فوجئ الوسط الصحفي يوم الجمعة بسقوط شهيد جديدة من الصحفيين على يد جماعة إرهابية .. إنها ميادة أشرف، تلك الفتاة الرقيقة التي استطاعت أن تحظى باحترام كل من عملت معهم في الوسط الصحفي.. فتاة في العشرين من عمرها.. لا تحمل بندقية على كتفها ولا زجاجة مولوتوف في يدها لكن تحمل ما هو أقوى من ذلك كاميرتها التي تعتز بها ولا تكاد تفارقها . خرجت ميادة في ذلك اليوم يحدوها الأمل أن ترسل لجريدتها الحدث أولا بأول لتظفر بنشره قبل أي جريدة أو موقع آخر وهو ما تم بالفعل حيث تابعت ميادة أحداث عين شمس لحظة بلحظة. تقترب من موقع الحدث تلتقط صورة من هنا وتكتب خبرًا فتنشره جريدتها، كل هم ميادة المهنية التي قدمتها بكل صدق وشفافية بعيدًا عن أي انتماءات سياسية .. فجأة سقطت كاميرا ميادة من يدها لتكتب نهاية ضحية جديدة من الصحفيين .. سقطت ميادة بين دمائها التي سالت منها لتلطخ كاميرتها وتكتب بالدم اسم شهيد جديد في عالم الصحافة . ماتت ميادة وتوقف الكلام وامتنعت عدستها أن ترسل مزيدًا من الأحداث فكان آخر ما وصل لجريدتها " الدستور" هو اتصال برئيسها في العمل الذى حذرها ، وطلب منها أن تأخذ بالها من نفسها وحياتها فهي الأهم من أي حدث تقوم بتغطيته.. لكن ضميرها المهني كان أكبر وأهم من حياتها ...يأتي الاتصال التليفوني ليفجر خبر استشهادها.. توقف العقل عن التفكير وشل اللسان ولم ينطق بكلمة... سوى لا إله إلا الله " ، "إنا لله وإنا إليه راجعون" . على من يأتي الدور سؤال يتبادر إلى الذهن لدى كل صحفي من الشهيد التالي ؟ ربما أنا .. أو أنت فكلنا في الهم سواء .. فالرصاص الغادر لا يفرق بين صحفي أو مصور فمن يبحث عن تقديم الحقيقة وكشف المؤامرات والخيانة جزاءه.. رصاصة طائشة تنهى حياته وتحمله لأسرته محمولا على الأعناق .. ماتت ميادة وماتت معها البراءة .. لم أكن من سعداء الحظ لكي أعمل معها .. لكن من يرى وجهها البريء لا يملك إلا أن يترحم عليها.. أماتت ميادة أماتت البراءة ؟! نعم كل شيء في بلدى يموت . ولا على حق تحصل ولا شهيد يعود . مصدر الخبر : البوابة نيوز