أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن الرئيس القادم سيكون قادرًا بثقة الشعب على حل مشاكل البلاد. وقال محلب، إن مصر غنية بالموارد التى لم تكتشف بعد، مؤكدًا أنه لا يؤيد سياسة الاقتراض، مشيرًا إلى أنه يتم الآن الإعداد لحركة محافظين ستعلن قريبًا، ويقوم وزير التنمية المحلية بتقييم عمل الحاليين. وبخصوص الحرب على الإرهاب أكد محلب، أن مصر ستنتصر عليه بقوتها، كما أنها ليست فى حاجة إلى قوةأجنبية لتمشيط سيناء. وعلى صعيد علاقات مصر مع الخارج نوه محلب، إلى التغيير الملموس فى مواقف البلدان الأوروبية والتقارب الملموس مع الولاياتالمتحدةالأمريكية مثمنًا دور بلدان الخليج، ومشددًا على أن قطر وتركيا هما من يمتلكان عودة العلاقات إلى سابق عهدها شريطة توقفهما عن التدخل فى شئوننا الداخلية. وجدد محلب، موقف القاهرة الداعم للقضية الفلسطينية، لافتًا النظر إلى أن فتح معبر رفح تحكمه ضوابط الأمن القومى والمعايير الإنسانية. وفي ما يلى نص الحوار الذى أجرته جريدة الأهرام صباح اليوم الجمعة. نحن الآن مقبلون على الانتخابات الرئاسية، كيف استعدت الحكومة لها؟ من اليوم الأول فى عمر الحكومة والانتخابات الرئاسية على رأس أولوياتنا، وبالتالى كان لا بد من دراسة جميع الجوانب المحيطة بها، وأهمها تأمين مواقع الاقتراع و إرساء الأمن العام فى ربوع البلاد حتى يتمكن المواطن من الإدلاء بصوته، وللإنصاف بذلت وزارة التنمية الادارية والمحلية جهودًا كبيرة فى الإعداد الجيد لهذا الاستحقاق الهام فى خريطة الطريق بدءًا من كشوف الناخبين مرورًا بكيفية السماح للوافدين للإدلاء بصوتهم، كما يتم دائمًا مراجعة خطط التأمين مع وزير الداخلية بالإضافة إلى التنسيق مع الخارجية لتصويت المصريين بالخارج، وأخيرًا وزارة العدل التى انتهت من تسمية القضاة الذين سيتولون الإشراف على الانتخابات. كيف تضمن الحكومة تحقيق الشفافية فى الانتخابات الرئاسية؟ تجربة الانتخابات الرئاسية فى مصر ستكون هامة ورسالة قوية للمجتمع الدولي، والحكومة ستلتزم بالحيادية المطلقة حيث سيشهد العالم كله بنزاهة هذه الانتخابات، فنحن أقسمنا بالله على رعاية مصالح الشعب، وسنعمل على توفير أجواء ومناخ حيادى وشفاف. كيف ترى فرص نجاح الرئيس القادم؟ الرئيس القادم بلا شك سيكون منتخبًا والإرادة الشعبية ستضعه رئيسًا لجمهورية مصر العربية، والثقة التى يعطيها له المواطنون ستكون هى الأساس حتى يتخطى المرحلة الصعبة التى نمر بها وبالمناسبة لابد من التكاتف والاصطفاف من أجل بناء واستقرار مصر. - هل تؤيد الاتجاه إلى سياسات الاقتراض؟ أنا من المؤمنين أن مصر غنية بمواردها وإذا تم السيطرة على الهدر الهائل الذى يضيع سدى وتم استغلال الموارد والمواد الخام بصورة علمية وممنهجة سنكون هنا على طريق التنمية الحقيقية بالتوازي لا بد من ضبط وإعادة هيكلة أملاك وأصول الدولة، وقطاع الأعمال، والتوسع فى المدن الجديدة، باختصار مصر لم تكتشف بعد. هناك تخوف من عدم توفير الموارد المالية للحد الأدنى للأجور.. كيف ترد؟ الحد الأدنى للأجور هو موضوع أقر ونحن ماضون فيه وسننفذه. - عودةالسياحة لسابق عهدها كيف ترون تحقيق ذلك؟ بداية كان الموسم الماضى جيدًا إلى حد ما خصوصًا فى مدن البحر الأحمر بيد أن نسب الإشغال بدأت مرتفعة قياسًا لفترات سابقة، وهذا فى حد ذاته مؤشر يبعث على التفاؤل فى السياق نفسه ونحاول إعادة تنشيط القطاع السياحى من خلال آليات غير تقليدية وأعتقد أنها ستأتى بآثار إيجابية سيشعر بها العاملون بالحقل السياحى، وقريبًا جداً سنبدأ فى تنشيط السياحة العربية إضافة إلى تشجيع المواطنين المصريين على تمضية عطلاتهم وأعيادهم فى بلادهم التى تذخر بمنتجعات وآثار يندر وجودها فى العالم. - الآن ما هى خطط الحكومة لمواجهة الإرهاب؟ هناك خطط مستمرة، نحاول أن يكون هناك نوع من المواجهة الاستباقية، وتم تفعيلها فى القليوبية بالإضافة إلى الاستمرار فى تمشيط سيناء. - يرى البعض أن الحكومة تتخذ قرارات جريئة برفع الأسعار.. لماذا فى الوقت الحالي؟ لم نرفع الأسعار، لكن الحكومة تعاملت لوضع مطلب الثورة والعدالة الاجتماعية، ورفع الأسعار مرفوض تمامًا، لكن الحكومة تسعى جاهدة إلى إيجاد آلية ومظلة للحماية المجتمعية للطبقات الأكثر احتياجًا ومن يحاول أن يفسر ويزايد عليه أن يراجع نفسه، نحن لسنا فى مرحلة مزايدات ولكن يجب أن يكون هناك رؤية لبناء الوطن. لكن تم رفع أسعار الغاز الطبيعى فى المنازل؟ لا يعتبر هذا القرار رفعًا للأسعار، ولكنه إعادة لهيكلة الدعم وتوجيهه للمستحقين، فيجب أن نصل إلى كل مواطن مصرى، وأن يكون عارفًا تماماً كيف يوزع الدعم ويجب أن نتواصل مع الناس، فأنا أفكر كيف اتواصل مع الناس حتى يعرفوا أين يذهب الدعم وإذا رضوا عن استمرار خريطة الدعم بهذه الطريقة فإن الخاسر هو الفقير. وأكثر الفقراء ليس لديهم غاز، ولكنها منظومة يجب أن نتحملها بكل صدق وهى منظومة العدالة الاجتماعية، وأول بند هو عدم دعم الأغنياء فى مقابل الفقراء، وحلها بمن هم الأغنياء ومن هم الفقراء، نريد دراسة على طريقة قواعد المعلومات وهناك مؤشرات كثيرة، لا نعرف من لديه سيارة ومن ليس لديه، ومن لديه 7 تكيفات، ومن غير المتصور توجيه الدعم للأغنياء. هل يمكن تحويل الدعم إلى مادي؟ لم يقرر ذلك بعد، الاقتراب إليه يجب أن يكون بعدالة شديدة وبقاعدة معلومات قوية وأى كلام من التخمينات أو الإشاعات لو فى خطة ستطرح وسنعلن عن خريطة الدعم، لكننا الآن فى مرحلة إعداد قاعدة البيانات والأساس هو عدم المساس بمحدودى الدخل، وهل يمكن تصور دعم الحكومة لمن يمتلك جولف أو حمام سباحة، وهذه الاجراءات وهذه القرارات يجب أن يساندنا فيها الإعلام. - كيف يمكن ضبط الأسعار؟ ضبط الأسعار هو التحدى أمام الحكومة الآن ونراهن على ضبط الأسعار من خلال الضمير الوطنى وحملات التوعية القوية. - هل هناك تفكير بفرض مزيد من الضرائب؟ لا.. لكن كان هناك اقتراحات من رجال الأعمال وتم إرسالها إلى مجلس الوزراء لتوقيع ضريبة ال5% لمن يزيد دخله على مليون جنيه، لكنها لا تزال تحت الدراسة. - هناك شكاوى من عدم تسليح الشرطة بالشكل الكافى لمواجهة الإرهاب؟ هناك دعم كامل للشرطة من الحكومة، الذى يقع بخسة ليس بسبب عدم وجود التسليح، والشعب والشرطة سيدفعون ثمن الحرية ولا يوجد إرادة بلا ثمن، الإرهاب خسيس ولا يوجد دولة فى العالم استطاعت السيطرة عليه مهما كانت إمكانياتها، والشرطة تأخذ كامل الدعم من الحكومة. وأنا كل يوم فى جنازة ولم أر إلا روحًا معنوية عالية وتصميمًا حتى من أهل الشهيد، اليوم الأمن زاد فى الشارع رغم محدودية الإمكانيات. والشرطة الآن لا تحارب الإرهاب فقط ولكنها تحارب بؤرًا إجرامية وتدخل مناطق عشوائية، وتقبض على المجرمين. - ما هى الملامح العامة للخطة الأمنية التى تعمل بها الحكومة؟ الملامح العامة للخطة الأمنية هى التواجد والتوقعات والإرهاب بيخطط حتى يوقعنا، نحاول تقليل المخاطر لأقصى درجة ممكنة، ونحاول توفير الدعم اللوجستى لقطاع الأمن وسرعة التواجد فى الشارع ليلًا، والآن الكمائن تعطى إشارة إلى أن الأمن متواجد، كما أن الوجود المرورى ملحوظ جدًا. - متى ستحل مشكلة الباعة الجائلين؟ مشاكلنا متشابكة، وسهل جدًا نأخذ قرارًا بإخلاء الشوارع، لكن الأصعب أن نعترف أنه مع زيادة معدل البطالة هناك ناس بتأكل عيش، ولكن كيفية النظر فى حل المشكلة من خلال أسواق سريعة للباعة الجائلين، لأن الحل الأمنى ليس دائمًا الأمثل، هناك حل اجتماعى واقتصادي. الآن ليس لدينا رفاهية ضياع الوقت فى اتخاذ قرار خاطئ، يجب اتخاذ قرارات جادة وفى وقت معين على أساس الواقع وليس التقدير، وهناك توجه أننا فى مرحلة صعبة مثل الحرب .. فنحن أمام تحد هل لا نواجه ونخاف. - كيف تدعم حكومة محلب الفقراء؟ سيكون هناك مصداقية للحفاظ على الفقراء وعمل مظلة اجتماعية، شهر 5 وسيكون شهر مايو بداية انطلاقة لمصر، وإعادة هيكلة الدعم ستكون فى إطار المصارحة مع الشعب، ويجب الاعتراف بمشاكلنا فمعدل النمو 1.8، ومعدل الزيادة السكانية 2.5، وعجز الموازنة زاد ولا توجد سياحة ولا أحد يعمل من 3 سنين وهناك عاطلون ومتعاطلون. - كيف تنظر الحكومة لملف التنمية فى سيناء؟ نهنئ الشعب المصرى وأهل سيناء بذكرى تحرير سيناء، والتأكيد بعزيمة واصرار والتنمية فى سيناء هى هدف ومحور أساسى ومنذ سنوات نتحدث عن تنمية سيناء لكن يجب أن يكون هناك تخطيط مرتبط بالتنمية فى سيناء. وستكون هناك زيارات قريبة إلى شمال سيناء، لكن لن نعلن عنها بسبب الإرهاب وسنتابع المشروعات التى توقفت. - ما هى خطة الحكومة فى تنفيذ الموازنة العامة للدولة؟ نحاول تخفيض العجز ويمكن تحقيقه من خلال وجود دخل أقوى من عودة السياحة ويسهم فى دعم إيرادات الخزانة العامة. - كيف ستتغلب الحكومة على مشاكل القطاع العام فى الدولة؟ القطاع العام للدولة عاوز يتنكت. - هل هناك حركة محافظين جديدة؟ سنجرى تغييرًا فى المحافظين خلال الأسابيع المقبلة، مشيرًا إلى أن هذه الحركة ستكون متوسطة، وستتم بمعايير تعتمد على الكفاءة والموضوعية، ووزير التنمية المحلية، يعكف على إعداد تقارير أداء يتم من خلالها تقييم المحافظين، تمهيدًا لرفعها إليه. - كيف ستتغلب الدولة على حل مشكلة الطاقة؟ هى من أكبر المشكلات الآن وكان لا بد من تقسيم الرؤية إلى سياسات قصيرة وطويلة المدي، فى طاقة الشمس بحاجة إلى أبحاث ومزيد من الوقت، كان أول تكليف لوزير الطاقة هو فتح الملف الذى أهمل بحثياً، فى مصر أعلى درجة سطوع يمكن الاستفادة من هذه الامكانيات. - كيف يمكن ترشيد دعم الطاقة لحل الأزمة؟ منظومة دعم الطاقة فى مصر ليست عادله، من يركب سيارة فارهة يأخذ دعمًا أكثر ممن يركب الميكروباص، وأتوقع خلال شهرين أو ثلاثة يكون هناك معلومات واضحة أين يذهب الدعم وكيف يمكن إعادة توجيهه. - كيف تنظر إلى مشاكل العمال؟ لا أعتمد على التقارير.. أنا مع العامل 100%، كيف أطلب من العامل العمل دون وجود مواد للإنتاج ومعدات للنقل، بدأنا زياراتنا فى المحلة ثم الحديد والصلب ثم كفر الدوار ونؤمن أنها قلاع الصناعة فى مصر. - هل تعمل الحكومة فى وضع خطط أم إيجاد حلول على الأرض؟ نعمل فى جميع الاتجاهات ، محتاجين الحركة، ليس لدينا رفاهية الفلوس والوقت والاختلاف.. لدينا ظروف اقتصادية صعبة جدًا ونصارح الشعب بذلك، فى حرب ويجب أن يكون لدينا استعداد أما النصر أو الشهادة.. ولا نجاح لأى حكومة إلا أن ترعى الله فى حقوق الإنسان. - استمرار غلق معبر رفح يغضب حماس أحيانا، ما هى ضوابط فتح المعبر، وهل يمكن التعاون مع اسرائيل فى السيطرة على الإرهاب فى سيناء؟ هذا الملف تقرره وتمليه ظروف واعتبارات الأمن القومي، وفى نفس الوقت الظروف الإنسانية، ومصر قادرة على السيطرة على الارهاب بقوتها وأمنها دون الحاجة إلى أى قوة أجنبية لتمشيط سيناء والهجوم على البؤر الإرهابية. مصر دائمًا مع القضية الفلسطينيين وسنستمر فى دعم الفلسطنيين. - كيف ترى إمكانية حل أزمة سد النهضة؟ أرى أن تحسين العلاقات هو موضوع أساسي، ليعطى مساحة أكبر فى التفاوض للتوازن فى المصالح، وتنمية إثيوبيا لا تتعارض مع الأمن القومى لمصر، وتوليد الكهرباء مهم لإثيوبيا كذلك المياه مهم لمصر، وهناك جهات كثيرة فى الدولة تعمل مع هذا الملف بأمانة. - لا يزال هناك إصرار من الجانب القطرى ضد مصر، هل يمكن إعادة العلاقات معهم قريبًا وعودة السفراء المصريين إلى الدوحة وإسطنبول؟ هذا الموضوع فى يد قطر وتركيا، وكرامة وأمن مصر وعدم التدخل فى شئوننا الداخلية هما الأساس، ولم نخطئ فى حق أحد، وكل الخطأ يأتى من الجانب الآخر، وعليهم مراجعة موقفهم، ومن يخسر مصر سيخسر الكثير.