وصف الشيخ "رائد صلاح" رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الاثنين، بعدما كسب الدعوى القضائية التي أقامها ضد وزيرة الخارجية البريطانية فيما يتعلق بقرار إبعاده من بريطانيا" القضية بأنها كانت استهدافا للشعب الفلسطيني وثوابته المتمثلة في القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة والأسرى أكثر من استهدافه بشكل شخصي. وقال صلاح في مؤتمر عقده في بلدته أم الفحم قرب مدينة الناصرة (شمال إسرائيل) عقب عودته من بريطانيا مساء اليوم الاثنين، "كنا نهدف إلى التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمته القدس الشريف، وحقنا الكامل في أن نقول بصوت عال الاحتلال الإسرائيلي باطل وزائل وستعود القدس حرة". وعن ظروف اعتقاله في بريطانيا، أضاف "تم اعتقالي في منتصف الليل وداهمت قوات الأمن البريطانية غرفتي بالفندق ونقلوني إلى معتقل يوضع فيه من يسمونهم شخصيات إرهابية". وتابع صلاح "لقد فوجئوا بقراري الطعن ضد قرار ترحيلي ومنعي من الدخول وأخذوا يبحثون كيف يبررون استمرار اعتقالي بعد ذلك وكان التعاون السريع بين قوى الضغط الصهيوني وبعض المؤسسات الرسمية الإسرائيلية ووزارة الداخلية البريطانية". وأوضح قائلا "نقلوني إلى سجن قريب من مطار هيثرو ورفضت الترحيل قبل الطعن على القرار وقلت لهم "دخلت بريطانيا بإرادتي وسأخرج منها بإرادتي، فنقلوني إلى سجن ثالث ولقيت فيه معاملة قاسية.". وأضاف "كسبت الاستئناف وخرجت من السجن بشروط مشددة منها عدم التحدث للإعلام ومدة الخروج من التاسعة صباحا حتى السادسة مساء كل يوم أوقع في قسم الشرطة في الساعة الثانية عشرة ظهرا، ووضعوا حول قدمي اليسرى حلقة الكترونية للمراقبة، ووضعوا جهاز مراقبة في منزلي، قرابة عشرة أشهر". وأشار إلى أن قرار المحكمة صدر لصالحه في 29 صفحة، موضحا أنه أول شخص يحصل على حكم محكمة بإلغاء اتهامه بمعاداة السامية في بريطانيا منذ 50 عاما. وأوضح أنه عند وصوله إلى إسرائيل فوجئ بقوات إسرائيلية كبيرة في انتظاره قادته إلى مكتب للأمن حيث تم إبلاغه بقرار قضائي بمنعه من دخول القدس، بدون مبررات قانونية، وقال "رغم ذلك ستبقى القدس في قلوبنا وسنبقى مع الأقصى وحقنا الفلسطيني والعربي والإسلامي وحق الإنسان في كل العالم أن يحيا حرا". وقال الشيخ صلاح "النصر في هذه القضية كرم من عند الله "، ووجه الشكر للجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في بريطانيا، وللناشطين البريطانيين ونقابات العمال وفريق المحامين البريطانيين الذين تطوعوا للدفاع عنه. واستقبل أهالي بلدة أم الفحم بالناصرة وأعضاء الحركة الإسلامية بالداخل، الشيخ رائد صلاح بمظاهرة احتفالية كبيرة في مطار اللد (بن جوريون) قبل أن يغادره متوجها إلى بلدته. وكان الشيخ صلاح قد مكث في لندن تسعة أشهر لمتابعة قضية إبعاده من بريطانيا، والتي أثيرت بضغط من اللوبي الصهيوني. واعتقل الشيخ صلاح في 28 من يونيو الماضي بعد أيام من وصوله إلى بريطانيا، تلبية لدعوة لإلقاء بعض المحاضرات في الجامعات ومجلس العموم البريطاني، وبررت وزيرة الداخلية البريطانية الاعتقال بأن الشيخ صلاح دخل الأراضي البريطانية رغم قرار منعه من الدخول. لكن الشيخ صلاح، والذي أفرج عنه بعد أيام من اعتقاله، قرر تحدي قرار وزيرة الداخلية البريطانية الذي جاء بضغط من اللوبي الصهيوني في بريطانيا وتقدم باستئناف ضد قرار وزيرة الداخلية البريطانية، تريزا ماي، بترحيله من بريطانيا باعتباره شخصا غير مرغوب فيه في الأراضي البريطانية، وإبعاده عنها. وكان الشيخ صلاح كسب أيضا قرارا قضائيا بريطانيا ضد اعتقاله، حيث أكدت المحكمة البريطانية أن أسلوب اعتقال الشيخ صلاح كان غير لائق وفتحت المجال للشيخ صلاح لمقاضاة وزارة الداخلية والحصول على تعويض