بعد أن غرقت فى دوامة العنف - حفتر يستعد لعمل عسكري بعد هزيمة بنغازي - المتحدث باسم ب "عملية الكرامة": تركيا وقطر وراء الفوضى - الغرب يواجه الفوضى بسحب الدبلوماسين منذ أسابيع وليبيا غارقة في العنف، حيث تعرضت أجزاء كبيرة من مطار طرابلس الدولي للدمار، ما دفع الحكومة لطلب مساعدة المجتمع الدولي، كما ازدادت الأوضاع الأمنية في ليبيا تدهورا بعد المواجهات المسلحة بين الميليشيات في طرابلس و بنغازي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وسقطت أهم قاعدة عسكرية في بنغازي شرق ليبيا، في أيدي مسلحين إسلاميون متشددون، في وقت تخوض فيه السلطات معارك دامية للسيطرة على عشرات الميليشيات في العاصمة طرابلس المهددة بكارثة جراء حريق هائل شب في خزانات للمحروقات، نتيجة اشتباكات بين الميليشيات المتناحرة. وبقي الحريق مشتعلا في خزانين للمحروقات النفطية يحتويان على ملايين الليترات من الوقود قرب مطار طرابلس، وأعلنت السلطات أن الحريق "خارج السيطرة" محذرة من "كارثة إنسانية وبيئية". أطراف القتال الرئيسية هما مجموعتان مسلحتان، الأولى من قبيلة الزنتان في الجبال، والأخرى من مدينة مصراتة الساحلية، آثر عداء قديم بينهما منذ عشرات السنين يتمحور حول شرف القبيلة والمال والموارد الطبيعية، والسلطة بطبيعة الحال. رئيس كتائب الزنتان هو اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يُحكى عن صلاته الوثيقة بالمخابرات الأمريكية، وهو رفيق درب لفترة طويلة للعقيد القذافي، يعوّل على تلقي دعم الكثير من زعماء القبائل، وكان حفتر أعلن تكوين وحدات عسكرية لمحاربة المجموعات المسلحة في بنغازي. واتهمه معارضوه بالقيام بانقلاب ضد نظام الثورة، انضمت إلى قوته العسكرية أو أعلنت دعمها له عدة وحدات من الجيش أبرزها: سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية. فى المقابل يقال إن خصومه من كتائب مصراتة يحصلون على دعم ثوار سابقين وإسلاميين من مدينة مصراتة وجماعة الإخوان المسلمين. وتدور المعارك منذ 13 يوليوفي جنوب العاصمة الليبية وعلى الأخص في محيط المطار بعد هجوم شنه المقاتلون المحسوبون على الإسلاميين والثوار السابقين من مدينة مصراتة، حاولوا فيه طرد كتائب الزنتان من المطار المغلق منذ ذلك الحين. وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن مئة شخص وجرح 400 آخرين. وفشلت حتى الآن جميع جهود الوساطة التي قامت بها الحكومة لوقف المعارك وباتت الآمال معلقة على البرلمان الجديد، الذي قد يفرض وقف المعارك، فى حلم يراه العديد بعيد المنال. الغرب يواجه الفوضى بسحب الدبلوماسين تغطي غيمة من الدخان الأسود سماء العاصمة الليبية طرابلس، مصدرها الحريق الهائل الذي شب في خزان للوقود في مستودع كبير بالقرب من المطار، رجال الإطفاء فقدوا السيطرة على الحريق الذي نشب في المستودع الواقع على طريق المطار في العاصمة الليبية طرابلس بسبب الاشتباكات الدائرة بالمنطقة منذ أسابيع، والحريق وصل إلى خزان آخر. والوضع ينذر بكارثة إنسانية. فالخزان المحترق يحتوي على تسعين مليون لتر من البنزين. كما أن هناك خزان للغاز يمكن أن ينفجر بأي لحظة أيضا. الحكومة أعلنت عن عجزها السيطرة على الوضع وعلى الحريق وطلبت المساعدة الخارجية لإخماد الحريق باستخدام طائرات الإطفاء. سقطت ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين فريسة لأسوأ أعمال عنف فيها منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي مما دفع الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة إلى إجلاء دبلوماسييها عن طريق البر إلى تونس مصحوبة بحماية طائرات F-16. كما سحبت ألمانيا ودول أوروبية أخرى دبلوماسيها. بعد هزيمة بنغازي.. حفتر باق في ليبيا نقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية تصريحات للعقيد محمد حجازي، المتحدث باسم ما بات يعرف ب "عملية الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يقول فيها إن حفتر موجود في بنغازي "وبصحة جيدة وبمعنويات عالية، وهو من يقود المعارك ويرتب الصفوف لعملية عسكرية ضخمة للقضاء على هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة"، في إشارة إلى المجموعات الإسلامية التي دخلت المدينة. وكشف حجازي عما وصفه ب"عمل عسكري كبير خلال أيام أو أسبوع للقضاء على المتطرفين"، حسب وصفه. ونفى وجود خلافات بين اللواء حفتر والعقيد ونيس بوخمادة آمر القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش الليبي، قائلا: "انسحاب القوات الخاصة من معسكرها في بنغازي، كان تكتيكا مقصودا"، مضيفا: "هذه استراتيجية عسكرية، نحن نقاتل أجهزة مخابرات عالمية مثل المخابرات القطرية والتركية، هذه طبخات تعد في أروقة هذه المخابرات"، ووجه حجازي اتهامات خطيرة لتركيا وقطر بالوقوف وراء الميليشيات الإسلامية المتطرفة. وكشف حجازي النقاب عن مشاركة مقاتلين من مصر والجزائر وفلسطين وجنسيات أخرى في المعارك الأخيرة التي شنها المتطرفون ضد الجيش الليبي في بنغازي، مؤكدا: "هناك مقاتلون شاركوا من داعش قاتلوا في سوريا وهم من الجزائر ومصر، ولدينا بعض المعتقلين وآخرهم فلسطيني كان يقود سيارة عليها مدفع دوشكا كان يقاتل مع الخوارج الجدد وبعد استكمال التحقيقات سيتم عرضهم على وسائل الإعلام"، والكلام للمتحدث باسم حفتر. وكانت صحيفة " الحياة" اللندنية قد ذكرت في وقت سابق أن اللواء حفتر غادر ليبيا إلى مصر لقضاء إجازة العيد. وجاء تقرير الصحيفة عن مغادرة حفتر وسط أنباء عن قيام المقاتلين الإسلاميين بفرض سيطرتهم على بنغازي وإلحاقهم هزيمة كبيرة بقوات الصاعقة التابعة للواء حفتر وإجبارها على الانسحاب من آخر معسكراتها في مدينة بنغازي باتجاه مرتفعات خارجها، وبذلك انحصرت سيطرة حفتر على مدينة طبرق وبعض أطراف بنغازي.