رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية أنه من الصعب إلقاء اللوم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحذيره نظيره الأفغاني حامد كرزاي من أن واشنطن تخطط لسحب كافة قواتها من أفغانستان ، ما لم يوقع خليفة كرزاي بصفته رئيسا على إتفاقية الأمنية الثنائية والتي تفاوض عليها بنفسه مع أوباما. وأشارت المجلة في تقرير أوردته اليوم /الخميس/ عبر موقعها الإلكتروني - إلى أن الاتفاقية الأمنية التي شهدت استعدادا جديرا بالثناء للتوسع العسكري الأمريكي في أفغانستان ، قد تذهب سدى عن طريق رفض كرزاي التوقيع على الاتفاقية أو سياسته في إطلاق عشرات الإرهابيين الخطرين من السجون . وذكرت المجلة الأمريكية أن هناك دلالات جيدة وهي أن معظم المرشحين للرئاسة خلفا لكرزاي أعربوا عن دعمهم للاتفاقية ويري عموم الأفغان وخاصة أولئك الذين يعملون في قوات الأمن بأنهم بحاجة إلى مساعدة الولاياتالمتحدة المستمر لإبعاد حركة طالبان. وأشارت المجلة إلى أن الحاجة لمساعدة خارجية ضروريه نظرا لهجمات طالبان المؤخرة فعلى سبيل المثال هجومها على قاعدة للجيش الأفغاني في أقليم كونار المضطرب والتي أودت بحياة 21 جنديا ، فبدون التواجد الأمريكي المستمر فمن المتوقع انتشار وتفشي هذه الهجمات بشكل موحش والتي قد تؤدي إلى انقسام قوات الأمن الأفغانية وحرب أهلية شاملة. وتقول المجلة أن الوجود الأمريكي لا ينبغي أن يكون تواجدا رمزيا فبعزم الولاياتالمتحدة على إرسال 3 ألاف جندي فقط لن يكفي للعمل على استقرار أفغانستان فإن كانت الولاياتالمتحدة ستقدم بالفعل هذه القوة القليلة سوف يزداد الرهان علي أن الرئيس الأفغاني القادم سيسلك نفس مسلك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عام 2011 ، حينما تم تسريب معلومات تفيد بأن واشنطن سوف تبقي على 5 ألاف جنديا في العراق . وتابعت المجلة الصحيفة ، يجب أن يكون التواجد الأمريكي بأعداد كبيرة في أفغانستان على الأقل بعشرة ألاف جندي لا يحدث فرق ويحتاج أوباما أن يكون على موقف ثابت مع خليفة كرزاي بعدم تقديمه عرض غير واقعي بإمداد عدد قليل من القوات. واختتمت المجلة تقول يستحسن أن يبدد أوباما الأن هذه الشكوك وأن يوضح بأن أمريكا لن تتخلي عن أفغانستان عن طريق إعلانه حجم القوة التي يود إبقائها هناك في أواخر عام 2014 على افتراض موافقة الحكومة الأفغانية للاتفاق .