استنكرت القوى الدولية الداعمة للمعارضة السورية أي فكرة عن اجراء انتخابات رئاسية تنظمها الحكومة السورية وسط الحرب الأهلية ووصفت ذلك بأنه "مسخ للديمقراطية" يمكن أن يقضي على محادثات السلام. وأصدرت مجموعة أصدقاء سوريا وهو تحالف يتألف أساسا من دول غربية وعربية خليجية بيانا يوم الخميس في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا حيث لا يظهر في الأفق أي مؤشر على نهاية الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي فجرته احتجاجات مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد. وحققت الحكومة مكاسب ميدانية كبيرة في الأشهر القليلة الماضية واستعادت زمام المبادرة في الصراع. ويبدو مرجحا بشكل متزايد أن يترشح الأسد لفترة رئاسية ثالثة في يوليو تموز بعد أن شجعه فشل محادثات السلام في جنيف ودعم حليفتيه إيران وروسيا. وقال البيان الذي أصدرته الدول الأساسية في مجموعة أصدقاء سوريا (11 دولة) والتي تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا "إقدام نظام الأسد على تنظيم انتخابات سيكون مسخا للديمقراطية وسيكشف رفض النظام لأسس محادثات جنيف وسيعمق الانقسام في سوريا." وإذا ترشح الأسد للانتخابات متحديا المعارضة وقادة الغرب الذين يطالبونه بالتنحي فسوف ينهي ذلك عملية السلام التي تدعمها الأممالمتحدة في جنيف والتي تقوم على خطوات تؤدي إلى تحول ديمقراطي. ووضع البرلمان السوري في مارس آذار قواعد تتعلق بمدة الإقامة في البلاد لكل من يترشح للرئاسة في خطوة ستحرم كثيرا من خصوم الأسد الذين يقيمون في الخارج من خوضها. وقالت المجموعة "التحركات التي جرت مؤخرا من جانب نظام الأسد لتمهيد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية في الأشهر القادمة بما في ذلك سن قانون انتخابي جديد تفتقر إلى المصداقية ... بشار الأسد يستخدم هذه الانتخابات لاستمرار دكتاتوريته." واضافت المجموعة أنه لا شرعية لانتخابات تجرى وسط الصراع وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة فقط وفي ظل تشريد ملايين من السوريين أو اقامتهم في مخيمات للاجئين. وتجاوز عدد اللاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان رسميا حاجز المليون شخص يوم الخميس . ولجأ سوريون أيضا إلى تركيا والعراق والأردن ومصر وبلغ إجمالي العدد الرسمي للاجئين السوريين 2.6 مليون لاجيء. وقالت المجموعة "إجراء عملية انتخابية يقودها الأسد الذي تقول الأممالمتحدة انه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية يستهزيء بأرواح الأبراء التي ازهقت في الصراع."