يمر النادي الأهلي حالياً، بمرحلة ليست سهلة على أي فريق سواء كان كبيرا أو صغيرا بل أن الأمر يزداد صعوبة دائماً إذا كان النادي صاحب شعبية جماهيرية كبيرة مثل التي يتمتع بها الفريق الأحمر والتي تضع ضغطا هائلا على القلعة الحمراء بالكامل من أجل تقديم الأفضل بشكل مستمر. الهبوط الحاد في مستوى الأهلي وتراجع نتائجه بشكل ملحوظ منذ بداية هذا الموسم، كان أمراً حتمياً على النادي الأحمر لا سيما أنه فقد الكثير من لاعبيه سواء بالاعتزال أو بالإصابات بجانب فترة الإحلال والتجديد التي بدأها الفريق مبكرا والتي بالتأكيد تحتاج إلى وقت طويل لإعادة النادي إلى سابق عهده. والجميع يتفق أن الأهلي يحتاج لأكثر من صفقة "سوبر" لتدعيم الفريق الذي أصبح منقوص في الكثير من المراكز خاصة بعد اعتزال وائل جمعة في نهاية هذا الموسم ورغبة كل من عبد الله السعيد وأحمد فتحي في الرحيل عن صفوف الفريق في الصيف المقبل. والحديث لن ينته عن صفقات الأهلي والنجوم الذين من المتوقع أن يرتدوا القميص الأحمر في الموسم المقبل لأن بالتأكيد الفريق يحتاج إلى تغيير "جذري" وتجديد في الصفوف بالكامل. إلا أن هناك حديث آخر في النادي الأهلي لم يتطرق إليه البعض مؤخراً وهو الاحتراف، فالفريق الأحمر يمتلك 3 نجوم من أفضل اللاعبين الصاعدين المتواجدين في الكرة المصرية بشكل عام وما ينقصهم فقط هو خوض تجربة الاحتراف الخارجي في مثل هذا السن. هى "مشكلة" وأزمة كبيرة، فالحديث هنا عن الثلاثي رامي ربيعة "مدافع" ومحمود تريزيجيه "خط وسط" وعمرو جمال "مهاجم"، وهم ربما الثلاثي الأفضل في النادي الأهلي حالياً وبالتحديد ربيعة وجمال اللذان أثبتا بالدليل القاطع أنهما مستقبل الكرة المصرية في السنوات المقبلة. الأمر المؤسف أن هؤلاء الثلاثة لا يخف أحد عن إمكانياتهم وقدراتهم الهائلة، بل أنه تمت مراقبتهم ومتابعتهم من قبل الكثير من الأندية الأوروبية وبالفعل يمتلك كل منهم أكثر من عرض خارجي للاحتراف ولكن بالتأكيد ليس بالمبالغ المالية الباهظة التي حددها النادي الأحمر. الأزمة ليست فقط مالية ولكنها فنية أيضاً حيث أن الأهلي لا يستطيع الاستغناء عن هذا الثلاثي حاليا بأي حال من الأحوال فربما يضطر لبيع نجما واحداً منهم على أقصى تقدير في الصيف المقبل إلا أن الأكيد أنهم لن يرحلوا جميعهم خارج أسوار القلعة الحمراء من أجل السفر إلى أوروبا وإمكانية تكرار تجارب ناجحة ومثمرة مثل محمد صلاح ومحمد النني وصالح جمعة وعلي غزال. وباستعراض من هم هؤلاء الثلاثة سنجد أن رامي ربيعة (20 عاماً): مدافع شاب، لعب في منتخب مصر تحت 20 عاماً منذ عام 2009 وحقق معه كأس الأمم الإفريقية للشباب وشارك في كأس العالم للشباب، تم تصعيده بعد ذلك لمنتخب مصر الأول ولعب 6 مباريات دولية وسجل هدفين، أثبت نفسه بشكل كبير مع النادي الأهلي وبات أحد الركائز الأساسية في الفريق الأحمر سواء في خط الدفاع أو خط الوسط، إمكانياته متميزة ولدية قوة جسمانية وبدنية جيدة للغاية بجانب أن طوله يبلغ 186 سم، قرأنا العام الماضي على شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية أن كثير من الأندية الإنجليزية مهتمة بالتعاقد معه وعلى رأسهم مانشستر يونايتد وتشيلسي بينما مؤخراً قدم هال سيتي الإنجليزي عرضا رسميا للأهلي من أجل استعارته لستة أشهر ولكن النادي الأحمر رفض، "لاعب بهذه الإمكانيات من المحزن عدم استغلال قدراته وإمكانياته في أوروبا وبالتحديد في هذا السن الصغير. محمود تريزيجيه (19 عاماً): لاعب خط وسط ومحور ارتكاز، لعب مع منتخب مصر تحت 20 عاماً منذ عام 2012 وسجل هدفين أحدهما كان في مرمى منتخب إنجلترا في كأس العالم للشباب والذي أبهر الجميع وجعل الكل يتحدث عن اللاعب المصري الشاب، فرض نفسه في تشكيل النادي الأهلي وبات ركيزة أساسية لا غنى عنها في الفريق الأحمر لا سيما أنه يستطيع اللعب في أكثر من مركز سواء كصانع ألعاب أو كخط وسط دفاعي أو حتى كجناح، الاهتمام بلاعب كان شديدا وقويا منذ الصيف الماضي سواء من أياكس الهولندي أو نوتنجهام فورست الإٌنجليزي ومؤخراً في يناير من سيلتيك الإسكوتلندي وجميعها فرص ذهبية لا تقدر بثمن حيث ستضمن أن يتطور تريزيجيه بالشكل المطلوب وبالتأكيد يعود النفع كله على الكرة المصرية والمنتخب ولكن تأجل هذا الحديث حتى إشعار آخر. عمرو جمال (22 عاماً): مهاجم شاب وهداف من طراز رفيع، أصبح هذا الموسم هو نقطة انطلاقة هذا المهاجم الشاب والذي وجد نفسه يقود خط هجوم القلعة الحمراء حيث جاءته الفرصة في وقت صعب للغاية، إلا أنه استطاع أن يثبت أنه أحد أفضل المهاجمين في الدوري العام هذا الموسم بل نجح في وقت قصير أن يؤكد أنه مستقبل الكرة المصرية في خط الهجوم بتسجيله 9 أهداف دفعة واحدة في أقل من 13 مشاركة في الدوري العام، وفي ظل أيضاً معاناة المنتخب المصري في البحث عن مهاجم جديد يقود صفوف الفراعنة بعد رحيل جميع المهاجمين عن الساحة بما فيهم عمرو زكي، جمال بسرعة الصاروخ انضم لمنتخب مصر وتلقى عرضاً إسبانياً من فالنسيا وإنجليزياً من هال سيتي حتى لو كانا بشكل شفهي وليس رسمي إلا أن الأكيد أن هذين العرضين لن يكونا الأخيرين بالنسبة لمهاجم الأهلي الهداف. خلاصة القول.. أن هؤلاء الثلاثة لديهم فرصة ذهبية للرحيل إلى أوروبا في هذا الصيف بعد تألقهم وظهورهم بشكل لافت للنظر ولكن المشكلة الأزلية والكبيرة كالعادة هى استغناء الأهلي عن خدماتهم "بسهولة"، فهل يقدم الأهلي خدمة "ذهبية وكبيرة" للكرة المصرية ويترك أفضل ثلاثي شاب في الفريق أم سيضطر للحفاظ عليهم كونهم ركائز أساسية في الفريق الأحمر الذي بالتأكيد يبحث عن إرضاء جماهيره التي تطالبه دائما بالفوز وتحقيق البطولات.