ردود أفعال واسعة، وسخرية صاخبة، صاحبت قرار المهندس إبراهيم مَحلب، رئيس مجلس الوزراء، بوقف عرض فيلم «حلاوة روح»، وإعادة عرضه على رقابة المصنَّفات الفنية. القرار، الصادر مساء الأربعاء، ألهب موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»، حيث لم يكتفِ المدوِّنون والمغرِّدون بالتعقيب على القرار، بل أقاموا ربطًا بين الأمر، والفضيحة المنسوبة إلى عبد الفتاح الصعيدي، مدرب الكاراتيه، الذي اتهم بممارسة الرذيلة 25 عضوةً بالنادي فيما بات يعرف ب «نكاح الكاراتيه». الدكتور محمد الجوادي، المؤرخ السياسي، قال في تدوينة عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «كان الأولى برئيس الوزراء أن يمنع عرض فيلم «حلاوة المحلة»، في حين عقَّب عبد الله كمال، المحلل السياسي، ومستشار صحيفة الرأي الكويتية»، على القرار بقوله: «بدلاً من أن ينشغل رئيس الوزراء بنفسه بمشكله فيلم حلاوة روح، كان عليه أن يتدخل بنفسه ليوفر الحماية للصحفيين في الشوارع، ميادة قبل هيفاء». وسخر الناشط حسين البكش من القرار: «طب هيفاء وبتمثل وكله شغل دراما، طب يا محلب باشا هتعمل إيه بقي حضرتك في أفلام عنتيل المحلة، اللي مغرقة السوق، هتمنعها من العرض إزاي». وقال الناشط محمد محمود: «أفلام الصعيدي مع زوجات وبنات الضباط والقضاة دمرت موسم الأفلام كلها، فقرروا تأجيل العرض شوية، عبد الفتاح واكل السوق يا جدعان»، في حين سخر الناشط محمد إبراهيم: «هو محلب جاي في الهيافة ويتصدر، ميتشطر على بتاع المحلة». كثيرون من الفنانين والنقاد، أعربوا عن استيائهم من تدخل الحكومة في هذا الشأن، الأمر الذي اعتبروه مكبِّلاً لحرية الفن والإبداع، حيث قال الناقد الفني، طارق الشناوي: «قرار محلب يعد الأول من نوعه في تاريخ الفن، الذي لم يشهد تدخل أي من رؤساء الحكومة، لمنع فيلم من العرض، وهو يمثل خطرًا على مستقبل الفن، كون ذلك من شأن الرقابة وليس الحكومة». وأضاف الشناوي، خلال مداخلة هاتفية لفضائية «دريم 2»: «تدخل سلطة الدولة في الأعمال الفنية بالمنع والإباحة مرفوض تمامًا،والمنع لأسباب أخلاقية يفتح الباب في المستقبل للمنع لأسباب سياسية». وعلى ذات الوجه، قال الفنان نبيل الحلفاوي: «أنا لا أدافع عن فيلم لم أشاهده، لكني ضد مبدأ تدخل قمة السلطة، خلال السبعينات أوقف السادات عرض فيلم المذنبون وقام بمحاكمة موظفي الرقابة تأديبيًا لهم، وكانت النتيجة أن الرقابة كانت تمنع الأفلام لأهون سبب منعا لوجع الدماغ». وأضاف الحلفاوي: «ما أريد توضيحه هو أن هذا الفيلم بالذات لا يعنيني، وأنا ضد الابتذال والإسفاف عمومًا، ولكن من واقع التجربة ثبت أن المنع يحقق نتائج عكسية، والسبيل الوحيد هو الارتقاء بالذوق العام، بتشجيع الجيد ودعمه وترويجه فيرفض الجمهور المبتذل». وتابع: «أرجو أن تكون فكرتي قد وصلت لا أدافع عن فيلم، أتكلم عن مبدأ المنع وأنه يروج أكثر، ودول المنع أكثر فسادًا، ادعموا الراقي كي يسقط الرديء». مصدر الخبر : بوابة القاهرة - ثقافة وفنون
