يطلق عليه "شاعر الشعب"، عاصر الشاعر أحمد شوقي، وذاع صيته في فترة قصيرة، فهو إحدى عجائب زمانه في قوة ذاكرته التي قاومت السنين، ولم يصبها الضعف على مرور 60 عامًا، وهو الشاعر "حافظ إبراهيم". وهو مواليد محافظة أسيوط لعام 1872 ميلاديًا، من أب مصري، وأم تركية، حيث توفي والده وهو في سن صغير، وسافر إلى القاهرة مع والدته بعد وفاة أبيه، وعاش عند خاله الذي كان ضيق الرزق، وكان يعمل مهندسًا في مصلحة التنظيم، وأحس "حافظ" بضيق خاله مما جعله يترك بيت خاله، وأخذ يدرس في الكتاب. فكان أحسن شعراء زمانه تلاوة للقران، وإنشادًا للشعر، فشعره يمتلك جزالة الجمل وحسن الصياغة، ومن أشهر المناسبات التي أنشد "حافظ" فيها شعره، حفلة تكريم أحمد شوقي، والذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل. بينما كان شعره يحث النفوس ويدفعها إلى العلو والنهضة، فيعد شعره سجل للتاريخ فكان يسجلها بقلبه وأجزاء روحه، ولكنه في بداية 1911 للحظة وفاته بدأ بالتكاسل واللامبالاة في عمله، بالرغم من انه كان رئيسًا للقسم الأدبي بدار الكتب، ألا أنه لم يقرأ كتابًا واحدًا من هذه المعارف. وكانت وفاته المنية صباح يوم 24 فبراير لعام 1932 ميلاديًا، وذلك بعد شعوره بالمرض، وعندما أتى الطبيب كان في نزاعه الأخير، ولكن مازال التاريخ يذكر أشعار هذا الرجل العظيم.