التقط مصوّر الحياة البريّة والطبيعية والناشط البيئي أندرو والمسليAndrew Walmsley، صورا ولقطات مؤثرة جدا، حين يرى قردة المكاكMacaque monkey، وهي تحيط وتطوق طفلها الميت بذراعيها، في مشهد يصعب وصفه. التقط والمسلي في محمية “تانجكوكو” الطبيعيّةTangkoko Nature Reserve التابعة للحديقة الوطنيّة في سولاويسيNational Park in Sulawesi في إندونيسيا. ويمكن النظر لهذه الأنثى، وهي تحمل بين ذراعيها طفلها الميت، وتقوم في الوقت عينه بصدّ قرود المكاك الذكور الذين حاولوا لأمر ما غير معروف الوصول إليه ولمسه، وتظهر اللقطات أيضا أنثى المكاك وهي ترعى طفلها لأيام عقب موته بعد أسابيع قليلة من ولادته، من دون أن تعرف أسباب موته. أكّد المصوّر أندرو، 31 عاما، أنه “من الصعب جدا أن تشاهد مثل هذه اللقطة”، مشيرا إلى أن الأم وطفلها من فصيلة “الماكاكويس السوداء” black macaques، وهي فصيلة مُهدّدة بالانقراض بسبب الصيد. أفاد أندرو والمسلي، وهو من جامعة أكسفورد، أنه “هو وفريق من الباحثين قد رصدوا أولاً الأم الحزينة المنكوبة وهي تمسك الطفل إلى صدرها في حوالي الساعة 11 صباحا، وأنه في البداية رأى الأم تمشي من جانبه، ولاحظ أنها تحمل شيئا على صدرها، حتى رأى قدميّ الطفل، وهي تجرّ على الأرض، ثم جلست وحدها، محتضنة طفلها وهي تنظر إليه، الأمر الذي استغرق قرابة 15 دقيقة من دون أن تحرك ساكنا. وأحيانا كانت تبدو الأم وكأنها تودّ عناقه بقوة، وبعد فترة قصيرة، اقترب أحد القردة الذكور محاولاً لمس طفلها، إلا أنها أبرزت أسنانها ومسكت بمعصمه وأبعدته”، مشيرا إلى أنه استمر بالقرب منها لمدة ساعة كاملة. وبعد أن غادر المصوّر وفريقه الحديقة الوطنية في سولاويسي، واصلت قردة المكاك احتضان وليدها الميت لمدة يومين، قبل أن تسمح بتركه. وتُعتبر محمية تانجكوكو الطبيعيّة، هي المعقل الرئيس لقرود “ماكاكويس السوداء”، التي يُعدّ البشر أهم مصادر تهديدها، وذلك من خلال صيدها وأكلها، حيث يعتبر الناس في إندونيسيا لحم هذه القرود شهيّا، ويقبلون على أكله في المناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد والفصح.