدأ فرحتنا حتى تنتهي بهذه السرعة ويحل محلها كل هذا الخوف والتوجس والقلق على الأهل والأحبة. قصف مركز من طائرة بصاروخ f16 بالقرب من مسجد الرحمة، أصوات الإنفجارات بدأت تتزايد وتقترب أكثر من مسامعنا، لغط كبير في المسجد بينما الخطيب يلقي موعظته حول عاقبة التخلف عن الجهاد "وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ "، قطع الخطيب خطبته وأنهى الصلاة بسرعة ، بالرغم من تعود هذا الخطيب على الاطالة في خطبة الجمعة، طلب الخطيب من المصلين مغادرة المسجد فورا خوفا من قصف المسجد، من أي الأبواب نخرج، أي الأبواب أكثر سلامة وأمنا؟ هرولنا مسرعين إلى البيت،أعلنت بعض الفصائل أنه لا يوجد جندي إسرائيلي مختطف وأنّ هذا الإدعاء من الطرف الإسرائيلي هو من أجل تخريب التهدئة،لم تكتمل فرحتنا بتناول طعام الغداء سويا. لم يكتب لنا أن نفرح ،ولم يكتب لنا أن نرجع إلى بيوتنا ونكحل عيوننا برؤية ما تبقى منها !!!إنتهت التهدئة بعد أقل من 3 ساعات فقط؟!!! اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل ..