وافق مجلس النواب الروسي بأغلبية ساحقة يوم الخميس على اتفاقية لضم القرم من أوكرانيا لتتبقي عقبة قانونية واحدة فقط أمام شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود قبل انضمامها رسميا لروسيا. وصوت نائب واحد في المجلس ضد المعاهدة ومن المتوقع أن يكمل مجلس الاتحاد الغرفة العليا بالبرلمان عملية التصديق عليها يوم الجمعة بعدما وقعها الرئيس فلاديمير بوتين وزعماء القرم يوم الثلاثاء. ووافق 443 عضوا بمجلس النواب على المعاهدة. وقال النائب الموالي للكرملين ليونيد سلاتسكي في كلمة قبل التصويت "من الآن فصاعدا وإلى الأبد ستكون جمهورية القرم وسيفاستوبول ضمن روسيا الاتحادية." وتستضيف مدينة سيفاستوبول في القرم أسطول البحر الأسود الروسي. وتسيطر قوات روسية حاليا على شبه الجزيرة التي تسكنها أغلبية من أصل روسي وصوتت في استفتاء يوم الأحد لصالح الانضمام إلى روسيا. ولم يكن إقرار المعاهدة محل شك قط في البرلمان الموالي للكرملين بمجرد أن وقعها بوتين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمام مجلس النواب بعدما عرض المعاهدة على المجلس "أنا على يقين من أن إقرار تلك الوثائق سيكون نقطة تحول في مصير شعوب القرم وروسيا المتعدة الأعراق والتي تربطها علاقات وثيقة قائمة على التضامن التاريخي." ووصف لافروف ضم القرم بأنه ضروري لحماية الروس هناك وقال "انعدام القانون مستمر حتى اليوم وهناك أعمال يومية يقوم بها القوميون ومناهضو السامية ومتطرفون آخرون تعتمد عليهم السلطات (الأوكرانية) الجديدة." وأضاف "توحيد تلك الشعوب في دولة واحدة سيعزز الرفاهية والازدهار ويخدم مصلحة روسيا." وحولت خطوات روسيا لضم شبه الجزيرة مواجهة مع أوروبا والولاياتالمتحدة الى أكبر أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وفي وقت سابق يوم الخميس ألقى لافروف باللوم في الأزمة على الغرب دون أن يخص الولاياتالمتحدة بالذكر. وقال إن الدول الغربية تحاول "الحفاظ على زعامتها العالمية وإظهار أن لها وضعا فريدا ومتميزا عن الآخرين بدلا من السعي للالتزام بالقانون الدولي." وأضاف لافروف "الأحداث في أوكرانيا هي انعكاس لتلك التوجهات" وأن موسكو ستواصل استخدام "الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية" لحماية الروس في الخارج. ومضى يقول "سنصر على أن تحترم الدول التي يقيم فيها مواطنونا حقوقهم وحرياتهم بالكامل." وتتهم روسيا السلطات الجديدة الموالية للغرب في كييف بتعريض الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا للخطر. وتدخل معاهدة انضمام القرم إلى روسيا حيذ التنفيذ بمجرد التصديق عليها وتنص على أن القرم ستكون مندمجة بالكامل مع روسيا بعد فترة انتقالية تنتهي في الأول من يناير كانون الثاني المقبل. ونقلت وكالة إنترفاكس عن قنسطنطين رومودانوفسكي رئيس وكالة الهجرة الروسية قوله إن روسيا بدأت في إصدار جوازات سفر روسية لسكان القرم. وأيد الناخبون في منطقة القرم الانضمام الى روسيا في استفتاء وصفته حكومة أوكرانيا ودول الغرب بأنه غير قانوني. وفرضت الولاياتالمتحدة ودول أوروبية عقوبات على مسؤولين وأعضاء بالبرلمان شاركوا فيما يبدو في ضم القرم كما علقت العلاقات العسكرية والتجارية جزئيا وهددت بمزيد من الاجراءات العقابية اذا لم يغير بوتين نهجه. ويتحرك المسؤولون الروس سريعا لدمج المنطقة وتعزيز اقتصادها الذي يعتمد على كييف في الحصول على 85 بالمئة من احتياجاته من الكهرباء و90 بالمئة من مياه الشرب وبعض الامدادات الغذائية. وقال وزير المالية انتون سيلوانوف إن روسيا ستغطي العجز في ميزانية القرم الذي يقدر بنحو 55 مليار روبل (1.53 مليار دولار) بتمويل من الميزانية الاتحادية. وقال وزير الطاقة ألكسندر نوفاك إن روسيا ستضمن أيضا استمرار إمدادات الكهرباء للقرم بتوفير مصادر احتياطية والسيطرة على احتياطيات الوقود.