أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية جيفري فيلتمان اليوم عن القلق العميق إزاء استمرار القوات الإسرائيلية في هدم منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في نهر الأردن والقدس الشرقية. وقال المسئول الأممي في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت اليوم بشأن الحالة في الشرق الأوسط، ومن بينها القضية الفلسطينية، إن الأسابيع الأربعة الماضية شهدت هدم 107 منازل، مما أدى إلى تشريد ما يقرب من 175 فلسطينيا، مؤكدا ضرورة أن توقف إسرائيل سياسة هدم منازل الفلسطينيين، وأن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى إلى الفلسطينيين المقيمين في تلك المناطق. وشدد جيفري فيلتمان على مطالبة السلطات الإسرائيلية بإيقاف قرارات الاعتقال الإداري للفلسطنيين، بمن فيهم الأعضاء المنتخبين في المجلس التشريعي الفلسطيني، و6 سجناء آخرين مضربين عن الطعام منذ شهر يناير الماضي. وحذر المسئول الأممي - في كلمته إلى أعضاء مجلس الأمن اليوم من "تآكل تفاهم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس في نوفمبر من عام 2012، وقال إن هناك إشارات مقلقة على عدم صمود ذلك الاتفاق بين الجانبين، مشيرا إلى أن الشهرين الماضيين شهدا تزايدا في إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة، وفي المقابل تزايدا في العمليات الإسرائيلية التي أسفرت عن سقوط ضحايا وإصابات في الجانب الفلسطيني. وأضاف جيفري فيلتمان قائلا "نظرا لاستمرار إغلاق المعابر بقطاع غزة، فإن الأوضاع الإنسانية آخذة في التدهور داخل القطاع، وأعلنت وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين حاجتها الملحة إلى 30 مليون دولار لدعم عمليات الطوارئ الإنسانية التي تقوم بها داخل القطاع". ونوه إلى أنه بالرغم من موافقة السلطات الإسرائيلية على دخول ألف طن من الأسمنت ومواد البناء إلى داخل غزة، إلا أن معدلات تنفيذ مشاريع الأممالمتحدة في القطاع لم تعد إلى مستوياتها السابقة،حيث لا يزال 30 مشروعا في انتظار الحصول علي موافقة السلطات الإسرائيلية المعنية منذ شهر نوفمبر من العام الماضي. وأكد فيلتمان في جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم، على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سياسي للصراع، قائلا " إن المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيقدم خلال الأسابيع القليلة المقبلة إحاطة إلى أعضاء المجلس بشأن آخر مستجدات العملية السياسية في جنيف. وأضاف فيلتمان "إن التقدم الذي أحرزته مفاوضات (جنيف 2) لا يزال محدودا، وكشفت عن حجم الهوة العميقة بين طرفي الصراع، لكن ينبغي علينا أن نبني على استمرار التزام الجانبين بالتفاوض". وحذر فييلتمان من استمرار الأخطار التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك بدمشق، مشيرا إلى أن أكثر من 16 ألف فلسطيني أصبحوا عالقين بين طرفي الصراع داخل المخيم، داعيا جميع الأطراف إلى منح الوصول الإنساني اليهم، دون إبطاء. وأعرب جيفري فيلتمان عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، موضحا أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقعت بين الجيش السوري وقوات المعارضة في منطقة الفصل بين القوات، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة لا تزال تدرس التقارير التي أفادت أمس الاثنين بشن الطائرات السورية غارات جوية على الحدود السورية اللبنانية، حث جميع الأطراف على التزام الهدوء وعدم التصعيد. واعتبر المسئول الأممي تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان مؤخرا، باعتبارها "خطوة إيجابية كبري"،لكنه حذر من أعمال العنف التي باتت تشهدها لبنان بفعل تداعيات الأزمة السورية عليها.