أوضحت دراسة بريطانية حديثة أن حالات الإصابة بمرض سرطان الفم في ارتفاع ببريطانيا، إذ وصل العدد هذا العام إلى 6200 حالة، ثلثها من الرجال. وقالت الدراسة الصادرة عن مركز بحوث السرطان البريطاني إن هذا العدد يقارن بنحو 4400 حالة منذ عشر سنوات. ومع أن معظم هذه الحالات ترتبط بالتدخين، إلا أنه تم ربط هذه الزيادة أيضا بالإفراط في تناول الكحول، والإصابة بفيروس "إتش بي إيه" الناتج عن استخدام الفم في الجنس. ويقول الخبراء إن علامات التحذير من هذا المرض تشمل القرح التي تصيب الفم، والبقع البيضاء أو الحمراء بالفم التي لا تلتئم. ويصاب نحو ثمانية من بين كل 10 أشخاص في بريطانيا بفيروس (إتش بي في) في مرحلة ما من حياتهم، إلا أن معظم حالات هذا المرض غير ضارة. لكن توجد هناك سلالات من الفيروس ذات خطر شديد ولها علاقة بمرض سرطان الفم، بالإضافة إلى سرطان الرحم، وأنواع أخرى من سرطان الأعضاء التناسلية. ويقول ريتشارد شاو خبير السرطان بمركز السرطان البريطاني والمتخصص في سرطان الرأس والرقبة بفرع المركز بمدينة ليفربول: "لاحظنا أن المرضى الذين يعانون من مرض سرطان الفم المرتبط بفيروس "إتش بي إية"، هم في سن صغيرة، كما يقل احتمال كونهم من المدخنين، وهؤلاء يحققون نتائج جيدة في العلاج مقارنة بهؤلاء الذين لا تظهر عليهم أية علامات لفيروس "إتش بي إيه" وتستغرق أمراض سرطان الفم نحو عشر سنوات في الغالب حتى تبدأ في التطور. ومع أن معدلات التدخين قد تراجعت بشكل كبير، إلا أنه لا يزال السبب الرئيسي لسرطان الفم. ويقول الخبراء إن الكحولي عامل أخر رئيسي للإصابة بالمرض، حيث يؤكد مركز بحوث السرطان البريطاني أنه بينما انخفضت معدلات استهلاك الكحوليات مقارنة بعشر سنوات مضت، من الواضح أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يزالون يتعاطونها بإفراط. ولكن هناك أيضا زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بنوعين اثنين بالتحديد من أمراض سرطان الفم المرتبطة بفيروس "إتش بي إية". فالنوع الأول هو السرطان الذي يصيب قاعدة الفم، والذي زاد بنسبة 90%، والنوع الثاني هو سرطان اللوزتين، والذي زاد بنسبة 70%.