انتصار صالح فاز فيلم "تامر طار" للمخرج ريمون بطرس غالي بالجائزة الذهبية لمهرجان الساقية التاسع للافلام الروائية القصيرة الذي اختتم فعالياته امس الخميس وفاز بجائزة الساقية الفضية فيلم "41 يوم" للمخرج احمد عبد العزيز وبالجائزة البرونزية "كواليس" للمخرج كيرلس طلعت امجد، حيث عرض على مدار ثلاثة ايام 44 فيلما تنافست على جوائزه واختارتها لجنة التحكيم من بين 140 عملا تقدم للمشاركة في مسابقة هذا العام، اللجنة تكونت من مدير التصوير الدكتور سعيد الشيمي و ميد المعهد العالي للسينما الدكتور عادل يحيى واستاذة المونتاج بالمعهد الدكتورة غادة جبارة ومنحت ايضا جوائز لجنة التحكيم المخصصة لعناصر العمل الفني المختلفة، ففاز الفنان هشام منصور بجائزة افضل ممثل عن فيلم "موعد غرامي" للمخرج والسيناريست هاني فوزي في اول تجاربه كمخرج، وبجائزة افضل تصوير عاطف ناشد عن فيلم "القط ابو طاقية حمرا"، وفاز بجائزة افضل سيناريو وحوار تامر سامي عزيز عن فيلم "كما في المرآة "و بجائزة المونتاج جورج عادل عن فيلم "عيش". من الملاحظ ان غالبية افلام هذه الدورة جاءت من جهات انتاج مستقلة ومنها عدد من الافلام الفائزة بالجوائز، كما انشغل كثير منها بتداعيات ثورة يناير علي حياة الناس فتناولها البعض بالاحتفاء بحالة الامل التي خلقتها بالمستقبل وانشغل اخرون بتوجيه التكريم للشهداء كما عند المخرج علاء مصباح الذي اهدى "آخر سبع دقائق" الى شهداء الربيع العربي، في الفيلم يسجل شاب وصيته الاخيرة علي الفيس بوك قبل نزوله للمشاركة في المظاهرات، وفي فيلم "برد يناير" يلخص المخرج روماني سعد حال الوطن من خلال حكاية ام فقيرة تبيع الاعلام في ميدان التحرير لتعول اطفالها وتتركز احلامها في شراء باب لشقتها يحميها واطفالها من برد الشتاء القارس بعدما باع الاب كل شيء، واحتفت افلام اخرى بدور اللجان الشعبية التي حمت البلاد في ايام الثورة الاولى بعد انسحاب الداخلية بعدما اطلقوا المساجين والبلطجية من السجون لترويع الناس فقدمها "بلوك 25" للمخرج وسام مدني في فيلم مستوحى من احداث حقيقية عن ثلاثة بلطجية اقتحموا منزل ضابط شرطة يوم 28 يناير واعتدوا على عائلته واخواته وكادوا يقتلونه قبل ان ينقذهم شباب الحي من اللجان الشعبية، فيما يركز فيلم "البلد لسه بلدهم" للمخرج قدري بلاقيطي على التأكيد على استمرار سطوة ضباط الداخلية وممارستهم البلطجة ضد المواطنين. انشغلت افلام اخرى بقضايا انسانية مختلفة منها، تعرضت للكثير من القضايا الاجتماعية التي تشغل المجتمع المصري فيما انفرد المخرج ايهاب حجازي بالخروج تماما من الصورة فذهب بفيلمه "طريق العودة" الذي صوره في احدى القرى الروسية بممثلين وقصة روسية ولعب دور البطولة فيه، الفيلم الناطق بالروسية تناول آثار انهيار الشيوعية والتغيرات السياسية والاقتصادية التي اجتاحت روسيا بعدها من خلال انعكاساتها علي اسرة ضابط في الجيش وفي الفيلم رحلة الابن الباحث عن ذاته وسط تفاصيل علاقات واحداث في عائلته وفي مسيرة عودته لقريته وبيته وذكرياته وهو مستلهم من قصة قصيرة للكاتب الانجليزي تشارلز ديكنز، ورغم اجادة المخرج في الدمج بين اسلوب الجرافيك والمشاهد الحية ونضج رؤيته فنيا وفكريا الا انه بدا خارج السياق العام بتصويره واقع مجتمع آخر وان كان ركز على الجوانب الانسانية ليجد في هذا التناول مساحات للتلاقي مع اي مجتمع وثقافة مغايرة لتركيزه على قضية انسانية مشتركة في انعكاسات الاحداث الكبرى علي حياة الناس البسيطة ومشاعرهم وعلاقاتهم.