البلطجية ومتعاطي المخدات أكثر من يمتهنونها النقيب: تجديد 4 أماكن للباعة في رمسيس أصبح انتشار الباعة الجائلين في القاهرة وكافة المدن المصرية ناقوس خطر يهدد حياة المواطنين لما يجنيه من ممارسات عنف وبلطجة؛ فلم يعد من الممكن الاستمرار في تجاهلها، بعد أن وصلنا لمرحلة اختفاء الرصيف من الشارع أصبحنا ملاحقين بهم في كل مكان نذهب إليه حتى في وسائل المواصلات، ويعتبر البائع نفسه مالكا شرعيا للرصيف الذي يضع بضائعه عليه حتى ولو كان بنهر الشارع مما يتسبب فى إعاقة حركة المرور، وسير المارة، مما يؤدى إلى نشوب العديد من المشاجرات التى غالباً تنتهى بجرائم متنوعة. البحث عن الرزق رغم ذلك لا يمكن لأحد أن ينكر حقهم في البحث عن وسيلة رزق بطريقة مشروعة خاصة أن عددا كبيرا منهم يحمل مؤهلات عليا ومتوسطة واصطدموا بقطار البطالة حتى وصل عددهم إلى مايقارب عدد موظفي الجهاز الإداري بالدولة، ووصلت تجارتهم إلى أرقام كبيرة ويقبل علي شراء بضاعتهم معظم المواطنين من محدودي الدخل لأنها تناسب قدراتهم المالية.. وعلى الرغم من ذلك لم ينجوا من مطاردات رجال شرطة المرافق والبلدية والبلطجية لهم، وفشلت الحكومات المتعاقبة على مدى السنوات الماضية في التعامل مع مشكلتهم وإصدار قانون لحمايتهم . كان ل" المشهد" جولة وسط ميدان رمسيس ووسط القاهرة والعتبة للتعرف علي المشاكل التي تواجه الباعة ومطالبهم للدولة وما يتعرضون له من معوقات . الأمن أولا في البداية قال سعيد صدقى، بائع أحذية في منطقة العتبة، أن وضعه الحالي خطأ وإنه يعلم ذلك جيدا ويطالب أجهزة الدولة بتوفير أماكن حية لممارسة عملهم دون مخالفة للقانون ومضيفًا أنهم يمرون بأسوأ مرحلة، وأن عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك كان أكثر أمانا من بعد الثورة وحتى الآن لإنهم يتعرضون لممارسات بلطجة من البائعين نفسهم بالإضافة إلي مطاردة الامن لهم . تابع :" كل ما نريده من الدولة هو توفير لقمة العيش عشان كل واحد يأكل أولاده ومش فارق مين ييجي رئيس الجمهورية ولا الدستور هيكون ايه أحنا عايزين نعيش في أمان". يقول محمد أحمد، بائع ملابس بمنطقة العتبة، أنه لا يوجد أي جهاز من أجهزة الدولة يلتفت لمشاكلهم مشيرًا إلي أن نقابة الباعة الجائلين لم تفدهم بشئ حتى الآن وأن كل أعضائها يفكرون في مصلحة شخصية فقط ولا يعود علي عامة الباعة بشئ. يكمل:" هناك أكثر من 7 ملايين بائع بمصر دون رقابة ولا يعلم عنهم أحد شيئا والمهنة "لمت" بتوع الحشيش والمخدرات والسلاح والبلطجية". من جانبه يقول سيف راضي، أحد الباعة بميدان رمسيس، حاصل على مؤهل عال: " الميدان منطقة حية للبيع لمرور عشرات الآلاف من المواطنين به، فهناك القادمون من جميع محافظات مصر عبر قطارات السكة الحديد، وكذلك القادمون من محطة مترو الأنفاق، وأضاف فى حال توفير فرصة عمل له من قبل الحكومة سيترك هذه المهنة فورًا ". ركود السوق بينما يقول محمد صالح، صاحب معرض أجهزة كهربائية بميدان العتبة: الثورة جنت العديد من المشاكل، نظرًا لغياب الامن، وتسببت في إغلاق عدد كبير من المحلات بسبب البلطجة من الباعة فضلاً عن إطلاق الأعيرة النارية في المشاجرات مما يجعل التجار يغلقون مصدر رزقهم تفادي للصدام معهم وتكسر المحال. أضاف حديثه قائلاً: من الوارد أن يمر أسبوع دون بيع أي جهاز لأن السوق أصبح به ركود تام ، نظرًا لسوء أحوال البلاد والمشاكل التي تحيط المواطنين تجعلهم غير قادرين علي الشراء". وقال إسماعيل حماد، بائع، إن أعمال البلطجة تزايدت بين البائعين نفسهم دون تدخل أجهزة الأمن ويتم الاعتداء على الزبائن والمارة، وأصبح جميع الباعة بالمنطقة من الصعيد وتمركزوا بمنطقة العتبة والموسكي، وعملوا فى البيع والشراء، لافتاً إلى أن المشاجرات العنيفة تنشب بينهم لأتفه الأسباب، وينتج عنها العديد من الضحايا قتلى ومصابين، بالإضافة إلي أن "أصحاب الإتاوة " يتشاجرون فيما بينهم لتأجير الشوارع فى المنطقة مقابل مبلغ مالى شهريا وفي حال رفض البائعين تحدث المشاكل والمشاجرات. سيطرة الفتوات يكمل محمد علي، أحد الباعة الحديث فيقول، إنه يعمل بائعا ويدفع الإيجار أو الإتاوة بشكل دائم كل شهر، إلا أنها تزيد كل فترة وخاصة في المواسم من 30 إلى 50 جنيهاً يومياً، وأشار إلى أنه يعمل فى ميدان العتبة منذ 15 عاماً، ويدفع "إتاوة" تتعدى 1200. وطالب على، الحكومة بالتدخل وإنصاف الباعة الجائلين من سيطرة الفتوات عليهم ، مشيرًا إلى أنها لم تقدر على السيطرة التامة على الوضع وتحاول انهاء عشرات المشاجرات يومياً بين الباعة ، إلا أنها تفشل أحيانا أو تتأخر وتصل المشاجرات إلى الجرائم التى يقع فيها ضحايا. من ناحيته قال أيمن زكريا، بائع ملابس، إن أعمال البلطجة زاد بين الباعة الجائلين خاصة بعد ثورة 25 يناير وغياب الأمن حيث ظهر بيع المواد المخدرة على الملأ في وضح النهار، مضيفًا أن معظم البائعين يتعاطون المخدرات أثناء عملهم ولا يهابون الشرطة مطالبا الحكومة بضرورة توفير مكان آمن لمزاولة المهنة . يلتقط طرف الحديث سعيد جمال، بائع فى محل ملابس بشارع 26 يوليو: لا أحد من الباعة يخشى رجال الأمن في الوقت الحالي، احتله الباعة الجائلون ووضعوا "بالات" من الملابس فيه ما تسبب فى عرقلة الحركة المرورية بالمنطقة ونشوب مشاجرات بين المارة وأصحاب الملابس المستعملة، فضلا عن فرض الإتاوات، وانتشار جرائم البلطجة، وانتشار السلاح النارى والأبيض مع الباعة بشكل ملحوظ. وفسر الكثير من أهالى شارع 26 يوليو، أسباب الأزمة المرورية إلى نزوح البائعين إلي منطقة وسط البلد وراء "لقمة العيش". بينما تعاطف محمود ، أحد سكان شارع 26 يوليو، مع الباعة الجائلين مؤكدًا: "أن الباعة الجائلين ليسوا السبب الرئيسى فى الأزمة المرورية ، وهم لا يجدون دخلاً أو وظيفة توفر لهم - لقمة العيش- ، وعلى الدولة توفير بدائل لتجنب خطرهم الذي أصبح يهدد امن وحياة المواطنين ، فلابد أن تقنن الدولة أوضاعهم وتحاول حل مشكلاتهم، لأن كل ما يحدث ضدهم ليس حلاً للمشكلة. من جهته قال أحمد حسين، نقيب البائعين، إن النقابة تسعى دائما لحل أزمات الباعة مشيرًا إلي أنه تم عرض نموذج حضاري على اللواء محمد أيمن نائب محافظ المنطقة الغربية، لحل مشاكل بائعي رمسيس، حتى يوفر العمل الجماعي بين أعضاء النقابة. أضاف حسين في تصريح ل"المشهد"، أنه دائما يقوم بجولات ميدانية وسط الباعة ويحثهم على الالتزام بالنموذج المحدد من المحافظة والحى التابع له وغير ذلك سوف يعرض البائع للمساءلة القانونية والنقابة غير مسئولة عنه فى حين المخالفة او عدم الالتزام بالاماكن التى خصصتها لهم المحافظة. تابع :" تم تنفيد 4 أماكن في منطقة رمسيس للباعة الجائلين، ومنهم فوق نفق السبتية يتحمل 105 بائعين وبالفعل تم تسكين 40 شخصا وجار تسكين الآخرين بالإضافة إلي مكان آخر امام عمارة رمسيس، يتحمل887 بائعا. أضاف حسين أن المكان الثالث يوجد بأول مطلع كوبري أكتوبر اتجاه الفجالة ويتحمل 62 بائعا، والرابع يوجد خلف مسجد الفتح ويتحمل 155 بائعا مضيفًا أن كل بائع يحمل رخصة مؤقته للعمل بها دون مخالفة للقانون.