تشهد العلاقات المصرية الاثيوبية حالة من التوتر منذ اعلان اثيوبيا عن انشاء سد النهضة، والذي يؤكد خبراء أنه سيضر بالامن المائي لمصر، الامر الذي اعتبره المصريون بمثابة قضية أمن قومي. هذا التوتر شهد عدة منحنيات صعودا وهبوطا، حيث وصل ذروته اثناء فترة حكم الرئيس محمد مرسي، واجتماعه مع القوى الوطنية لمناقشة الازمة والحديث عن امكانية القيام بعمل عسكري واعمال استخباراتية ضد اثيوبيا. وبعد رحيل مرسي شهدت العلاقات المصرية الاثيوبية حالة من الجمود لم تخل من حرب اعلامية بين الطرفين، في ظل تأكيدات من الجانب الاثيوبي ان السد لا يهدف للاضرار بمصالح مصر المائية. ومع تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، بدت هناك انفراجة في العلاقات المصرية الاثيوبية، أكدتها مجموعة من المؤشرات أهمها لقاء الرئيس السيس ووزير الخارجية الاثيوبي على هامش حفل تنصيب السيسي رئيسا لمصر. في الاثناء، اعلنت وكالة الانباء الاثيوبية على لسان وزير الخارجية الاثيوبي تيدروس ادهانوم عن زيارة من المنتظر ان يقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى اثيوبيا حيث يجري مباحثات مع الرئيس الاثيوبي ورئيس الوزراء هناك. وهو ما لم تعقب عليه القاهرة حتى الآن بالتأكيد او النفي. ويؤكد خبراء ان الاستراتيجية التي سيعتمدها الرئيس السيسي في ادارة هذا الملف، هي التحول من الخلاف إلي التعاون ومن الأزمة السياسية إلي الشراكة الاقتصادية.، بحيث تصبح مصر شريكاً أساسياً وفاعلاً في مشروع السد بما يضمن عدم الاضرار بحصصها من المياه ويساهم في تحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة من خلال الشراكة. من جانبه، أكد الدكتور حسام المغازي وزير الموارد المائية والري، أن الرئيس السيسي سيطرح حلاً أو ربما حلولاً لأزمة سد النهضة في القمة الأفريقية، وأنه يحّمل على عاتقه مسئولية حّل أزمة سد النهضة وسيناقش ذلك في القمة. وقال المغازي، إن الأزمة في طريقها إلى الحل، حيث إن سياسة الدولة وتوجهها الحالي تختلف كثيرًا عن الأنظمة السابقة، التي كان لها أثر سلبي في الأزمة وتفاقمها. وأشار إلى أن الضغوط التي تمارسها بعض الدول العربية على إثيوبيا كان لها أكبر أثر في تغيير اللهجة الإثيوبية عند الحديث عن سد النهضة، الأمر الذي يُنذر بانفراجة وشيكة. وقال الدكتور مغاوري شحاتة، خبير المياه العالمي، إنه من المؤكد أن يناقش السيسي مع الرئيس الأثيوبي سبل حل أزمة سد النهضة، بالتعاون مع الدول الأفريقية الأخرى. وأضاف مغاوري، أن وجود السيسي على رأس الوفد المشارك في القمة الأفريقية يعكس رغبته في الحفاظ على علاقة مصر التاريخية من جهة، مرجحًا أن يتوجه الرئيس إلى أديس أبابا مباشرة للتفاوض حول سد النهضة. وأوضح، أن "مصر تقبل بأية حلول لا تمس حصتها من المياه، وتقبل أيضًا بحق الجانب الإثيوبي في التنمية، وفي الحصول على الكهرباء، وبالتالي فإن الحلول الوسط ستكون هي الأمثل لحل هذه الأزمة". وفي نفس السياق، قال الدكتور نادر نور الدين، الأستاذ بجامعة القاهرة، إن وجود السيسي في القمة الإفريقية "مجاملة" لها أبعاد متعددة، أهمها هو سد النهضة. وتوقع أن إثيوبيا ستبدي مرونة في تقبل الحلول التي سيتم طرحها من الجانب المصري المشارك في القمة الأفريقية، أو خلال الزيارة المنتظرة للرئيس السيسي لإثيوبي. وكان السيسي قد اكد انه لن يسمح بان يكون سد النهضة سببا في ازمة او مشكلة او عائق، فإذا كان السد يمثل لأثيوبيا حقها في التنمية فالنيل يمثل لمصر حقها في الحياة.. من جانبها رأت صحيفة عكاظ السعودية ان مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الافريقية بداية لحل أزمة سد النهضة وقالت الصحيفة: «عندما يحضر السيسي بعد غد الخميس أول لقاء يجمعه مع القادة الأفريقيين، فإن ذلك سيكون بداية العمل على تسوية قضية سد النهضة وغير سد النهضة لما فيه خير الجميع»، معتبرة أن «مصر إذن تتعافى.. ومصر إذن تسابق الزمن ليس في العودة إلى ما كان.. وإنما في التغيير نحو الأفضل.. وهكذا تفرض الشعوب المؤمنة باستحقاقاتها إرادتها.. ويستجيب العالم لها" يذكر ان سد النهضة واحد من اهم الملفات التي سيواجهها الرئيس السيسي ضمن عدة ملفات داخلية وخارجية تحتاج الى حلول عاجلة.