من يوقف الهمجية الاسرائيلية؟ - الاستنكار والإدانة وسيلة العرب لمواجهة الاعتداءات الصهوينية - أستاذ بجامعة غزة: مصر تظل الركيزة الأساسية في القضية - المساعادت المصرية تقلصت 70% منذ عهد مرسي - خبير الأمني: حماس رفضت التهدئة لتوريط مصر - "6 أبريل" تعلن أسفها لموقف المباركين للعدوان على غزة - موقف القاهرة غامض.. ومفاوضات سرية بين المخابرات وصل التصعيد الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطسيني وقطاع غزة ذروته بعد بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية على قطاع غزة أطلق عليها "الجرف الصامد" إيذانا ببدء مجزرة جديدة ضد الفلسطينين، فيما واصلت طائراته الحربية شن غارات على مناطق عدة في وسط وشمالي القطاع ، وسط تأكيدات من قيادة الجيش أن العملية تتصاعد بصورة تدريجية وفقا للتطورات على الأرض، كما يواصل أيضا حشد القوات البرية بمحاذاة قطاع غزة، واستدعي الجيش الإسرائيلي 40 ألف من ضباط وجنود قوات الاحتلال تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق . ويؤكد خبراء أن جيش الاحتلال يسعى من خلال عمليات التصعيد المتواصلة ضد قطاع غزة لخلط الأوراق على الساحة الفلسطينية لتحقيق عدة أهداف أهمها حل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني وإحراجها أمام الشعب الفلسطيني بعد أن سببت حرجا لإسرائيل بسبب اعتراف الولاياتالمتحدة بهذه الحكومة، وكذلك تصدير الأزمات الداخلية التي تعاني منها حكومة نتنياهو. التصعيد الإسرائيلي بدأ في التزايد منذ اختفاء ومقتل الشبان المستوطنين الثلاثة في مدينة الخليل حيث حملت إسرائيل حركة حماس المسؤولية عن الحادث وتوعدت بالإنتقام، وشنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة في الضفة وغزة لقيادات من حماس، الأمرالذي قابلته حماس بإطلاق صواريخ على مناطق مختلفة من اسرائيل. وزادت حدة التوتر والاتهامات المتبادلة بعد قيام مستوطنين باختطاف الفتى محمد أبو خضير - والذي يبلغ من العمر 17 عاما - واغتالوه انتقاما لمقتل المستوطنين الشباب الثلاثة وقد عثر علي جثة الفتي محروقة بدير ياسين. وقبل بدء عملية الجرف الصامد، شهدت الاوساط الاسرائيلية حالة من الجدل بشأن الرد المناسب على عملية مقتل الشبان الثلاثة، حيث تباينت الآراء داخل المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية حول مستوى الرد الاسرائيلي على مقتل المستوطنين الثلاثة، حيث اقترح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان شن حرب شاملة على قطاع غزة وإعادة احتلالها بالكامل واجتثاث حركة حماس واسماها" عملية السور الواقي 2" ، ووجه ليبرمان انتقادات حادة لنتنياهو بسبب ماوصفه بالرد المتهاون من قبل اسرائيل تجاه حركة حماس وادت الى انفصال حركة "اسرائيل بيتنا" التي يقودها ليبرمان عن حزب الليكود، فيما دعا وزير الاقتصاد نفتالي بينيت الى اطلاق مشاريع استيطان واسعة في الضفة الغربية ، أماوزيرة العدل تسيبي ليفني، فدعت الى ردود غير انتقامية ولا تثير ردود فعل في الحلبة الدولية، رافضة اقتراحات ليبرمان وبينيت. من جهتها، تعهدت حماس بالرد على الهجمات الصهيونية، قائلة إن "اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا"، وأشار حسام بدران المتحدث باسم حماس إلى ان التطورات الراهنة قد تؤدي الى اشتعال فتيل انتفاضة جديدة، وتوعدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس "برد مزلزل". وأدانت حماس في بيان لها قصف إسرائيل للمنازل قائلة إنه "يتجاوز كل الخطوط الحمراء" وهددت بإطلاق صواريخ لمسافات أبعد، وقال نشطاء بالحركة "سنرد بتوسيع نطاق أهدافنا". في الوقت نفسه، لاتزال بيانات الشجب والإستنكار والإدانة هي وسيلة الدول العربية لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والمجازر ضد الشعب الفلسطيني دون اتخاذ اي إجراءات حقيقية تحول دون إهدار الحقوق الفلسطينية، وقابل هذا الصمت العربي موقف غربي وأمريكي لايختلف عن الموقف الإسرائيلي فهو يتحدث عن الصواريخ الفلسطينية التي تصيب بضعة مستوطنين بجروح وترى فيها إرهابا في حين تغمض العين عن الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة التي أصابت وأودت بحياة المئات ودمرت عشرات المنازل والمؤسسات. وأيدت الولاياتالمتحدة التصعيد الاسرائيلي وتحدثت على لسان جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية الامريكية عن "حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها" من الهجمات الصاروخية من جانب جماعة حماس "الإرهابية"، على حد وصفها . من جانبه، يرى الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون بجامعة غزة وعضو حركة فتح بالقاهرة، أن عملية الجرف الصامد التي تقوم بها إسرائيل هي محاولة للخروج من عزلتها الدولية بعد نجاح الفلسطينين في تحقيق الوحدة وتشكيل حكومة التوافق والتي لاقت قبولا وإعترافا دوليا حتى من حليفتها الولاياتالمتحدة، من جهة أخري تسعى للخروج من أزمتها الداخلية وتفكك الائتلاف الحكومي لذلك لجأ نتنياهو الى التصعيد. وأضاف الحرازين في تصريحات خاصة ل"المشهد" أن اسرائيل استغلت حادث مقتل المستوطنين الثلاثة وهو حادث جنائي بالأساس ولم تنتظر انتهاء التحقيقات وسارعت بالانتقام من حماس، فهي تريد دائما ان تلقي بالكرة في الملعب الفلسطيني وتصويرهم على انهم ارهابيون لتأليب الراي العام الدولي عليهم. وعن الموقف المصري، قال الدكتور جهاد أن مصر كانت وستظل اللاعب الأساسي والركيزة الأساسية في القضية الفلسطينية وأنه مهما حدث من تجاوزات من فصيل معين فإن هذا لن يؤثر على الموقف المصري من القضية الفلسطينية، وأن هناك جهودا مضنية تقوم بها مصر لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني بدليل الاتصالات المستمرة بين الرئيس السيسي والرئيس أبومازن وكذلك اتصالات الرئيس السيسي بالأمين العام للأمم المتحدة. من جهته، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مجلس الأمن الدولي الى الانعقاد الفوري لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أسفر عن سقوط أكثر من 14 قتيلا والعشرات من الجرحى وطال العديد من المرافق المدنية في القطاع. وأعرب الامين العام للجامعة عن بالغ القلق من هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير للعمليات العسكرية ضد قطاع غزة، محذرا من تداعيات تدهور الموقف على مجمل الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع مع استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين وذلك في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. قال أسامة حمدان، مسئول ملف العلاقات الخارجية بحركة حماس، إن العدوان الإسرائيلى استغل الظروف التى تمر بها مصر محاولا الاستفراد بغزة، معتقدا أن بإمكانه النيل منها دون أى غطاء عربى إقليمى يتصدى لهم. وأكد حمدان أن الحكومة المصرية تتواصل معهم عن طريق المخابرات، لمحاولة البحث عما يجرى بالمنطقة كى تصل إلى المصالحة. من جانبه رأى الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء جمال مظلوم، "إن العمل على وقف العدوان وفتح معبر رفح وتقديم المساعدات الطبية إلى الجانب الفلسطيني، أقل ما يجب من مصر تجاه الجانب الفلسطيني رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن"، مشددا على أن الجانب المصري يمتلك القدرة على دفع الطرفين لوقف إطلاق النار والالتزام باتفاقية التهدئة. وانتقد عمرو على، منسق حركة 6 أبريل، الصمت الرسمي المصري على العدوان الغاشم على غزة، وإدعاءات الإعلام الاسرائيلي بأن العدوان جاء بالتنسيق الكامل مع الحكومة المصرية، معربًا عن أسفه لمباركة بعض المصريين للعدوان الإسرائيلي على فلسطين. من ناحية أخرى وصف الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة، تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، التي طالب فيها الجيش المصرى بالتدخل فيما يحدث في فلسطين، وصفها ب"الهبل"، موضحا أنه أحد صناع هذه الأزمة، مشيرا إلى أن مشعل ينتحر سياسيا على أبواب ما يحدث في غزة. وقال "عكاشة"، إن موقف جامعة الدول العربية مما يحدث الآن في فلسطين موقف مؤسف ومخزٍ ويوضح حجم الدور العربى مما يحدث، مضيفاً أن الدور الذي يقوم به الجانب المصرى ليس بقليل إلا أنه من المنتظر منها أن تقوم بدور أكثر من ذلك. قال الدكتور طه الخطيب الناشط السياسي الفلسطيني، إن المشهد في غزة كارثي من الدرجة الأولى والفلسطنيون غير قادرون على تصدير المشهد كما ينغبي للعالم، نحن أمام معركة يقودها الشعب الفلسطيني وحده وحكومة محمود عباس ،غير قادرة على السيطرة علي الموقف . وأشار طه في تصريحات خاصة ل "المشهد" إلي أن المساعدات الفلسطينية تقلصت 70% منذ عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، لافتًا إلي المشهد المصري غير مستقر الآن والمصريون غير قادور على مساعدة غزة سوى بالمساعدات.